امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 17:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" كاكه حَمَه مُواطِنٌ مُحتاج ومُفلِس ، لم يبقَ أمامهُ أي طريقٍ مشروع ومعقول ، للحصول على قوت يومه وإطعام عياله ، إلا وسَلكَها ، ولكن بدون فائدة تُرجى . وأخيراً ، إضطَرِ لحملِ عَصىً غليظة ، وأوقفَ أولَ سيارةٍ في الشارِع ، وهّدَدَ الراكِب قائِلاً : إعطِني كُل ( فلوسك ) . إجابَ الراكِبُ مُحتجاً : ماذا دهاك .. ألا تعرفني ؟ أنا الرئيس . أجاب كاكه حَمَه : إذن إعطني كُل ( فلوسي ) ! " .
......................
نعم أيها السادة الحُكام ... ألمْ تسمعوا بالحِكمة التالية : ( جّوِعْ شعبَكَ ... يثورُ عليك ) . أنكم بسياساتكم الخاطئة ، وبنصائِح مُستشاريكم الجَهَلة ، تُجّوِعون قطاعات واسعة من الشعب ، فعدا عن العُمال والكادحين والشغيلة ، فأن الموظفين والمتقاعدين والأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة ..الخ ، كُلهم ، إلتحقوا بالطبقة الفقيرة وصاروا تدريجياً ، قريبين منهم . بِفَضل سياسة الفساد الممنهَج طيلة رُبع قَرن ، من حكمكم غير الميمون ، الذي أوْصَلَنا إلى مرحلة ، عدم دفع الرواتب والأجور ، لأكثر من خمسة أشهُر ، ثُم تّوّجَها ، بدفع رُبع راتِبٍ فقط ! . ماذا تُسّمونَ ذلك ، غيرَ : تجويع وإذلال المواطِن ؟
هل تعتقدون ، بأن المُقّيَدَ بأغلال الفُقر والجوع والحرمان ، يرتدِعَ عن فِعل أي شئ مهما يكُن ذلك الشئ ، أحمقاً أو خَطراً ؟ في الوقتِ الذي يرى إسرافكم وتبذيركم ، أنتُم وبطاناتكم الطفيلية ؟ هل ترى المُقّيَد بالذُل والشعور بالظُلم ، يخافُ من شئ ؟ ماذا سيخسر ؟ حياته ؟ أنهُ غير عائشٍ في الواقع ، فحياته أصبحتْ جحيماً لايُطاق ... فإذا ماتَ أثناءَ ثورته وتمرده ، فأنه سيستريح من المُعاناة اليومية والحاجةِ والسُؤال . وإذا إنتصرَ وتغلبَ عليكُم ، فأنه ، وكما قالَ المرحوم أبو لِحية : لن يخسَرَ غير أغلالهِ ! .
....................
مازالَ هنالكَ مُتَسَع : أعيدوا ل كاكه حَمَه فلوسهُ التي نهبتموها طيلة سنوات ... حتى لايفّكِر ولا يضطر لحمل عصىً غليظة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟