سعدي جبار مكلف
الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 06:56
المحور:
الادب والفن
وجه أمي
كم أشتقت لوجه أمي كي أعيش لحظات السعادة والصدق في عالم الوحوش
كم أشتقت لدفئ حنانها وعطرها المميز عن باقي البشر ..أغذريني يازهرة الحياة أتعبتك كثيراً معي ...
ياتالة البرحي
لا ..لا تسألي
عن جراحات الفراق
ولم الفراق
ولم البعاد عن العراق
أنا رجل غزاني الموت
من زمنِ
بلا تابوت او كفن
كان الخمر كافوري
جراحاً طرزت صدري
حرت اليوم في أمري
أردد آية الصمت
رياحاً طوحت صبري
وداعاً يالهيب الشمس
هل تعلم
أنا جناز تابوتي
أنا السفان والمجذاف والنوتي
أنا درويش يتمني فراق الحب
أصرخ عالي الصوت
نخيل البصرة عاتبني
تذكر ياحنين الشوق آهاتي
يسألني عن السمراء
صحاب الامس
والحانات وأللوعات والحناء
بقايا الخبز والسياح والشمسي
هل تذكر بقايا الروح بالعشار والمربد
هل تذكر دروب العشق والسرمد
أبيع الكحل والمرود
لعينيك ...
أبيع الروح والعسجد
تمايم من شجون الدهر
والايام لا تفهم غداً أمجد
غداً أمجد
يشدني لوجه امي حمامة
كهلال عيد
يطير بي نحو الفرات
لعلني اسلو عذابات الحياة
لا زالت يا أمي أعيش
طفوالتي عند الزقاق
هناك غازي لم يمت
هناك سالم
واحسرتاه على الرفاق
واحسرتاه على بيوت الطين
والرصاع والتمر أشتياق
يا ألف حسرة يانخيل مدينتي
تغفوا على دمعاً مراق
وآنا هنا
في سيدني لا أملك سوى ألم دفين
في وجه أمي الحب
والطليع والاشراق
في وجهها عطر المحبة
دفئ كل الكون والاشواق
قمر المحاق
من تمر جدي وطيبه حلو المذاق
وآنا هنا في الواق واق
أعيش البعد والتابوت
والدمع المراق
سعدي جبار مكلف
17-2-2016
سيدني ....الارض الملتهبة
#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟