أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح5














المزيد.....

لماذا نتدين ؟ . ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 17:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين كفكرة يقود إلى سلسلة متطورة من الأفكار بين تفسيري وتأويلي وتطويري إلى أن تبتعد المتولدات منه عن أصل الفكرة كلما تباعد العقل في سعيه للبحث في ما حول ذات الفكرة , لذا نقول أن الدين بالواقع هو محرك فكري يدفعنا للأمام أو يسحبنا للخلف حسب منطوق نظام العقل الذي يقرأ الفكرة بذاتية خاصة , أما كون الدين رؤية هذا ما يدفع بعض العقول الرتيبة والمتقوقعة حول حدودها الدنيا على أن تجتهد بكل قوة أن لا تتجاوز حدود الرؤية ذاتها ,لخشيتها أن يتبدل المظهر النهائي كلما ضعفنا في متابعة خطوط الرؤيا وإطارها العام وخوفها من أن تؤدي التوسع بالرؤية إلى الاصطدام بواقع قد لا تستوعبه بشكل ما , لذا من يؤمن بالدين فكرة أقدر على فهم حركة الزمن من الذي يتمسك بحسية الرؤيا ومادية النتائج , وأقدر أيضا على التكيف مع المتغيرات الحولية ومستجيب طبيعي لها وفق منهج الفكرة أساسا .
من خلال التفريق بين الماهية والمعنى لمفهوم الدين نسأل عن علاقة كل منهم بالتدين كظاهرة حسية ومقدار تأثر الظاهرة بالواقع العملي لوجودهما معا ؟,والجواب يأتي من خلال فهمنا السابق للظاهرة والتي ركزنا فيها على الجانب الأبرز من الظاهرة وهو الجانب الحسي في وجودها في حياة الإنسان , هنا يكون لمعنى الدين والمتمحور حول الرؤية الكلية التي يطرحها على العقل ويصغي لها الأخير ثم يحاول أن يستجيب لها ضدا أو معا مع ما تحتوي من مشهد حسي هو الأقرب لمفهوم الظاهرة أي لمفهوم التدين .
هذا الفهم ليس نظريا بل واقعيا حقيقيا فكثيرا من المتعبدين ممن ورثوا أو مارسوا التدين تلقائيا أو من ضمن منظومة المسلمات الواقعية إنما انحازوا للحسية بشكل أو بأخر ولا تعنيهم الفكرة المجردة للدين ,بل ما يثيرهم ويشعل حماسهم هو أنتماءه الحسي للظاهرة كنتيجة طبيعية لوجودهم المادي في الحياة ,أما كواقع ملجئ أو كتطبيق يستمد من إحساسه للحاجة الدائمة للتفسير أو التدبير وحتى لإلقاء بعض المسئولية على الجانب الغيبي من فشله أو عجزه الشخصي .
الدين كبقية الأشياء المحيطة بنا من أفكار ونظريات وأمزجة وحتى افتراضات تخضع جميعها لمستوى متنوع من الفهم ينتج عنه تفاوت في الإدراك والتعامل معه حسب ما يقدم للعقل في سيرورته من معطيات ومقدمات , وحسب ما تنتج أيضا هذه المعطيات والمقدمات من أثر ومن تفاعل لاحق وممتزج وتبادل مع الواقع ومع المحيط , الدين عندما يتحول إلى محرك ليس لأنه يملك القدرة بالقوة على ذلك ولا عندما يتحول إلى كابح للتقدم والحركة لأنه كذلك , ولكن ما يجعله بهذه الصورة أو بتلك هو كيفية تعامل الأنا مع الموضوع , ومقدار سيطرة الأنا على العقل ومقدار قوة العقل أن يتسع ويستوعب ما حوله وكيفية الاستفادة من مما يجري .
التدين وجه أخر منعكس من أوجه تعامل الأنا مع الدين مع الفكرة المجردة من جهة ومن جهة أخرى هو نتاج فرض الأنا على العقل ومقدار قوة الصراع بينهما , لذا لا يمكننا أن نشهد نمط واحد ونموذجي للتدين عند الإنسان لا على مستوى الفرد زمانا ومكانا وعلى مستوى الأفراد أشخاصا وسلوكيات , الأنا في كل حالاتها ومع شدة قوة العقل تطرح ومن خلال جزئيات متفرقة وجودها دون أن يحس العقل أو يتحسس هذا التغلغل لأن الإنسان بالأخر ليس عقلا كاملا ولا نفس متفردة .
مشكلة البعض مع الدين هي في الواقع وصف غير صحيح وغير كامل بحسب ما تعني كلمة مشكلة أو إشكالية , الدين الذي في مظهريه الماهية والتعريف يبقى محصورا بحدود الرؤيا والفكرة ما لم يتحول إلى ممارسة إلى تجسيد واقعي بتدخل الإنسان حسيا وفعليا وهنا تتبلور المشكلة مع غياب حدود للتدين ومقاييس ومعايير لنمط التدين ,الفرد عندما يعتنق عقيدة دينية لا يعتنق الفكرة لأنها تدفعه للبحث في ما بعدها وإنما يعتنقها ليعيش داخل أسوارها وإن كانت أسوار الدين محدودة بين الخير والشر أو الحق والباطل .
لكنه وبحسب قراءته لموضوعي التناقض الحق والباطل والخير والشر يتدخل بإمعان ليحدد هو الحدود أو توسعا من جهة أو تضيقا من جهة أخرى , وهنا لا يكتفي بتحديد أسواره الخاصة وإنما يعمل لإدخال الكل في هذه الأسوار لأنه لا يرى غيرها , في الوقت الذي فيه الأخرون قد رسموا حدودا أخرى وأسوارا أخرى ويبدأ التشابك والصراع باسم الدين والحقيقة أن التدين هو المتشابك ومبعث التنازع والصراع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح5