أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح4














المزيد.....

لماذا نتدين ؟ . ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5074 - 2016 / 2 / 14 - 23:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نتدين ؟. ح4

في الحلقات السابقة عرفنا التدين كظاهرة وعرفنا معنى الظاهرة وأرتباطها كردة فعل مع الإنسان , وبسطنا فيها أحتمالات أن تقف الظاهرة عن فعل وجودها ولو نظريا أو أفتراضا , كما أسهبنا بشرح البديل العملي والعقلي عن الظاهرة وأحتمال نجاحنا أو فشلنا في توظيف البديل , ولكن ولارتباط التدين بالدين علينا أخيرا أن نفهم تماما وبصورة أعمق ماهية الدين , معنى الدين وأخيرا هل الدين أساسا هو قاعدة التدين وأيهما أسبق في الوجود .
الدين مجردا من القدسية هو ليس أكثر من فكرة تقود الإنسان ذاتيا نحو دائرة مفاهيم مثالية فيها الضد والنقيض على أن يعقب ذلك مجموعة من السلوكيات التي تفيد بفرزه خاصة عن المجموعة البشرية بمسمى خاص ,أي أن كل فكرة تبحث عن تفضيل الخير على الشر والحق على الباطل والمحبة على الكراهية هي نوع من أنواع الدين بل هي معظم فكرة الدين وجوهرها أما موضوع العمل من داخل الدائرة سيكون منفصلا عن أصل الفكرة لكنه معبر عنها ودليل لوجود فكرة الدين عند الإنسان , إذن الدين من الناحية الواقعية خطاب عقلي مثالي بين الخارج الباعث أو الناص به وبين عقل الإنسان ليرسم لهذا العقل خطين متوازيين عليه أن يختار ما يريد الدين حتما حتى يكون ضمن الدائرة الأمينة بنظر الفكرة إعلانا بالإيمان به .
المثالية هنا تتركز على إقناع الإنسان بمحاولة الفحص عن ماهية الجانب الإيجابي الذي يتبناه مضمون الدين ,هذا الفهم جيد ومناسب ولكنه أيضا ضبابي خاصة ولعدم وجود معيار منطقي حدي كامل وتام للتفريق بين الخير والشر وبين الحق والباطل صار من الممكن أن نختلف نحن أصحاب الدين على المعيار ولكن نتفق على التسمية ,الصعوبة في الدين مجردا أنه لا يخبرنا إلا عن خطوط تبدو عامة وإن أحتوت تفاصيل لكنها بالمجمل هي خطاب عام للعقل البشري أن يلتزم الجوانب الإيجابية وأعطى أمثله لكنه لم يعط مقياس أو معيار عام لذا صار الدين في كل الأحوال حاضن للتنازع من خلال منح العقل البشري أحقية الفهم الفردي .
إذن الدين كماهية هو فكرة بغض النظر عن المصدرية والقصدية تتخذ من خيار الفرز بين ألوان القيم أو عناوينها محور وإن كان في الغالب الأعم أنها تجنح لمحدد الخير والشر والحق والباطل وما يتبع من ذلك تحديد دوائر الحلال والحرام او الواجب والممنوع ,هنا ينتهي الدين مجردا من كونيته بعد أن عرض مجمل خطوطه وتفاصيل خطته الكلية على العقل ,لم يعد للدين بعد ذلك من دور ليتحول هذا الخطاب ومن خلال العقل إلى فهم وتصرف حسي ليترجم صورة ما يدور من صراع داخل الذات الإنسانية بين جواب العقل (مثاليا) وإرادة القوى النفسية بحسيتها المعهودة (ماديا) لنشهد ردة الفعل والمسماة بالتدين .
من هنا يمكننا تعريف الدين على أنه ((رؤية للواقع من خلال عين مثالية يسمعها العقل وتنتهي فيه ليقود الواقع من خلال ما تشاهده العين تلك لا ما تحكمه السيرورة أو تفرضه الضرورة)) ,مجرد تطابق واحدة منهما مع التدين يتحول شكل الظاهرة إلى الواقعية الأجتماعية وإن تعارض كلاهما أو أحدهما تحولت الظاهرة إلى تنازع قيمي بين مؤديات النظر والاستماع وبين حقائق الواقع ومتطلبات الوجود , وعلى أحدهما أن تتقدم وعلى الأخرى أن تبقى في دائرة المقاومة أو المعارضة ,حتى يفصل الزمن بينهما من خلال قانون البقاء للأجدر .
ما أوجه الربط بين المفهوم الماهوي للدين وبين تعريفه المعنوي وما هي أوجه الخلاف بينهما ,الحقيقة التي يشك الكثيرون في إتيانها أن وجود فرق بين المعنى والماهية هي ضرب من ضروب الاحتيال اللغوي او التوصيفي فكلاهما نظرة خاصة من زاوية محددة لشيء واحد , الفرق بين التعريف والتوصيف هو كالفرق بين المادية والمثالية أو بين الذات والموضوع وإن تحدد العنصر بواحدية ,من إيرادنا لماهية الدين قلنا إنها فكرة مجردة تدعو العقل للخيار بين حدين دون أن تمنحه وسيله للتقرير والفرز , أما التعريف فقد أوردناه على أنه رؤية والرؤية واقع حسي وإن تلاقى مع الفكرة في تعامله مع العقل , لكن يبقى التعريف أكثر مادية وحسية من توصيف الفكرة عند عرضنا للماهية .
الدين كفكرة يقود إلى سلسلة متطورة من الأفكار بين تفسيري وتأويلي وتطويري إلى أن تبتعد المتولدات منه عن أصل الفكرة كلما تباعد العقل في سعيه للبحث في ما حول ذات الفكرة , لذا نقول أن الدين بالواقع هو محرك فكري يدفعنا للأمام أو يسحبنا للخلف حسب منطوق نظام العقل الذي يقرأ الفكرة بذاتية خاصة , أما كون الدين رؤية هذا ما يدفع بعض العقول الرتيبة والمتقوقعة حول حدودها الدنيا على أن تجتهد بكل قوة أن لا تتجاوز حدود الرؤية ذاتها ,لخشيتها أن يتبدل المظهر النهائي كلما ضعفنا في متابعة خطوط الرؤيا وإطارها العام وخوفها من أن تؤدي التوسع بالرؤية إلى الاصطدام بواقع قد لا تستوعبه بشكل ما , لذا من يؤمن بالدين فكرة أقدر على فهم حركة الزمن من الذي يتمسك بحسية الرؤيا ومادية النتائج , وأقدر أيضا على التكيف مع المتغيرات الحولية ومستجيب طبيعي لها وفق منهج الفكرة أساسا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح4