إلى شاعر الحريّة .. وقدّيس المنافي .. عبد الوهّاب البيّاتي

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:41
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

من شعراء المنفى .. عبد الوهّاب البياتي

تمزّق الشراع ..
ولم تهدأ العواصف ,
والزورق ما زال يبحر ,
الصواعق كالأمطار
والرأس مرفوع
يتحدّى .. كما " أوصيتنا "
والعقل يستيقظ
يستنفر .. بعد كل ضربة
يتجدّد بالاّلام

موجات القمع تعلو .. ثمّ تعلو
لم تحضنها .. لم تصدّها
رمال السواحل العربية
وشواطئ المتوسّط
ولم تستطع ضفاف الرافدين
وبردى
والنيل الأخضر
إحتضانها .. وتجفيفها
واحتواءها .. ؟؟ !

لم تقدر زنود البحّارة على جذبها .. وتطويعها
وقصب الأهوار .. والكادحين
على تغيير مجراها , وتصريفها
ولانقابات العمّال , والأحرار
وجماهيرها
وغابات النخيل .. ! ؟؟
ولا أشجار الزيتون أن تهدّئها .. وتوقّفها ... ! ؟

الطغيان كان متوحّشا .. حتى الأسنان
إلتهم كلّ إنسان عنيد
كلّ إنسان حرّ لا يطيع إلا من يريد -

تقبّلت إكليل الشوك
ولم تصرخ .. ولم تتعب
بقيت ترفض ترفض
لأنه القدر .. !
مشيت المنافي
مدينة تلو مدينة
ولم تتعب .

الشعر ..
والقلب يحترق
الوطن في العيون
يخترق
كلّ موجات الغضب
ومواويل القصب
عشت لهيب الحبّ
لتراب " السواد " .. الذهب
الذي ذهب نثرا .. وشعرا
معجونا بدم القلب
ليعطينا الصور
عبر القلم
خمرا .. وجمرا .. ولونا
ما العجب ... ؟

ما العجب , وقد نبت للغربة قدّيسين
للمنافي شهداء
للغربة قدّيسين
وشعراء ...

لقد نمى للغربة قدّيسون
وشاعرهم البيّاتي
رائدهم عبد الوهّاب
ومعلّم .. للحريّة .
عقودا .. وسنينا
مزّقت أجسامنا
شراعنا -
لم نركع صاغرين
بقينا واقفين
كالأشجار .. كالنخيل
نعطي ظلا كالزيتون
ننشر عطرا كالياسمين
وشعرا وحبّا للملايين
أنت صوت المشرّدين
ونشيد الفقراء
سلام .. سلام
يارفيق الطريق
ونغمة المنفيين ... !

يصلّي لك الشعر
ياشاعر الحرية والإنسان
يرثيك
وأنت
وشعرك المراثي
أساطيرنا مراثي
واستمرّت الأسطورة
حسبناها أسطورة
عشنا الأسطورة
بدمنا ولحمنا
وكتبنا واقعنا
حرّيتنا .. كرامتنا
وهذه قمّة الفداء .
...
الشعر .. خلود
والشاعر .. موجود
في قلب .. الوجود
مولود في قلب كلّ مولود
لأنه شعاع من قلب الله
لأنه الإبداع
وملوّن الحياة
بدمه يشتري الإنسان والحياة .. !

اّب 1999 كدانسك - بولونيا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات