أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احسان جواد كاظم - في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعية














المزيد.....

في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعية


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 23:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


سميرة اسمها, رقيقة كنسمة صباح عراقي معطرة بزهر القداح, بأبتسامتها وطيبتها كانت تأسر قلوب كل من عرفها. في البيت كانت هي العون الاكبر للوالدة التي كانت تكدح كأي ام عراقية لتلبية مطاليبنا ورعاية شؤون البيت وشؤننا جميعاً.
عندما دخلت كلية الادارة والاقتصاد - بغداد كانت عضوة فاعلة في اتحاد الطلبة العام السري. فما كان لشخص بمثل سجاياها الا ان تختار الانتماء الى هذه المنظمة المجاهدة التي انتمينا لها بدفع منها, ووضعتنا على درب الحقيقة النيرة, سكة الانحياز للفقراء والانسان.
كان لها حلم اجمل من جنح فراشة,شعب سعيد منعم ووطن حر جميل.
اول راتب لها من عملها في المؤسسة العامة للسياحة بعد التخرج, كان لنا منه نصيب. وزعته بيننا بعد ان قدمت الجزء الاكبر منه للوالد وهدية للوالدة. هبتها لنا وان كانت متواضعة فأنها كانت تشكل لنا شيئاً مؤثراً, فلم تكن الامكانات الاقتصادية للعائلة تمكننا من الحصول على اكثرمنها.
اختطفت في حزيران 1980 من قبل امن نظام صدام الفاشي من الشارع في حي المنصور ببغداد وكانت في مهمة حزبية. يبدو ان هناك من انهار امام تعذيبهم ودلهم على مصدر العطر. كان وقع الخبرعلى امي مؤلماً, بكتها ليل نهار. لقد كانت حمامتها... عزوتها... سندها.
كنت حين اختطافها جندياً اقضي الخدمة الالزامية. عندما رجعت في اجازتي الشهرية , صُعقت بالخبر. نصحونا المعارف بعدم المجازفة ,في ظل الحملة الفاشية المستعرة ضد الشيوعيين, من مراجعة دوائر امن النظام للسؤال عن معتقل شيوعي لديهم, لان مصيرالسائل سيكون الاعتقال مباشرة والتعذيب الوحشي اسوة بمن يسأل عنه.
بعد شهر من اعتقالها... انهيت خدمتي العسكرية. تقرر تأمين سفري الى الخارج تجنباً لمصيبة اخرى, مع امل شفيف يعمّر القلب بعودة سريعة الى ارض الوطن وحضن الاهل والاحبة ورؤيتها محررة, ولكن كان ان اندلعت الحرب مع ايران وتزاحمت المآسي على العراقيين وشبابهم بأستدعائهم الى ساحات الموت لتنفيذ رغبات دكتاتور ارعن. ماتت امي حزناً وكمداً, تبعها الوالد وتفرقنا.
تتابعت السنين حتى اسقاط النظام على عام 2003 وتحرر الشعب من خوفه ليقوم بأقتحام قلاع اجهزة النظام القمعية ونشر وثائق اجرامهم بحق ملايين العراقيين ومنهم اختي الشهيدة سميرة التي اعدمت عام 1983 ولم يجر اعلامنا ولم يدون امام اسمها عنواناً, كما مقابل اسماء الشهداء الآخرين. ولا نعرف لحد هذا اليوم مكان تغييبها بعد ان زرع نظام البعث البائد مقابره الجماعية في كل انحاء العراق.
ان عدم تسجيلهم لمكان اقامتها جعلنا نتوقع عدم اعترافها بشيء, لحمايتنا نحن اخوتها واخواتها وانا بالخصوص لكوني كنت جندياً ولا حتى على رفاقها ممن عملت معهم في التنظيم, وهذا ما أكده بعض ممن تعرفنا اليهم لاحقاً, لعدم اعتقال احداً من مجموعتهم بعد اعتقالها.
ربما استشهدت تحت التعذيب الوحشي لنعومتها ورقتها دون ان تنبس ببنت شفة, وهزأت بجلادها الذي طالبها بالمساومة والخيانة .
تتسلل الى اسماعنا من حيث لا ندري صدى اغنية قديمة ارتبط ذكراها بها :
سمرة وسيعة عين... عيني سمر
حلوة وجمالج زين... عيني سمر
في يوم بعيد, كنت اقص على ابني الصغير الذي اسميته على أسمها, قصة استشهادها كما اراها, ونحن نتطلع الى صورتها التي تعمّر صدر مكتبتنا, فاجأني بقوله : يعني ماتت لنحيا, لأنها لو كانت قد تكلمت لكنت قد مت مثلها وما كنا لنأتي الى الحياة.
- نعم يا حبيبي, كلنا مدينون لها بحياتنا.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكلوني البراغيث !
- محاربة السعودية لداعش في سوريا... نكتة !
- زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
- ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - احسان جواد كاظم - في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعية