أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جادالله صفا - الحركة الاسيرة والمسؤولية الغائبة














المزيد.....

الحركة الاسيرة والمسؤولية الغائبة


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 23:47
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


جادالله صفا – البرازيل
استمرار اضراب محمد القيق عن الطعام احتجاجا على الاعتقال الاداري، يطرح اسئله حول مستقبل نضال الحركة الاسيرة ومستقبل النضال الفلسطيني، فحملة التضامن الوطني والعربي والدولي اتجاه الاسرى ومطالبهم لم يرتقي حتى اللحظة الى مستوى التحديات التي تفرضها المرحلة، وذلك نتيجة عدم اتفاق الحركة الاسيرة على موقف موحد لتطوير نضالاتها والحفاظ على انجازاتها ومواجهة الممارسات والاجراءات الصهيونية ومصلحة السجون بحقهم، حيث الانقسام الفلسطيني ترك بصماته السلبية ايضا على انجازات الحركة، وتمكنت سلطات الاحتلال من الانقضاض عليها وسحب الكثير منها والتي جاءت نتيجة تضحيات جسام قدمتها الحركة الاسيرة على مدار سنوات من النضال داخل السجون.
امام هذه التضحيات الجسام التي قدمتها الحركة الاسيرة، ضرورة ان نعترف بتقصيرنا وفشلنا كسلطة ومنظمة تحرير فلسطينية وفصائل وقوى ونشطاء ومنظمات حقوقية ومدنية وغير حكومية امام كل هذه التضحيات الجسام التي قدمتها على مدار السنوات الاخيرة، هذا الاخفاق والفشل لم يأتي عن طريق الصدفة، وانما جاء نتيجة واقع تمر به حركة التحرر الوطني الفلسطينية من ازمة ومأزق وانقسام، والتي بمجملها سمحت وشجعت الكيان الصهيوني من تشديد اجراءاته القمعية ضد الحركة الاسيرة ومصادرة الكثير من انجازاتها التي حققتها على مدار سنوات طويلة من النضال والصمود والثبات.
جرت على مدار السنوات الماضية نشاطات ومؤتمرات تضامنية مع الحركة الاسيرة، ولم تتمكن هذه المؤتمرات حتى اللحظة من طرح قضية الاسرى بمستوى الحد الادنى المطلوب، لتلاقي اهتماما يليق ببطولاتهم، كما تم طرح قضايا الاسرى بالمنتديات العالمية ومن ضمن حملات التضامن العالمي، ماذا انتجت واين صداها؟ لماذا قضية الاسرى غائبة عن الرأي العام العالمي؟
على مستوى المجتمع المدني، هناك الكثير من المؤسسات والمنظمات التي قامت على اساس الدفاع عن الاسرى الفلسطينيون بالسجون الصهيونية، وهي كثيرة بالمجتمع المدني الفلسطيني، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا انتجت هذه المنظمات او المؤسسات وكم اسيرا اطلقت سراحه او كم اسيرا مريضا تمكنت من علاجه او توفير فرصة علاج له؟ المبرر لديها - نقص الاموال- التي تمكنها من طرح قضية الاسرى على الصعيد العالمي.
نجح الكيان الصهيوني ليس بتفتيت وتشتيت الحركة الاسيرة وانما ايضا نجح بتهميش النضال الفلسطيني خارج السجون والوقفات التضامنية، فماذا ستنتج وقفة تضامنية امام مكتب الصليب الاحمر بغزة او رام الله او خيمة بالقدس او اي مكان اخر؟ لماذا التضامن مع الحركة الاسيرة لم يرافقه اضراب شامل كما كان يحصل بالسبعينات او الثمانينات؟ منع عمليات التضامن والاحتجاج من مسؤولية السلطة، وليست مسؤولية الكيان الصهيوني، والاشتباك يكون مع اجهزة السلطة وليس مع اجهزة الكيان.
نضال الحركة الاسيرة كان مترافقا مع نضال الشعب الفلسطيني بمجمله، كانت البندقية تقوم بدورها وكان الاسير يواجه الجلاد بارادته وجسده، نضالا واحدا يصب بنفس الهدف، اما اليوم فتجد لا علاقة لانتفاضة القدس بالاسرى ولا بإضراب محمد القيق عن الطعام، فهذه قضية وتلك قضية اخرى، يرفض العدو الصهيوني الرضوخ لمحمد القيق بمطالبه المحقه، لان الكيان واجهزته تريد ليس هزيمة القيق وانما هزيمة شاملة للحركة الاسيرة، فالكيان يتساءل: ماذا سيحصل لو مات القيق نتيجة اضرابه؟ فالكيان لديه تقديراته ومصيب بها تقول: "لا ردود فعل يمكن ان تؤدي الى الاشتباك مع الاحتلال".
الحديث عن حقوق الانسان وحق الشعب الفلسطيني بنضاله من اجل استرداد حقوقه، غير كافي إن لم تقم الحركة الوطنية الفلسطينية بمجملها بمراجعة شاملة لطريقة تنظيمها وترابطها ووحدتها وبرنامجها لتحقيق مشروعها الوطني، امام كل محاولات الكيان الصهيوني الرامية الى تجزئة النضال الوطني وتفتيته التي تؤدي بالنتيجة الى استنزاف النضال الفلسطيني ليجعله بشكل عام عاجزا ليس امام نضالات الحركة الاسيرة وانما امام نضالات الشعب الفلسطيني بمجمله.
الانتصار للاسرى يكون من خلال مرجعية واحدة تساهم بتوجيه كل حملات التضامن مع الحركة الاسيرة المرتبطة بالنضال الفلسطيني، تكون قائمة من خلال مشروع كامل ومتكامل ضمن المشروع الوطني الفلسطيني دون تجزئة، وتصعيد النضال والاشتباك اليومي مع الاحتلال بكافة الاشكال والوسائل المتاحة التي تسمح للقضية الفلسطينية بالاستمرار وبكل الساحات والمؤسسات الدولية التي تكون محصلتها اطلاق سراحهم على طريق التحرير والاستقلال والعودة، وان تعدد المؤسسات واللجان هي تشتيت للجهود وتعبر بجوهرها عن حالة الانقسام والخلافات التي تشهدها الساحة الفلسطينية التي نحن اليوم احوج الى تجاوز هذه الحالة والانتقال الى الحالة الارقى وهي حالة وحدة حركة التضامن القادرة على الانتقال الى مرحلة الاشتباك المتواصل مع الاحتلال ومستوطنيه تكون قضية الاسرى ضمن بنوده ونضالهم جزءا اساسيا من نضال حركة التحرر الفلسطينية.
13 شباط 2016



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة البديل الفلسطيني هي نتاج من ازمة اليسار الفلسطيني
- اللاجئون الفلسطينون بالبرازيل بين المسؤولية الوطنية والاهمال ...
- هل سينجح الكيان الصهيوني بفرض سفيره داني ديان بالبرازيل؟
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، بين المؤسسة الواحدة والتعددية
- عمر النايف وجدلية طلب تسليمه، مجرم ام مناضل؟
- هل البرازيل تسير على خطى فنزويلا والارجنتين؟
- اللاجئون الفلسطينيون في ضيافة -ليلى خالد-
- حوار ام تطبيع ام لنشر ثقافة السلام؟
- سفير مع وقف التنفيذ
- عندما تكذب السلطة كيف نعاقبها؟
- معركة جامعة سانتا ماريا البرازيلية وهزيمة -اسرائيل-
- ماذا بعد وصول فلسطينيو سوريا الى البرازيل؟
- المقاطعة شكلا من اشكال المواجهة
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وغياب المسؤولية اتجاه فلسطينيو ...
- تطوير حركة التضامن البرازيلية بمواجهة النشاط الصهيوني
- جبريل الرجوب الفيفا واستمرار النهج
- اعتقال خالدة جرار الاسباب والخلفيات
- اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وفلسطينيو- سوريا
- لمصلحة من زعزعة استقرار دول امريكا اللاتينية؟
- البرازيل ومستقبل العلاقات مع الكيان الصهيوني


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جادالله صفا - الحركة الاسيرة والمسؤولية الغائبة