أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء














المزيد.....

الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


كان مساءا رمضانيا تحفه بركات الله ، وانا اتحدث لزميلتي الشاعرة خديجة العلام ، ففاجأتني بأن وضعت امامي قصيدة لاحدى زميلاتها وقالت شاركني قراءتها ، وحينما اعدت القراءة لقصيدة الشاعرة سميرة الرحالي ، اعجبت بها واخبرت بهذا الاعجاب زميلتي العلام ثم غبت في عزلتي المعتادة ، فكانت قصيدة الرحالي التي جاءت على شكل سؤال جريء (ما احوال قصائدكم؟) ، وبدأت الشاعرة تؤنسن الاشياء ، وتحاول استنطاقها ، لتحلها ذلك المعنى الذي يؤرق شاعرتنا ، وتحوله الى سلسلة من منعرجات البحث عن حقيقة ما نكتب من قصائد ، بتكرار الكلمة ، فالتكرار الذي هو ظاهرة اسلوبية ووسيلة تعبيرية لها دورها الدلالي في عملية البناء الفني ..تنبض باحساس الشاعر وعاطفته من اجل اغناء معنى النص..كونه صورة من صور التناسق الجمالي الذي يسبغ على النص نوعا من الايقاع المعبر عن صدى النفس لاغناء النص الشعري..كون المكرر يمثل مركز ثقل الحالة الشعورية التي تعيشها الشاعرة..فتعيد التوازن النفسي لذاتها القلقة..اضافة الى انه ينم عن وعي فني يؤدي دلالة تضفي جمالية على النص ويحقق قيما جمالية على المستوى الدلالي والايقاعي.. فجعلت من القصائد نساء تتبرج وتكشف عن معالم اخرى ، وترقص بالحانات ، تكرر الكلمات باسئلة متوالدة تتضمن اسئلة اخرى ، حيث كررت (قصائدكم) خمس مرات على قصر قصيدتها ، وهكذا تقول :

(ما أحوال قصائدكم؟
أما زالت تتبرج كالعادة
وتكشف عن لباتها
وتختار من أحمر الشفاه
ما لا يلطخ عند التقبيل
أيادي السادة
أما زالت ترقص في الحانات؟
وتحتسي كؤوس الخمر
المعطر بالحزن و الاهات؟
أما زالت قصائدكم
تختال في صمت
على الجتث
فتنتشي برائحة الموت)

لتبقى الشاعرة سميرة الرحالي ، مصابة بقلق وتوتر بين الحياة والموت ، فهل تكون القصائد علاجا في التعبير عن هذا القلق؟ ويكون (الشعر والوجود ، يشكلان بؤرة رؤيوية تأويلية تعددية تدرك الكينونة بوصفها انفتاحا للموجود .. "على ان الانسان لايستطيع معرفة ما لا يمكن حسابه ، أي ان يصونه في حقيقته ، الا انطلاقا من مساءلة خلاقة وقوية تستمد من فضيلة تأمل اصيل .." ) وبالانسنة ساقت لنا امثلة حاولت من خلالها ، جعل القصائد ترقص في الحانات؟ وتحتسي كؤوس الخمر ، فذكرت مكان وهو الحانة كون الشعراء ، حينما تضيق عندهم الرؤية ، يحاولوا فتح فضاءاتها بالغياب عن الوعي من خلال السكر ، لكن دون جدوى بلا ادنى شك تقول الشاعرة :

(أما زالت قصائدكم تدعي
أنها أجمل الجميلات
و أفصح الفصيحات
وأنها حين تتحدث
تتكسر القيود
تهتز القلوب
و تتحررالاهات؟؟
قصائدكم مرسومة
في الصحف و المجلات
عارية........حافية........
تحكي عن مغامراتها الليلية
عن علاقاتها السرية
عن أحلامها الوردية
غير ابهة بكل الأحداث
وتدعي أنها
تحمل في أحشائها قضية
كيف؟؟
والسادة قبل أن يضاجعوها
اغتالوا ..........القضية)

ثم تطرح اسئلة افتراضية اخرى ، لتبرر ولادة قصيدتها ، بمعنى مهم جدا ، وهي ان هذه القصائد تعرضت للاغتصاب من قبل السادة كناية عن السلطة ، وحينما اغتيلت ، اغتيلت القضية .. اذن ربطت القصيدة برؤية الشاعر وموقفه ، فكل قلقها ، قد حصرته في القصائد المهددة بالخطر ، نتيجة اغتيال القضية كمحتوى ، وبالتالي افراغ تلك القصائد من محتواها الحقيقي ...






سميرة الرحالي

ما أحوال قصائدكم؟

ما أحوال قصائدكم؟
أما زالت تتبرج كالعادة
وتكشف عن لباتها
وتختار من أحمر الشفاه
ما لا يلطخ عند التقبيل
أيادي السادة
أما زالت ترقص في الحانات؟
وتحتسي كؤوس الخمر
المعطر بالحزن و الاهات؟
أما زالت قصائدكم
تختال في صمت
على الجتث
فتنتشي برائحة الموت
المعلقة على الجدران؟
والمندسة
في أسرة الأطفال
في حقائبهم
بين الدفاتر والأقلام؟
أما زالت قصائدكم تدعي
أنها أجمل الجميلات
و أفصح الفصيحات
وأنها حين تتحدث
تتكسر القيود
تهتز القلوب
و تتحررالاهات؟؟
قصائدكم مرسومة
في الصحف و المجلات
عارية........حافية........
تحكي عن مغامراتها الليلية
عن علاقاتها السرية
عن أحلامها الوردية
غير ابهة بكل الأحداث
وتدعي أنها
تحمل في أحشائها قضية
كيف؟؟
والسادة قبل أن يضاجعوها
اغتالوا ..........القض



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...
- المهيمنة التاريخية في سرديات الكاتب علي السباعي
- الشعر يفترض حضورا في مساحات الغياب
- الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر
- حليمة الجبوري L بين الرحيل وانتظار عزفِ رشاتِ المطر
- الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا
- الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر
- تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، ...
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء