العقل الكوني

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 17:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عديدة هي الاراء التي تؤكد على ان العقل الكوني هو وراء التناغم والانسجام والابداع في الكون. وهذه القوة لا يمكن ادراكها الا لبعض الحكماء ممن وصلوا الى الحكمة الالهية، علما انها ترتبط بعقولنا بعيدا عن عالم المادة والشكل.
العقل الكوني هو مدبر هذا الوجود، هو مصدره ومنشأه، وبالرغم من ان العقل البشري قاصر عن معرفة ماهيته، الا ان قوة هذا العقل ظاهرة لانها هي قوى التغيير في الكون.
كل مايظهر في العالم من مخلوقات وتنوعات تظهر في العقل الكوني على شكل نوايا اولا، وبعدها تعرف على انها الوعي الفردي .
واذا كان الوعي الفردي جاهلا بالوعي الكوني، مصدره ومنشأه، فقد ادى جهله الى ان يعتبر نفسه منفصل عن العقل الكوني، اي يرى نفسه على انه "انا" فردية ومنفصلة، يقول وليد مهدي: "لقد هبط العقل البشري من مستواه الفائق (الكوني) الى مستواه الفكري البسيط الذي قسم الكون الى اشياء ومسميات كان اولها : انا ونحن وهم. لقد دخل العقل البشري في لعبة توارثتها الاجيال اسمها الحياة".
الانسان جزء من العقل الكوني، اي جزء من القدرة الالهية الفائقة الابداع والتصور.
الوعي الكوني هو الجوهر في كل الكائنات. كل ما هو في الماضي، الحاضر و المستقبل، هو الكل وحده فقط.
الكون هو في الحقيقة وعي اللانهاية الساطع الابدي الذي يتولد بذاته المعلوم (ما يعرف هو موجود) مع الفكرة التي تتعلق بالشكل (الذي هو الفضاء)، كما يقول الحكيم الهندي فاشيستا.
يعتبر البعض ان الوعي الكوني هو النبع الذي يزود العقل البشري بكل المعارف والفنون والابداعات، وان العقل البشري مرتبط ببعضه ومرتبط بالعقل الكوني، والدليل على ذلك تماثل انتشار الافكار والمعتقدات والمعارف بين اكثر من حضارة انسانية برغم البعد الجغرافي بينها.
عديدة هي النظريات التي تناولت عمل العقل على انه عبارة عن موجات او ذبذبات، فماهية العقل لا تزال حتى الان مجرد لغز، اذن ولان العمليات العقلية هي ذبذبات فانها باتصال مع العقل الكوني الذي هو عبارة ايضا عن ذبذبا وموجات.
العقل البشري يستمد وجوده من عقل اوسع واكبر واكثر قدرة هو العقل الكوني.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات