أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - إنهيار سد الموصل سيخل بميزانية العراق المائية ويسضفي مستقبل قاتم على سكانه بسبب المظاهر المناخية المتطرفة التي ستجتاح البلد وسياسة الهيمنة المائية لدول الجوارالجغرافي للعراق














المزيد.....

إنهيار سد الموصل سيخل بميزانية العراق المائية ويسضفي مستقبل قاتم على سكانه بسبب المظاهر المناخية المتطرفة التي ستجتاح البلد وسياسة الهيمنة المائية لدول الجوارالجغرافي للعراق


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل حقا سيكون هناك مستقبل قاتم ينتظر سكان العراق إذا أنهار سد الموصل ؟
خيمت التصريحات السلبية في الإعلام في الآونة الأخيرة بشأن إنهيار وشيك لسد الموصل ورسم سيناريوهات الرعب والتدمير لهذا الإنهيار الى أن نتسائل"أي مستقبل ينتظرنا بعد إنهيار السد لا سامح الله؟".
الإعلام رسم صورة بل لوحة سوداء قاتمة لواقع السد الحالي مصحوبة بتوقعات غير مشجعة على بقاء السد على قيدالحياة، بفعل انعكاس الأوضاع الأمنية والسياسية المتراجعة على القرار السياسي في العراق
سد الموصل الذي تم تصميمه ليخزن إحدى عشر مليارا من الأمتار المكعبة من مياه نهر دجلة ضمانة لإستدامة الزراعة وضمان لقاعدة مائية قادرة على خلق توزيع عادل للمياه بين محافظات العراق من ضمنها منطقة الاهوار التي تعتبر من الناحية الثقافية والتاريخية والاقتصادية والبيئية كظاهرة طبيعية يجب إنعاشها لغرض تأمين التنوع البيئي والإحيائي والايكولوجي، كون سد الموصل من اهم واكبر المشاريع التنموية في العراق من ناحية طاقته الخزنية لكمية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية والمساحات التي يرويها في مشروع ري الجزيرة فضلا عن الجوانب السياحية والثروة السمكية والبيئية و وتلطيف المناخ ودعم الأمن الغذائي للبلد في ظل تكرار حوادث المظاهر المناخية المتطرفة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها العراق بسبب موقعها في المنطقة الجافة والشبه الجافة وبشكل منظم على مدار السنة المتمثلة بالسيول والامطار الغزيرة وموجات الحر والجفاف ويتوقع تكرارها بوتيرة أكبر خلال الاعوام القادمة بسبب التغيرات المناخية، موضوع شحة المياه وندرتها ستتفاقم الى العام 2050 حسب ما ذكرته الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة–مكتب غرب اسيا في تقريرها للعام 2015، بسبب النمو السكاني وتراجع الهطول المطري وارتفاع نسب التبخر. وحذر الإتحاد في تقريره إن متوسط نصيب الفرد من توافر المياه في اقليم غرب آسيا من ضمنها العراق سيشهد تراجعا علما بأن الاقليم يعد من أكثر دول العالم ندرة في الموارد المائية، وضعفا في نصيب الفرد من المياه. حيث اعتبر أن الزيادة المتوقعة في درجة الحرارة، وانخفاض الهطول المطري سيعمل على زيادة الجفاف ويؤثر المراعي والأراضي الزراعية البعلية، بالاضافة الى انخفاض في الهطول المطري بنسبة 15-20 في المائة في السنوات ال 50 المقبلة، ما يؤدي إلى انخفاض في تدفق الأنهار الرئيسية حيث يعتمد العراق على نهري دجلة والفرات وروافدهما بشكل رئيسي كمصدر لموارده المائية وبالتالي سيؤدي هذا الى تقليل معدلات تغذية المياه الجوفية، وارتفاع وتيرة الفيضانات والسيول الجارفة وتكرار موجات الجفاف، وفقدان الإنتاجية في المناطق االتي تعتمد على الأمطار للزراعة في حين أن الزيادة في درجات الحرارة نتيجة لتغيرالمناخ من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه، وخاصة الزراعة المروية اوتغييرات في نظم إنتاج المحاصيل لذا فالحاجة ملحة في وضع خطط إستراتيجية لحفظ اكبر كمية من المياه نتيجة الامطار والسيول والفيضانات .
الحكومة العراقية أمام أختبار حقيقي وتاريخي في سبيل دعم وإسناد جميع الجهود الرامية على الإبقاء على هذا السد كونه سلة غذاء البلد حيث إذا استدركنا تاريخ الحكومات العراقية وتعاملها مع ملف المياه نرى كيف كانت الحكومة انذاك تنظر الى المستقبل الذي نعيشه الان حين أدركت هذه المخاطر ذلك الحين وعدم إعتمادها على النفط كإقتصاد ريعي. مشروع الجزيرة الذي هو أحد أكبر المشاريع الزراعية في العراق ويشكل العمود الفقري للاقتصاد الزراعي منذ إنشاءه من خلال دوره الحيوي في توفيرالأمن الغذائي والاسهام في البناء الاقتصادي الزراعي المستدام والتنمية بكافة مجالاتها منها تقليل إستيراد للمنتجات الزراعية، سيكون هذا المشروع عرضة للجفاف ذا لم تهتم الحكومة في إنعاش سد الموصل والوقوف على حقيقة الأمر بجدية وبمسوؤلية تاريخية وأخلاقية ودعم المشاريع الزراعية لتنويع الإقتصاد وضمان العيش الكريم بدون النفط كوارد اساسي لخزينة الدولة. المستقبل لا يبشر بخير، اذا لم تبدي الحكومة جدية في ملف المياه واذا لم تسارع الى تنفيذ خططتها في إعمار البلاد اسوة بما حصل في خمسينيات القرن الماضي عندما تم تخصيص 75% من ميزانية العراق لقطاع الري وإنشاء سدود عملاقة ما زالت تخدم العراق من اقصاه لاقصاه. العراق مقبل على أزمة مائية خانقة، ومقايضة أكثر من برميل نفط مقابل برميل ماء، وسترتفع هذه النسبة تدريجيا، وربما سنضطر الى مقايضة 10 او 15 برميل نفط مقابل برميل ماء واحد، على المدى البعيد. علينا ان ننظر الى سعر البنزين حاليا في الاسواق وسعر قنينة ماء الشرب، لندرك كيف أن سعر المياه بدأت توازي سعر المشتقات النفطية بل قد تتجاوزها احيانا بالأمكان ان نعيش بدون نفط، لكن لا يمكن ان نعيش بدون مياه، وان شحة المياه ستؤثر على البيئة والغطاء النباتي وستسارع من عمليات التصحر.إ
إهمال سد الموصل بدون أخذ المسألة بجدية وتركه عرضة للشد والجذب السياسي سيفقد البلد آخر خزين للمياه العذبة ونحن في مواجهة المظاهر المتطرفة للمناخ التي تشهدها معظم مناطق العالم الآن وبخاصة في منطقتنا الشرق الاوسط ونحن مقبلون على عصر جليدي مصغر بدايته هي هذه التغيرات المناخية حيث نسب التبخرالعالمية سجلت مستويات قياسية للعام الماضي حسب تقريرالإتحاد العالمي للطبيعة، إن إنهيار سد الموصل لا سامح الله سيكون خللا معالجة نتائجه لا تكون بالأمر الهين وسيترك آثارا سلبية في جميع مناحي وفقرات هيكلية الدولة العراقية ومستقبل سكانها كون منطقة الشرق الاوسط ستكون من أكبر المتأثرين بهذه المظاهر المناخية المتطرفة،وعندئذ لا مندم بعد على ذلك ان كان من سؤء التبدير أوالإهمال ولات حين مندم.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المنشآت الهيدرولوكية في المنهج الهيدروسياسي للحرب في الع ...
- هل حقا إنهاء سد الموصل بعد أن أغتصب من قبل تنظيم داعش ستكون ...
- البعد الهيدروبولوتيكي لسينارويوهات مخاطر إنهيار سد الموصل بي ...
- هل يصح تسمية المياه بالنفط الجديد؟
- مقاربة جديدة للتخطيط الإستراتيجي لفض النزاع المحتمل في حوض ن ...
- الأثار السلبية لتغييرات المناخ على المجتمع العراقي الهش
- بنك المعلومات ضرورة لإرساء خطط محكمة للبنى التحتية والفوقية ...
- الحالة الرابعة للماء H3O2 مفتاح للصحة والإنشراح والتخلص من ا ...
- حصاد المياه الإستخدام الأمثل للمياه في البيئات الجافة وشبه ا ...
- مشاكل المياه في العراق وتداعياتها الإنسانية والبيئية
- المياه سلعة إقتصادية وإجتماعية بإمتياز
- داعش تستخدم إمدادات المياه ومشاريع السدود كسلاح تكتيكي في حر ...
- الإدارة المستدامة والمتكاملة للمصادر المائية Sustainable Int ...
- ألاثار المحتملة لتغيرات المناخ على نقص الموارد المائية في من ...
- المياه والسلام
- هل ستسخدم تركيا مياه حوضي دجلة والفرات كسلاح ضد جيرانها دول ...
- خبيرالإستراتيجيات والسياسات المائية- إقليم كوردستان العراق ف ...
- الصراعات في إدارة المياه المشتركة
- سياق عمل برامج نظم دعم القرار DSS في فض النزاعات على مصادر ا ...
- البعد الهيدروبولوتيكي للمياه الإفتراضية وبصمة المياه


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - إنهيار سد الموصل سيخل بميزانية العراق المائية ويسضفي مستقبل قاتم على سكانه بسبب المظاهر المناخية المتطرفة التي ستجتاح البلد وسياسة الهيمنة المائية لدول الجوارالجغرافي للعراق