أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - للياسمين زوابع














المزيد.....

للياسمين زوابع


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


زوابع الياسمين
تناول رشفة أخيرة من فنجان قهوتها .. وبأصابع تنوي الرحيل سحبَ مسبحته المسجاة على الطاولة .. نهض كمن لسعه عقرب الوقت فقام ينفض الزمان والمكان وبقايا عمر فائت .
لم تقل شيئاً .. لكنَّ نظراتها إليه قالت الكثير ..الكثير من الرجاء ، من التوسل ، من تذكيره بأن عليه ألَّا يغادر الفصول .. وأن يبقى ربيعاً مزهواً .. وأن يبقى الاخضرار له عنوان .
عصفورة أخرى .. على غصن آخر .. تهمسُ إليه بالكثير أيضاً .. الكثير من الدفء ، من الحنان ، من الأمل وتدعوه كي يشرب من عينيها المزيد .
عاتَبَت نفسها في البدء ولامتها كثيراً .. كيف تستوقفي يا نفسُ من ينوي الرحيل ؟! " ليست كل العصافير سواء " .. وهي تدرك تماماً هذا .. لكنَّها أخبرته أنه لا فرق بين عصفورة وأخرى ! كلها طيور من ورق .. لا تستقرُّ على أرضٍ ولا تنتمي إلى سماء .. تبني عشاً وتهدم آخر .. تعربد كثيراً في الهواء .. فلا داعٍ لكي تحزم مشاعرك وتثنيها تحت إبطيك وترحل ! .. لا ترحل كلهن سواء .
هو لم يصدق كلامها الأخير ؛ فالياسمين يشتم رائحة العصافير وهي في باطن الكتب .. يدرك جيداً أنه يوجد فرق شاسع بين عصفورة من ورق وأخرى تختال على الغصن .. لكن الياسمين كعادته لا يحب الجِدال عندما ينوي الفرار .
ترجلَّ الياسمين عن مسافات كانت له .. خلع نعليه وخطوات كانت له ومضى إلى قدره حافياً .. يحمل مسبحة تتلألأ أحجارها وقصيدة فاحت من جنباتها قوافي أبي العتاهية وسلالاً من عناقيد الأمل !
منىَّ الياسمين نفسه وحلم كثيراً بقهوة تنساب من الأحداق ، تشتعل لها العينان ، تغرد فيها الهمسات ولا تذوب مهما حاصرتها ثلوج المسافات وفرقت بينهما أنامل وسطور .. وفي القاع حكايات خرافية ، تتجدد ، تطيل عمر المساء ، توقد لأجلها الشموع .
أقفل الياسمين أبواب الماضي وأحكم إغلاق نوافذ الحنين .. لا داعٍ لتقلب الصور في الأوردة والشرايين ؛ فالمشوار طويل يا ياسمين والذكريات تقتل الشغف المتطاير مع فراشات الحقول .
رحل الياسمين وبقايا قهوتها تستلقي على شفتيه .. وأنامل نظراتها تداعب أجفان الكرى في عينيه .. وهمسات ذائبة في فنجان الروح كانت تتوسل بقاءه ! لكنها ذابت مع أول خيط للشمس عانق كهفاً من الثلج .. لامس مسافات من الصقيع .. مسح بكفٍّ دافئة زوابع الياسمين .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد الشموع
- اعترافات تاء
- مقدمة كتابي - بين شفتيْ الكلام -
- أساطير المطر بقلم ميساء البشيتي
- امرأة من زمن الأحلام
- مذكرات امرأة
- مطر أسود
- إني أرفضكم
- هيَّ الروح
- عشاق الانتحار
- وعود عنترة وبقية مطر
- الفانوس السحري
- في مولد الهادي .. ميساء البشيتي
- طريق الخوف
- أطلقت عليك النار !
- في الذكرى الرابعة لرحيل أمي
- قصيدة بعرض البحر .. ميساء البشيتي
- وحدي في أمسية إغريقية
- إلى أمي .. رسائل
- الأقصى يسألني عنك


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - للياسمين زوابع