سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 23:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلمانية ليست هي الحل !؟
الحل في تطوير وتجديد فهمنا للدين والدنيا !
*****************************
يقول البعض أن الحل لمشاكلنا يبدأ بطرح الأسئلة الصحيحة أولا ويجب أن تكون هذه الاسئلة المطروحة في اطار الحس والحاضر بعيدا عن الغيبيات والبحث في الماضي ! ، وهذا القول من حيث المبدأ طرح سليم ولكن يبقى على الباحثين والمفكرين الجادين ايضا التعامل مع الواقع الاجتماعي والثقافي الذي يعيشون فيه وهو واقع محسوس وملموس فيشخصون مشكلاته الثقافية والسياسية والاقتصادية والاخلاقية ويحاولون ايجاد حلول واقعية لها يمكن ان تعمل بكفاءة وفاعلية في هذا الواقع الاجتماعي الثقافي المحدد ، فداعش مثلا ليست خارج الحس والاديان والعقائد غير الدينية (الايديولوجيات) والمؤمنين بها ليسوا خارج الحس بل هم واقع محسوس يمشي على قدمين منذ فجر الخليقة !! ، فالحلول المثالية والنظرية او استنساخ الحلول من واقع مجتمعات أخرى سيكون مضيعة للوقت والجهد والمال وتعقيدا لمشكلات هذا الواقع بدل حلها ، كحال بعض العلمانيين والليبراليين العرب الذين يحلمون باستساخ المعالجات نفسها التي جرت في اوروبا كحل لمشكلة التخلف في العالم العربي ! ، يحلمون بعلمنة ولبرلة المجتمع الليبي مثلا ليصبح ليبراليا وعلمانيا مثل المجتمعات الأوروبية بل وجدت بعض العلمانيين والليبراليين العرب اشد واكثر ملكية من الملك نفسه !! ، الشاهد هنا ان اساس التخلف الحضاري في مجتمعاتنا هو مشكل يتعلق بالفكر والثقافة والاخلاق ، ومن هنا نبدأ المعالجة ولكن كيف !؟ هل بعلمنة ولبرلة مجتمعاتنا كي تكون صورة مستنسخة (فوتي كوبي) من المجتمعات العلمانية والليبرالية الغربية !؟ أم الحل هو باستنساخ تراث وواقع السلف الصالح وتطبيقه في واقعنا المعاصر !؟ ، هنا يظهر الخلاف في طريقة المعالجة وطرح الحلول!.
العلمانية والتبعية الثقافية للغرب ليست هي الحل لمشكلات مجتمعاتنا المسلمة - يا سادة ! - كما ان التبعية السلفية واجترار التراث السلفي واستنساخ الماضي ليست هي الحل لمشاكلنا ايضا ! ، كلاهما طريق لتعقيد المشكلة ، ولكن الحل النهضوي الجاد يبدأ من تطوير وتجديد فهمنا للدين والدنيا ، فهذا هو التحدي الحقيقي أمامنا اليوم من اجل النهوض بمجتمعاتنا العربية والمسلمة المتخلفة والانطلاق نحو المستقبل !.. وهو الحل الاصعب ولهذا يلجأ الآخرون الى الحلول الجاهزة والسهلة عن طريق الاستنساخ ! .
سليم الرقعي
25 ربيع الثاني 1437 هجري/عربي/قمري
4 فبراير 2016 ميلادي/غربي/شمسي
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟