عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 01:45
المحور:
الادب والفن
المنافي
عبد الستار نورعلي
يا سادةَ الكلماتِ،
مَنْ لي بالمُعلِّمِ غائبِ الكلماتِ
عنْ قَرنٍ يدورُ على قرونٍ ناطحاتٍ
بينَ أنفاسِ الرقابِ،
تَجُزُّ أحداقَ المدينةْ؟
يا سادةَ الكلماتِ،
أصواتُ الرصاصِ اليومَ أقوى
مِنْ كلامِ قداسةِ المطرانِ
عنْ سِلمٍ يدورُ على الملاجئ عارياً،
قد أُغلِقَتْ في وجههِ كلُّ الحدودِ،
فعادَ مِنْ غيرِ الحمامةِ
مُستباحَ الوجهِ والعينينِ
والحرفِ الجليلْ!
يا سادةَ الكلماتِ،
صارَ السادةَ الخِرْفانُ والخَرْفانُ،
والذُؤبانُ والذِبّـانُ،
والعُميانُ والعُورانُ والعُرجانُ،
والطُرشانُ والخُرسانُ،
والبائعُ في سوقِ المواسمِ نفسَهُ بَخْساً،
ألا فلْتحملوا راياتِكمْ، أفواهَكمْ،
أقلامَكمْ، وامضوا!
فأسواقُ المنائرِ صابَها العدوى،
وماتَ مُعلِّمُ التاريخِ
بينَ صريرِ أغلالِ الفتاوى،
والمدارسُ أغلقَتْ أبوابَها،
والشِعرُ صارَ بضاعةً بُـوراً،
فما عادتْ مسامعُ أرجوانِ الحقلِ ترقصُ،
صابَها الصمَمُ الطويلُ
أمامَ تجّارِ المصارفِ والمنافي.
عبد الستار نورعلي
الجمعة 8/1/2016
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟