أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - تبعيث ولحدنة














المزيد.....

تبعيث ولحدنة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال زياراته الاولى لمناطق السلطة الفلسطينية بعيد اتفاق اوسلو، التفت الكاتب الفلسطيني توفيق ابو بكر الى ظاهرة "تبعيث المجتمع الفلسطيني" التي اثارت بعض الجدل الخجول وسط انقسام واسع بين تأييد الاتفاق ورفضه .
في مقارباته لحالة السلطة الفلسطينية في بداياتها والتقاليد البعثية كان ابو بكر يشير الى ما اعتبره تحولات في المجتمع الفلسطيني تشبه في جوهرها ما كرسته تجربة البعث في العراق وسوريا مستندا الى وعي تعددي وحقوقي راكمته عقود من السجال الفكري مع المكونات السياسية والايديولوجية العربية .
السنوات اللاحقة لهذه الالتقاطة اثبتت صحة ما ذهب اليه صاحبها بدء من سلطة الحزب الواحد ومرورا بتعدد الاجهزة الامنية وانتهاء بمحاولة المزاوجة بين الدولة والثورة دون انجاز اي منهما .
فقد ترافقت انتفاضة الاقصى ـ التي كان لدينا ملاحظات على عملياتها الانتحارية ومناخاتها غير الآمنة ـ مع اواخر زمن التبعيث وانتهت بوضع حد لمرحلة وبدء العد العكسي لوفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات .
مرحلة ما بعد عرفات لم تحتمل محاولات المواءمة بين الثورة والدولة على طريقة البعثين السوري والعراقي اللذين انتهيا دون انجاز دولة القانون او تحقيق الوحدة العربية والرسالة الخالدة التي تحولت لشعار تآكل مع سقوط النظام العراقي السابق وتفاقم ازمة النظام السوري الحالي .
اكتسبت المرحلة الفلسطينية اللاحقة ملامحها من الاسراف في التنسيق الامني مع الجانب الاسرائيلي وملاحقة المقاومين وتدريب قوات امن بعقيدة مختلفة عن ما كانت عليه عقيدة المقاتل الفلسطيني الذي شارك في انتفاضة الاقصى مما ابرز الوظيفة الخدمية للسلطة على حساب اشكال المقاومة الشعبية المفترض ان تضغط على الجانب الاسرائيلي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
زيادة التنسيق الامني وتحويل المقاومة ـ في اقل مستوياتها ـ الى شعار مؤجل التنفيذ تزامن مع تلاشي احتمالات قيام الدولة الفلسطينية وتحييد خيار الدولة الواحدة بابقائه في مربع التلويحات العابرة .
ترافق الابتعاد عن مظاهر البعثنة مع بروز الجوهر الخدمي للسلطة واجهزتها و اختفاء ملامح المشروع الوطني وضعا مقاطعة رام الله وسلطتها في طور جديد يتشابه في معظم اوجهه مع ما كان يعرف بجيش لبنان الجنوبي الذي ورثه انطوان لحد عن سلفه سعد حداد .
فقد كان لبنان الجنوبي الذي تشكل في مواجهة ما اعتبرته القوى الانعزالية خطرا فلسطينيا "دويلة" لديها اذاعة ومحطة تلفزيون واقتصاد مرتبط بأسرائيل تتجنب الدولة اللبنانية وصفه بالجيش العميل كما تعاملت مرجعيات دينية مع لحد باعتباره بطلا اضطر للتحالف مع اسرائيل بسبب افرازات الوجود الفلسطيني وليس مجرد قائد لمليشيات عميلة مرتبطة باسرائيل .
رام الله وسعت اوجه الشبه مع جيش لبنان الجنوبي بعد اعتقال مرشح الرئاسة السابق عبدالستار قاسم حيث اصدرت بيانا اعتبرت فيه تحريم تقديم المعلومات لمؤسسات الاحتلال الاسرائيلي تهديدا للسلم الاهلي والوطني رغم انسجام التحريم مع ادبيات منظمة التحرير الفلسطينية المفترض انها ما زالت الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني الخاضع تعريفه لتقديرات المتغيرات الظرفية .
تتم محاسبة قاسم باعتباره مجرما بحق الرئيس والقيادة الفلسطينية والقضاء وقانون السلطة الاساسي لمجرد تقديمه توصيفات تتعلق بدور وظيفي تقوم به السلطة الامر الذي يعني تحصين الوظيفة الخدمية التي تتولاها السلطة وحظر انتقادها في الوقت الذي لا يتجاوز الرد على اجراءات فرض الامر الواقع الاسرائيلية تصريحا عابرا لمسؤول فلسطيني من الدرجة الثانية وربما الثالثة .
تضيف الاتهامات الموجهة لعبدالستار قاسم جديدا لقائمة طويلة من المشتركات بين ما وصلت اليه السلطة الفلسطينية وجيش لبنان الجنوبي مما يضع الاولى على طريق تكييفات قانونية وبرامجية تعمق مظاهر اللحدنة الاخذة في الاتساع دون ان تغيب احتمالات الانفجار من الداخل بفعل سباق بعض مراكز القوى لاظهار كفاءة اكبر في القيام بالدور الخدمي المطلوب خلال المرحلة المقبلة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي
- في الطريق الى جنيف 2
- مازق الاسلام السياسي و ازمة العقلانيين العرب
- قيامة الكرد
- غزة تتمدد في فراغات رام الله
- الدور والدور المفترض للمعارضة الايرانية
- طبعة شيعية للاسلام السياسي العربي
- العصب العاري في سيرة الغبرا
- بروفا اخيرة لحراس الهواء
- الموت عطشا
- بداية البدايات ... ام الحكايات
- عدمية المقاطعة والاقصاء
- رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته
- حراك الهوية الاردنية


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - تبعيث ولحدنة