احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 20:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في العام 1980 من القرن الفائت ،عرض تلفزيون العراق العمل الدرامي الكبير (الذئب وعيون المدينة ) من اخراج (ابراهيم عبدالجليل ) وتأليف الكاتب التلفزيوني (عادل كاظم ) والذي كتب فيما بعد الجزء الثاني لمسلسله بعنوان (النسر وعيون المدينة ) المسلسل كان من بطولة كل من الفنان القدير (خليل شوقي ) والراحل (سليم البصري ) والفنان (قاسم الملاك ).
يعرف الجميع ممن عاصر تلك السنوات، ما حققه المسلسل حينها من حضور جماهيري واسع، فقد شغل الناس ،وشغف الجمهور ، حتى اصبح حديث البيت والمعمل والحقل والمقهى .الذئب كان ذلك الرجل الذي غدر بأقرب اصدقائه ،عندما استحوذ على تلك الاموال التي حصل عليها من خلال جراة صاحبه ، ثم ما لبث ان اغرى زوجته برحيلها معه ،وقد جسد دور الذئب الفنان القدير (خليل شوقي ) اما عيون المدينة فقد كان المؤلف يرمز بها لاهل المحلة، بكل اناسها وطبقاتها والقاب رجالاتها ، عيون المدينة كانت تمثل الجماهير المتطلعة ، الى كل ما يصدر ممن يتولى امورها ،ويحمي مصالحها، ويدبر شؤونها .
لا زال مشهد (عبدالقادر بيك ) ماثلا امامي ، وهو يطرح على الموظف الوحيد لديه (غفوري افندي ) الراحل (سليم البصري ) ان يعمل لديه بدون اجر لمدة شهر او اكثر، وذلك لما يمر به (عبدالقادر بيك) من ظروف مالية حرجة ،علما ان غفوري افندي هذا كان راتبه الشهري لا يكفيه مصاريف (جكاير ) ولذلك بقي بدون زوجة ( ازكرتي ) فلا ولد ولا تلد .
يذكرني موقف (عبدالقادر بيك ) بموقف حكومتنا الرشيدة التي اقمنا صرحها بخضاب اصابعنا، فثبتنا اوتادها ،وضربنا اطنابها ، فعبدنا لها الدرب ،وذللنا لها الوعر ، واذا بها تلوح لشريحة موظفيها ، بعدم قدرتها على سداد رواتبهم، وضمان معيشتهم ،وهو امر يستدعي العجب ، ويثير الاستغراب ، فأي حكومة تلك التي لا تستطيع ان تقوت رعاياها ، بعد ان اخذت تضيق عليهم في ارزاقهم ، فكانوا اضعف حلقة ،واهون شريحة ، استطاعت حكومتنا ان تطبق برامجها التقشفية بحقها ، بعد ان علمت انها لم ولن تسطع ان تطبق برامج التقشف والاصلاح، بحق من كان سببا ، في تراجع اقتصادنا وضياع ثرواتنا ، وشتات شملنا ،ممن اخذ يقضم اموال العراق والعراقيين كما تقضم الابل نبتة الربيع ، ،اخيرا لا يسعنا الا ان نتذكر قول امير المؤمنين (علي بن ابي طالب )
(فلو ان امرءا مات بعد هذا آسفا لما كان به عندي ملوما ، بل كان به عندي جديرا )
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟