أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7














المزيد.....

خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطايا حميد عثمان- الثانية/4-7

عندما أصاب حميد رأس السركار من الخلف بحجر إلتقطه من أمام بيتهم في قرية پيرداود وجعل الدم يسيل منه، قبل أن يصل السابعة من العمر، لم يكن يعي بأنه أقدم على عمل غير مسبوق في المنطقة، كان فيه دلالات عميقة، لو كان الذي أصاب رأسه حجر حميد فلاحاً اخر لكان الأمر هيناً، لكان الصلح يتم على يد الأغا بعد دفع ملاعثمان الغرامة التي كانت تفرض عليه، ولكن الذي أدماه حجر حميد كان السركار بعينه، أداة تنفيذ أوامر الأغا وتأمين مصالحه كما هو دور الحكومة في نظام الدولة الحديثة، أثناء أداء واجبه الذي كان يتمثل في زجر ملاعثمان العلني، أمام عائلته والأخرين، ولربما حتى إهانته بسبب عدم مشاركته في السخرة التي كانت تُفرض على الفلاحين حسب مشيئة الأغا أو السركار في كثير من الأحيان، لكي يكون عبرة للأخرين. تَصْرُفُ السركار مع ملاعثمان دفع ب الطفل (حميد )، أن يفعل ما فعل، للحيلولة دون هدر كرامة والده، قبل أن يعي بأنه فرد ضمن عائلة مسلوبة الحقوق والإرادة، لكونها فلاحية، تعيش في ظل نظام إجتماعي متوارث راسخ يتربع على قمة هرمه عوائل إقطاعية مؤسسة على رابطة الدم، عدد قليل من العوائل هيمنت على الكثير من القرى بقضها وقضيضها إما عن طريق الارهاب المنظم والجور المتواصل، أو بتفويض من الباب العالي ومنحهم حق جباية الاراضي، وكانت هيكلية هذا النظام الإجتماعي ركيزة أساسية للحكم العثماني في الريف لقرون طويلة وظل قائماً دون أن يمسه الحكم الملكي الجديد الذي أقامه المحتل البريطاني بعد هزيمة الدولة العثمانية. الى جانب بركات المؤسسة الدينية المنتشرة في الريف بأشكال مختلفة، إن جاز التعبير.
لم يكن أمام ملا عثمان الذي عاش في ظل علاقات نظام إجتماعي أشبه بالنظام الفيودالي الذي كان شائعا في أورپا خلال العصر الوسيط. المتمثلة بالعلاقة التي كانت تنشأ بين الذي يقدم قطعة أرض الى شخص أخر فيصبح المستفيد من قطعة الأرض تابعا للمانح، يلتزم بتقديم خدمات والتزامات معينة للمانح. لم يكن مفر أمامه الا اللجوء الى مدينة أربيل لأن الفلاح الكوردي الذي كان يطُرد، أو يُهاجر، من قريةٍ بدون مباركة الأغا لا يُرحب به إلا في القرى التي كانت تعود لعوائل إقطاعية متنافسة. والهجرة الى مدينة أربيل لم تكن بالأمر الهين، لأن مدينة ابوابها واسوارها لم تكن مفتوحة لمن لم يكن له السند و الدراية الكافية بالمسارات التي يستطيع القادم الجديد الدخول اليها، حتى وان كان يسكن، أباً عن جد، على بعد كيلومترات قليلة منها، لم يكن مجتمعها يتألف هيكليته من هرم واحد واضحة المعالم والابعاد كما كانت في الريف، انما كانت تتألف من عدة أهرامات تختلف في إرتفاعاتها وسعة قواعدها تفصل بينها أسواراً غير مرئية منيعة للمحافظة علو وجودها من مخاطر غزو الأخرين، كأي مدينة تأريخية تنقصها العوامل الحيوية والطاقات الكامنة التي تجعلها نقطة جذب و محط أنظار القاصي والداني بسبب ما تؤديها من دور تنويري بمفهومه العقلاني وليس الروحاني.
لنبدأ بالقلب التأريخي للمدينة وهي القلعة، وكانت بيوتها الخمسمائة تتوزع على ثلاثة محلات وهي : السراي، طوبخانة، تكية. يُقال بأن هذه المحلات كانت مخصصة على التوالي للعوائل: الأستقراطية، الحرفيين وأخيراً الدراويش والفقراء وكان لب هذه العوائل منحدرة من الأتابكيين الذين كان السلطان مظفر الدين(1153-1232) م الذي كان حاكماً على منطقة أربيل في عهد صلاح الدين الأيوبي والتحق بهم عدد غير قليل من العوائل الكوردية التي هجرت من الأرياف المحيطة بأربيل وانصهروا في المجتمع "الإربلي" الذي يعتمد أساساً على المشاعر وليس العرق، في نظري، ومن شروطه إستعمال اللغة التركمانية في الحياة اليومية وإعتبارها لغة الإم. وكان هذا الإنصهار، أو الاندماج، إختيارياً إما بدافع الإستفادة من التسهيلات التي كان يحصل عليها المهاجر لبناء مستقبله ومستقبل أولاده، أو نتيجةً للإنبهار بثقافة كانت تختلف كثيراًط عن الثقافة التي كانت سائدة في الريف، لربما كرد فعل لما كانوا يعانوه من جور وظلم عندما كانوا في الريف.
أما المحلات التي كانت تمتد بين الجهة الجنوبية الغربية وشرق القلعة فكانت تتألف من المحلات : العرب، تعجيل(تعجيل يهود و تعجيل إسلام) تجاورها محلة سعدوناوه على الطرف الاخر من الوادي (جاي أربيل)، ومحلة خانقاه. أعتقد أن هذه المحلات كانت تستقطب الناس، بصورة عامة، حسب مكانتهم الإجتماعية ومهنهم ( تحديد ذلك يحتاج الى دراسة) ، وكانت التركمانية اللغة السائدة والمعتبرة في السوق وكانت النظرة الدونية للفلاح الكوردي، لم تكن غائبة، و كانوا يُسمونهم ب"الكرمانج" ان كانوا قادمين من المنطقة السهلية و" الخوشناو" ان كانوا قادمين من المنطقة الجبلية حيث كان الخوشناو يحمل خنجراً في أكثر الأحيان، وكان التمييز بينهم سهلاً بسبب اللهجة ونوع المنتوج الذي كانوا يسوقونها، ولم يكونوا يَسْلَمون من التندر والمقالب، في بعض الأحيان، أثناء تجوالهم في السوق، وحتى في المجالس.
ورغم كل ذلك لم يكن الأمر مستحيلاً بالنسبة لملاعثمان وأخويه الدخول في هذا المعترك والمضي قدماً.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا حميد عثمان- الثانية/4-6
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-5
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-4
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-3
- خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3
- - خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية
- - خطايا حميد عثمان - 1
- اللي بيزمر ما بيخبيش دقنة
- ناصر بدلاً من كاظم!
- عودة إلى دراسة كرونولوجيا صعود حسين أحمد الرضي (سلام عادل) ف ...
- اليوم يشبه البارحة تماماً ، كما يتراءى لي
- أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة (2)
- أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة (1)
- لا تقل....بل قل..


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7