أن تكوني فتاة... و مختلفة

فاطمة الزهراء فكار

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 18:03
المحور: الادب والفن
    

لطالما راودتني شكوك رهيبة حول هدا الكم الهائل من التذمر و العناد الذي يلازمني؟
و لطالما تساءلت لما أنا سريعة الملل و لا تثير الأشياء إعجابي؟
هل لأني إمرأة , أم أنثى, أم فتاة ؟
أم لأني فتاة و مختلفة؟
هنا عرفت معنى أن تكوني فتاة... و مختلفة:
ـ أن تكوني فتاة هي أن تشهري أنوثتك إنطلاقا من جسمك, أن تنتقي كلمات معسولة مع إضافة حركات محسوبة بالطول و العرض و تخفضي صوتك تحسبا لحياء مصطنع...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تثوري على حضارة الجسد و تكوني عقل هدا العالم, أن تقولي لا دون حياء و أن تعتبري صوتك ثورة و ليس عورة
ـ أن تكوني فتاة هي أن تجلسي في المقعد الأول داخل الفصل تنقلين بالحرف الواحد ما بالسبورة لكي لا تنسيه وقت الإمتحان...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تجلسي في آخر الصف لأنك ترين كل ما بحولك هراء و تختاري أن تكوني مثقفة لا متعلمة لأنك تؤمنين بأن الفتاة المتعلمة مغرورة أما المثقفة فهي نادرة...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تعشقي ذكرا ببذلة رسمية يملك سيارة فارهة مركونة أمام منزل فاخر ترين فيه حسابا بنكيا متنقلا...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تختاري رجلا بجيوب فارغة و عقل ثري و قلب يملؤه الإيمان ترين فيه شريكا دائما...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تطمحي في إنجاب أطفال تصنعين منهم مشروع إستثمار للتباهي أمام الأصحاب و الأقارب...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تتمني إنجاب جيل يحقق ما لم تستطيعين أنت تحقيقه و تدعميه دون مقابل, كل آمالك أن تريه ناجحا...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تؤمنين بأن غشاء البكارة فقط هو أهم عنصر في جسد النساء...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تحافظي عليه و تسعين لتغيير مفهوم الشرف في عقول الرجال...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تبقي مجرد فتاة في نظرهم, تنحازين لأفكارهم دون تفكير, تتقبلين أحكامهم دون أن تعارضي, تنصاعين لأوامرهم دونما ردة فعل منك...
أي أن تكوني فتاة واقعهم و منطقهم, فتاة منهجهم و عاداتهم, فتاة تخلفهم و عنصريتهم... بإختصار أن تكوني فتاتهم...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تحاربي من أجل تغيير معني"فتاة" في قاموس الجنس البشري, تنتقدين أفكارهم و تصنعين فكرا خاصا بك, لا تسمحي لهم بالحكم عليك, لا تنحني مهما كانت الظروف.
أن تكوني مختلفة هي أن تسيري وفق منهجك أنت و تبتكري عاداتك أنت و أن تعيشي لأجل نفسك أنت ... بإختصار أن تكوني سيدة نفسك...
ـ أن تكوني فتاة هي أن يكون شغفك الوحيد هو أن تعيشي الحياة و تستمتعي بكل ملذاتها فقط...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تسعي لتحقيق ذاتك في الحياة و تحرصي على ألا تغادريها قبل أن تتركي بصمتك فيها...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تري أن أحسن طريقة لإغراء النساء هي تقديم هدية على شكل باقة ورد حسب الطلب أو قنينة عطر فرنسي فاخر...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تري بأن أرخس الأشياء كافية بأن تكون أروع هدية ككتاب مثلا...
ـ أن تكوني فتاة هي أن يكون أقسى طموحك هو تحقيق حلمك, و أن تكوني مختلفة هي أن ترفعي سقف طموحاتك في كل مرة و لا تتوقفي عن الأحلام أبدا...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تدرسي لتشتغلي و تشتغلي لتحققي ثروة مصيرها النفاد...
ـ و أن تكوني مختلفة هي أن تدرسي لتثقفي نفسك و تعملي لتحققي ذاتك و تثبتيها...
ـ أن تكوني فتاة هي أن تكوني جميلة, مثيرة, غنية, مشهورة, مجتهدة, جذابة و تشغلين المناصب العليا نظرا لمكانة والدك الإقتصادية ... و أن تكوني مختلفة هي أن تكوني مختلفة فحسب لست تابعة و لا متبوعة...
ليس عيب أن تكوني فتاة لكن ما أروع أن تكوني مختلفة.
تحرري يا إنسانة... تحرري من تلك المعتقدات التي لا تزيدك سوى إحتقار الآخرين لك...
فالفتاة العادية هي التي تنتظر أن تأتيها الأشياء, والمختلفة هي التي تؤمن بأنه إدا لم يصنع الإنسان ما يريد فلن يأتيه و لو بعد الإنتظار.
إنتقدي ,إنفردي و إستقلي, إغضبي ,إشتغلي و إعملي, ثوري و حاربي , كوني رجلا في صميمك لا تجعلي من الخوف يفرسك... إجعلي من أنوثتك قوة سلاحها لقب "الفتاة المختلفة".
إطردي منك داك الضعف و الخجل الذي حقنتك به تقاليد هدا المجتمع التافه و لا تستحي من رفع صوتك إن كنت بالحق ستنطقين...
لا تكوني فتاة ساذجة تغريك مطامع الدنيا و تجذبك الماديات , تجلسين لساعات أمام المرآة تتجملين لتظهرين للعلن مدة دقائق معدودة دونما أية فائدة...
لا تكوني كما يريد مجتمعك تعيشين على طريقتهم و تأكلين و تلبسين على ادواقهم , تقولين نعم في الوقت الذي يجدر بك فيه قول لا...
كوني مختلفة عن البقية و عارضي و تعارضي و لو كان الكل ضدك إفعلي ما ترينه يناسبك أنت كما يفعلون هم ما يناسبهم...
ستعيشين حياة واحدة, قصيرة كانت أم طويلة ستبقى حياة واحدة... فلما لا تعيشينها كما تريدين أنت؟
إختار لك القدر أن تكوني فتاة... فإختاري أنت أن تكوني فتاة و مختلفة

#فاطمة_الزهراء_فكار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات