أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - إنتظار في المقهى














المزيد.....

إنتظار في المقهى


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لأول مرة تحدث مشادة غير اعتياديه في مقهى "الشاي الحلو".
ولأول مرة أيضا يجري تطويق البناية المتواضعة التي بنيت بالطين والحصران والصفيح في إحدى الضواحي الشعبية. ولأول مرة أيضا يتم تبليغ الشرطة عن الموقف، بغية اكتشاف الحقيقه التي دخلت الأفواه في كل مكان. ومن الجدير بالذكر أن التبليغ المباشر والرسمي جرى من قبل شخص له علاقة مشبوهة بالامن ويشهد معظم الزبائن بأن الذنب يقع على عاتق هذا البدوي الذي أحتل الزاوية القريبة من منضدة دفع الحساب. إن مجرد أختيار موقع قدم وحجز خمسة كراسي هي في الأساس جريمة لا تغتفرخاصة بالزبائن الدائميين دون أن يتمكن أحدهم ازاحته من مكانه. افتهم منه بعض الزبائن أنه لم يأت إلى هنا كي يشتري القهوة ويحتل المقهىى. وهو لا يريد أن يحتلها بتاتا.كل ما يحتاجه.هو مجرد أخذ اخته إلى قريتها أو قريته من قبل شخص له علاقة مشبوهة بالامن ويشهد معظم الزبائن بأن الذنب يقع على عاتق هذا البدوي الذي أحتل الزاوية القريبة من منضدة دفع الحساب. إن مجرد أختيار موقع قدم وحجز خمسة كراسي هي في الأساس جريمة لا تغتفرخاصة بالنسبة للزبائن الدائميين دون أن يتمكن أحدهم ازاحته من مكانه. افتهم منه بعض الزبائن أنه لم يأت إلى هنا كي يشتري القهوة ويحتل المقهىى. وهو لا يريد أن يحتلها بتاتا.
قال البلطجي الذي يعتبر نفسه مسؤولا عن أمن المقهى والذي كتم انفاسه بصعوبه:
"هل يمكنك أن تقول لي ما هي علاقة أختك بهذه القهوة؟ هل تدري بأن للمقاهي تقاليدها وحرمتها ثم هل أنت شريك صاحب المقهى كي تتصرف بهذ الشكل؟"
أراد أن يقول: هذا الشكل المخزي، بيد أنه فكر في امكانية الرجل وطاقته وجدوى الدخول معه في معركة خاسرة . آثر البلطجي الصمت.
أطبق عليهما صمت مريب، مشحون بطاقة تكاد تفجر الكون اللانهائي.
طال الصمت الذي دفع البدوي إلى الكلام:
"حسنا فعلت بسكوتك يا أخي. لقد أنقذك لسانك أخيرا من العبث بالكلمات"
شعر البلطجي بإهانة مبطنه أوقعته في ورطة لا مخرج منها. ورطة مخيفة يحس بها لأول مرة في حياته. قبل أن يترك منزله، فكر في الكلمات القليلة التي نطق بها البدوي أكثر من مرة..إنه تهديد صريح واعتداء صارخ. إنه لم يأت إلى هنا عن طريق الصدفة. لا شك انه يلعب دورا كبيرا لا يفهمه كل من هب ودب. قال البدوي وهو يحدق في ملامح الرجل،
الذي جعل من نفسه بلطجيا، دون أن يمارس مهنته، ثم التفت إلى الحاضرين الذين لا يتجاوز عددهم الثمانية ، انكمشوا على أنفسهم وهم يرتجفون من شدة الخوف.
لم يحصل أفراد الشرطة على أي مستمسك يؤشر إلى وجود شئ غير اعتيادي. جرت مساءلة سريعة مع زبائن القهوة فيما إذا انتبهوا إلى وجود مشكلة مهما كانت صغيرة. أجابوا كلهم بصوت واحد:
"لا يوجد أي شيء من هذا القبيل سيدي"
قبل أن يترك معاون الشرطة الغرفة الصغيرة التي جرت فيها التحقيقات، صدرت فجأة أصوات احتجاجة عالية وصرخات تطلب المساعده الانسانية للتخلص من كابوس السراديب وتطلب انقاذهم من الاغتصاب الجماعي. وفي اللحظة التي دخلت فيها مجموعة من الجمال والبغال المحملة بما يشبه البضائع، أراد شرطي أن يكبح جماح بغل هائج، يحمل حملا ثقيلا. بيد أن البغل كان أسرع منه. ولكن، أقل خبرة. وتمكن الشرطي من تمزيق الحمل بحربته الحادة وكان أن تدحرجت من على ظهر البغل على الارض خمس رؤوس نسائية مقطوعة.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسمه به زوه نه
- صلاة بلا وضوء
- ليس دفاعا عن البارزاني
- الحياة بين الحقيقة والموت
- مؤيد..
- موضوعات للمناقشة الحرب الأهلية في العالم القديم العراق نموذج ...
- من أجل وحدة حقيقية
- الشهيد كامل شياع / من أرشيف زهدي الداوودي
- ماركسية لينينية أم ستالينية؟
- سياسة القرصنة، إلى أين؟
- تجربتي الروائية
- يوم الشهيد الشيوعي
- الثقافة العراقية في ظل الفساد
- صياد الصقور
- فرياد راوندوزي كاتب يستحق موقعه
- إنفصال أم إستقلال
- إرادة المرأة
- أيها القلب
- يتيم أمام أبواب اللئام
- مقامات كركوكية


المزيد.....




- الأردن: اتهامات جنائية لـ-خلية تصنيع الصواريخ-.. و-الجبهة-: ...
- الإمارات تدعو لـ-صمت المدافع- بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفي ...
- محاولة تهريب 5000 نملة من كينيا إلى أسواق أوروبا وآسيا
- حسابات ضحايا مجازر الساحل بأيدي قاتليهم وميتا غير عابئة
- بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وت ...
- بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أق ...
- بين أوكرانيا وإيران.. تفاؤل ترامب الحذر
- -دمي في رقبتك يا نتنياهو-.. -سرايا القدس- تبث رسالة من الأسي ...
- ترامب يمدد الحظر المفروض على دخول السفن المرتبطة بروسيا المو ...
- الدبيبة يعلن تخلي حكومته عن نظام المبادلة لاستيراد المحروقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - إنتظار في المقهى