أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - لايستوي الذي يجرمون والذين لايجرمون..!














المزيد.....

لايستوي الذي يجرمون والذين لايجرمون..!


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايستوي الذي يجرمون والذين لايجرمون..!
بدرالدين حسن قربي
في سياقات الكلام عن إيران وسيرتها في شرقنا العربي والكثير من البلدان الإسلامية، يحدثوننا عن التقدم الصناعي والعلمي والتكنولوجي، ويزيدون في جلد الذات بمقارنة ذلك لدى الدولة العربية. وأمّا أشد هؤلاء فهو من كان للتشبيح أقرب، وللحقد على من ثار لحريته وكرامته أظلم، فنشر صورةً كاريكاتيرية تصور الرئيس الإيراني يعلو ويسمو على درجات من العلم والتكنولوجيا والثقافة والاقتصاد، وإلى جانبه زعيم دولة خليجية يعلو على درجات من ربطات الدولار الواحدة تلو الأخرى. ثم يتداولونها مقرونة بالآية الكريمة: هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون..! وفي تقدير(الضلايلية) والشبّيحة أنه بجوابنا البدهي لايستوون، يكونون قد حسموا الأمر لصالح منطقهم التضليلي في التشبيح الإعلامي.
وللتوضيح أكثر..! إن عرض المقدمات المنطقية لايعني بالضرورة التسليم لصاحبها بالنتيجة مالم تكن النتيجة أيضاً منطقية أو حتى أخلاقية، وإلا علقنا في شباك التضليل.
هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون، مقدمة منطقية سليمة لجواب بدهي ومنطقي: طبعاً لايستوون..! ولكن عندما نربط هالمقدمة ونتيجتها بصورة تمثل شكلاً من أشكال البروباغندا يُراد من نتيجتها أن نغفل عن جرائم الذين يعلمون، ونُغمض أعيننا عن توحشهم، يصبح لجوابنا شكل آخر. وإلا فمثل هذا السؤال ومنطقه، لَيَنْطَبق بشكل أشد جلاءً ووضوحاً بدلاً عن إيران على الصهيونية في فلسطين. فالدولة الصهيونية مشهود لها بالعلم والمعلومية والتقدم العلمي والصناعي والاقتصادي والتقني على الصعيد العالمي، ولكن هذا لاينفي عنها أنها دولة محتلة لأرض عربية ومغتصِبةٍ لها. وإننا كعرب على هذا ندندن لا على علمها وعلومها وتقدمها وتكنولوجيتها ومصانعها، فقضيتنا معها لاعلاقة لها بهذه المسألة البتة، وإلا لكانت محسومة. ومن أراد أن يأخذنا أو يحصرنا مع الدولة الصهيونية بمسألة العلم والمعلومية ومقارنتها بنا فهو يمارس علينا ضلالاً إعلامياً وتشبيحاً يستهدف وعيناً بقصدٍ أو بدونه. ومثله، نحن السوريين شهدنا للدولة الفرنسية بالعلم ولم نكن بمستواها البتة، ولكن كانت دولة احتلال فعمل السورييون للتحرر منها لا لأننا من الذين يعلمون وهي من الذين لايعلمون بل لأن المسألة في أحقيتنا بأرضنا وبلدنا وليس شيئاً آخر.!
وعليه، فلا يخفى على أحد على امتداد قرن من الزمن، أن للدولة الإيرانية/الفارسية مشروعها التوسعي والعدواني في المنطقة العربية وضد العرب في المنطقة. ابتدأ عام 1925 أيام الشاه بالتعاون مع الانجليز باحتلال إمارات الأحواز العربية (عربستان 12 ضعف مساحة فلسطين)، ثم احتلال ثلاثة جزر تتبع للأمارات العربية المتحدة. وقد توضّحت المطامع أكثر، وتأكد المشروع التوسعي بشكل أشرس. فمع وصول الخميني للسلطة إلى طهران، محمولاً بطائرة المخابرات الفرنسية وبحراستهم، عام 1979 خاضت الدولة الفارسية مدفوعةً بشعارات الثورة الإسلامية وتصديرها حرباً طاحنة مع العراق. وهي اليوم تصول وتجول في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتعبث في الكثير من البلدان العربية والإسلامية أمناً وسلاحاً وتشييعاً وحسينيات ومقامات وقبور وميليشيات بشكل مرعب ومخيف.
قضيتنا كسوريين وخليجيين وعرب مع إيران بمشروعها العدواني التوسعي على حساب جيرانها وليس بعلومها ولا اقتصادها ولا صناعتها وتطورها. وإننا عندما نرى براميلها وصورايخها وعصاباتها وميليشياتها وفيالقها تجوس في سوريا والعراق واليمن ولبنان والخليج، وعداً وتهديداً وقتلاً وتدميراً يصبح الواجب على كل عربنا حكّاماً ومحكومين وإن تأخروا كثيراً كثيراً، أن يصحوا من سباتهم وقد وصل البلّ إلى لحاهم، وسكاكين الفرس على رقابهم، ويقفوا وقفةً تاريخية في وجه هجمة إيرانية فارسية تستهدف وجودنا وأرضنا وتاريخنا.
وأخيراً..! بدأ المقال بسؤال هدفه التضليل والتعمية على إجرام المجرمين وتوحشهم، لينسيَنا السؤال الأوجب والكاشف للحقيقة: هل يستوي الذي يجرمون والذين لايجرمون..!



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات على التصريحات الأخيرة لحسن نصر الله
- هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة
- سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها
- قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة
- الأعراس الديمقراطية في سوريا
- النظام الأسدي ومحاربة الإرهاب
- حين تتكلم الأرقام، ويكون لها دلالات.
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 2/2
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2
- أيامٌ سوريةٌ فيها حدث
- وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي
- الذكرى الأربعون لحرب تشرين التحريرية
- إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
- بشار الأسد (بدّو هيك)
- سؤال شبيحة الإجرام السوري المتكرر..!!
- سقوط حزب الله من أعين السوريين.
- توضيح ملكي عن قناة الميادين وجهاد المناكحة
- بعض نماذج الإفك في النظام السوري
- كذب الإعلام السوري وحلفائه/ جهاد المناكحة نموذجاً
- لكل ظالم يوم ولكل مجرم حكاية


المزيد.....




- الأردن: اتهامات جنائية لـ-خلية تصنيع الصواريخ-.. و-الجبهة-: ...
- الإمارات تدعو لـ-صمت المدافع- بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفي ...
- محاولة تهريب 5000 نملة من كينيا إلى أسواق أوروبا وآسيا
- حسابات ضحايا مجازر الساحل بأيدي قاتليهم وميتا غير عابئة
- بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وت ...
- بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أق ...
- بين أوكرانيا وإيران.. تفاؤل ترامب الحذر
- -دمي في رقبتك يا نتنياهو-.. -سرايا القدس- تبث رسالة من الأسي ...
- ترامب يمدد الحظر المفروض على دخول السفن المرتبطة بروسيا المو ...
- الدبيبة يعلن تخلي حكومته عن نظام المبادلة لاستيراد المحروقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - لايستوي الذي يجرمون والذين لايجرمون..!