أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3














المزيد.....

صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 23:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3

السؤال المطروح الآن على طاولة البحث هو كيف نحمي العقل الجمعي من التحول إلى أداة إنقياد وأستلاب للهوية في ظل أستحقاقات خضوع المجتمع إلى الكثير من المحفزات المؤثرة في تأجيج الهوس الجماعي ؟ وأستثمار الظاهرة الأجتماعية لتكون أداة تحفيز وحث على قبول مبدأ المشاركة في بناء منظومة قيادية فكرية تدير عمليات التحول الأجتماعي وتراع الحق في الحرية الفردية ؟ , من المؤكد أن تطور المجتمع الذي يتزامن مع أنتشار التعليم والتربية الثقافية المرتكزة على مدنية العلاقات البينية وتيسير المعرفة وغياب تأثيرات العامل الغيبي القداسي في وجوده وأستمراره على عنصري الخوف والقلق يساعد كثيرا في إعادة برمجة العقل الجمعي الواعي ,أو ما يسمى بالوعي العام التشاركي في بناء مفاهيم متطورة تعتمد الرغبة في الإرتقاء أولا التعبير عن الحرية الذاتية الطبيعية الخاضعة لمبدأ التوازن مع ضرورات العيش المشترك والتكافل في أداء الوظيفة الأجتماعية .
لو ساد المجتمع أطار قانوني وأخلاقي وقيمي يرفض التقسيم الأجتماعي القائم على الممايزة ويستند على التميز الفاعل ,سنكون في حال يسمح بها للعقل الجمعي أن ينحاز للتميز ويسايره ليس كتابع بل كمشارك ومراقب وناقد وموجه للبوصلة الأجتماعية , القول هذا من واقع تجربة عايشتها الكثير من المجتمعات بعد نضال مرير وطويل ومسنود برؤى فلسفية تنوريه هيأت لمرحة التحولات في كل أوجه الحياة , أوربا المسيحية التي كانت خاضعة بشكل عام وتقريبا للنمط الكهنوتي الذي تقوده الكنيسة وأرست مع مرور الزمن صورة لعقل جمعي يؤكد ويبرهن على أن خيار الكنيسة هو خيار الله وبالتالي لا مجال للخروج أو التمرد عليه , وبرغم من الخضات الفكرية والتلاقح المعرفي مع مجتمعات له رؤى وأفكار متشابهة ومتناقضة لكن العامل الحاسم في التفكير نحو الخلاص من الممايزة الكهنوتية أعتمد على الفكر المادي والعلمي والأخلاقي الذي جرد العلاقة بين العقل الجمعي ومستوى التأثير بالتميز الإبداعي صاحب ذلك بداية تحولات مادية عززت أتجاه التميز وشاركته كحالة متميزة أيضا في تجسيد روح التمرد والثورة .
إذن من المسائل المهمة في تطوير فاعلية العقل الجمعي الثابت والإيجابي أن يدعم السلوك الفردي والكلي للمجتمع بمقومات الحركة وأستخدام تقنيات التفكير الإيجابي ووسائل تقويم السلوك , هذه المعالجات تبعد الفرد من الوقوع في أسر الإنفعالات الهوسية الآنية والتي تعتمد الإثارة والتحفيز النفسي أكثر ما تحفز العقل الواع على ذلك , من هنا يمكن ومن خلال دراسات سيكولوجية وأجتماعية وفكرية تنمية أطر وفعاليات فكرية تحصن الفرد من هذه التأثيرات وتنمية الوعي الوجودي العلمي والمعرفي وتأهيل الفجوات الفراغية التي تترك بلا معالجات من قبل المجتمع أو المناهج التعليمية والتربوية كي تستغل من قبل مثيري حالة الهوس والإنفعال .
النتيجة التي نريد أن نقولها وبكل صراحة أن التستر المتعمد والتغافل الإرادي عن بعض الحقائق والوقائع التأريخية أو الفكرية والدينية بحجة أنها لا تتوافق مع قراءتنا أو عقيدتنا حسب مقدماتنا ومعطياتنا الفردية والذاتية ,هي في الغالب السبب الذي ينفذ منه صناع الهوس والإنفعال بتبريرات وتفسيرات نفسية تثير كوامن الضعف الذاتي عند الإنسان ,فيعمد على أستبدال طرق المعالجة بتصرفات (ردات فعل) قريبا من الانتقام وجلد الذات أو تحقير الغير أو رفض الحياة والتفكير بتدميرها ,أو يعبر بطريق أخر يتمثل للفرد أنه تنفسيا للضغط الداخلي الحاصل من المصاعب والمشاكل الإجتماعية وتفريغا للكبت والمعاناة اليومية من المشاكل والضغوطات العائلية والأجتماعية .
الفلسفة الأجتماعية الواقعية في نظرتها للنشاط الأجتماعي بشقيه الفكر والممارسة لا بد لها أن تمنح العقل الجمعي الأهمية القصوى في الدراسة والبحث والتنظير العلمي ,لما يمثله هذا الركن من الظاهرة الأجتماعية الكلية من أهمية في صيانة وصياغة التوجهات القيادية لروح المجتمع والتي تعبر بدقة عن المكون الأجتماعي والثقافي والسلوكي أيضا ,كما يمكننا ومن خلال الدراسة والتقصي والبحث أن نتوقع التطورات المستقبلية لحركة المجتمع وأتجاهات التنمية الفكرية فيه ,كما يمكننا من خلالها معرفة الأختلالات البنيوية وقياس التوازنات العلمية في حركة المجتمع العامة ,والتي غالبا ما تكون لا مرئية بالقدر الذي يسجل لها واقع حضوري ملموس ,أيضا تكمن الأهمية في الدراسة البحثية من أنها تعط المجتمع والدارس فرصة للتأمل والبحث عن مسارات أكثر إيجابية وتحييد المسارات السلبية التي تعرقل من التحول الحداثي والتطوري في بنيان النظام الأجتماعي الكلي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3