حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 21:40
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
اودع اشقائي الذين لم تلدهم امي ، قطع قلبي ، اخوتي الجنود . اقول لهم كما يقول اي مقاتل منا حين ينال استراحة المحارب اللامستريح " خلي بالكم على كاع الوطن خوتي هي بزودكم وانتو زلمها " ، في طريق العودة الى وطني الصغير ، تحلق حواسي في مشاهد خلابة ، تهون علىّ حمل المحمول من وداع وما مضى من ويلات ومرار وقلق ، بل تدعوني لان اكون متفانيا لديمومتها .
عبر نافذة العربة التي اقلتني عائدا شاهدت اطفالا يحملون البالونات والحلوى عرفت حينها ان اعياد راس السنة قريبة والناس تضئ الشموع على عتبات بيوتها والمحال تعلق نشرات الزينة .. لمحت رجلا مسنا يبيع الزهدي بصوت عال يصيح " زهدي الوطن ما اطيبك ... برحي العراق ما اطعمك " .
وصلت زقاق الحي الذي خرجت منه محلقا بزغب الطفولة لم الحض حتى المسنين في المكان الذي كانوا يجتمعون به ويتسامرون ، لوهلة تذكرت خجلا اني قد امنت الوطن عندهم هناك تاركهم على ساتر يتشظى نورا بمواقفه .
عدت لزوجتي ام بيتي بلا مالٍ او قوت لكنها سعدتْ بي كعادةِ اهلِ الخير ، فعندما تقاتل وتؤمن ان دخلك الشهري هو سِترُ وطن وعِرضُ نساءٍ ستقدمُ فرادة نكرانَ ذاتك بلا شعور ، هذه الصورة هي هبة الله للاولياء الصالحين وكلُ ما اتمناه ان اكون جنديا مخلصا حتى النهاية ، كانت عطلتي الممنوحةُ لي من قبل الضابط اربعةََ ايام زُهاءَ شهرين ونصف الشهر في ارض القتال ، وبها شعرت بالخجل الممزوج بالجبن امام طفلي الصغير الذي مازلت ازقُهُ الشجاعةََ عراقا ، اعُلمهُ ان الرجلَ ليس الا كلمة ٌ وموقف .. كان هاجسا يرسمني هاربا اصوليا من جبهة متقدة امتدت معي حتى داخل اسرتي وانا امارسُ دورَ الاب واتلوعُ مستترا بدور المجازِ او المنهزمِ او المتنصلِ من فكِ معركةٍ امنت بالحرية اوالموت لاجلها .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟