|
أفكارٌ عقيمةٌ تحكمُنا
ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 09:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحداث جسام وخطرة تمرّ على وطننا الحبيب حتى بات يدنو من هاوية ، إن وقع فيها ، تمحوه وشعبه كله . ثلث البلاد محتلّ من الدواعش منذ أكثر من عام ونصف ، والإرهاب في باقي المناطق يضرب ويهرب دون حساب ، والفساد طاغٍ ، والرؤوس حاميته ، على الأشهاد ، لا تريد ردعه و لا مقاضاة المجرمين الحيتان ، والجماهير تظاهرت مطالبة بحقوقها ليس في حقوقها الطبيعية في الخدمات فحسب بل بحقها في إستلام رواتبها ، مورد رزقها وأولادها ، أيضاً ، والحكومة مشلولة الأيدي ، تتحجج تارة بإنشغالها بالحرب على داعش وتارة بأن الخزينة خاوية ، ولكن الحقيقة الصارخة هي أن الذين هم في موقع إتخاذ القرار لا يرغبون في إيجاد حل لما يعانيه أبناء الشعب . فتراهم في الوقت الذي يفرضون إستقطاعات على رواتب الموظفين الصغار ، تلك الرواتب التي هي دون مستوى الكفاف ، تراهم يبذخون في رواتبهم وإمتيازاتهم ويحملون خزينة الدولة رواتب حماياتهم وتكاليف جميع وسائل النقل المستخدمة ، بالإضافة إلى أن معظمهم فضائيون ، لا وجود لهم ، وتذهب تلك المبالغ إلى جيوب المسؤولين . أودّ في هذه العجالة أن أتطَرّق إلى حالتين من تصرّفات حكامنا ليتبيّن أبناءُ الشعب أيّ فكر عقيم يحملونه : 1. حلّت أعيادُ ميلاد السيد المسيح ( عليه السلام ) ورأس السنة الميلادية ، ولم تصدر أية تهنئة من أيّ من الرئاسات الثلاثة إلى إخواننا المسيحيين . وإن كان رئيس مجلس النواب قد قصّ شريط " إفتتاح " شجرة عيد الميلاد ، فقد كان الغرض من ذلك عملاً دعائياً ، دون أن تصدر منه " تهنئة " بل لربما كان الغرض الإستفادة من العمولة المستحصلة من المتعهد الذي قام بنصب تلك الشجرة ، أو بغرض " صوّروني وآني ما أدري " ، بينما كانت العوائل المهجرة في سهل نينوى أحوج لتلك الأموال . 2. نادية مراد ، تلك البنت الإيزيدية التي جرى عليها ما جرى على يد الإرهابيين الدواعش ، وتمكنت من الخلاص ، حتى وصلت إلى ألمانيا ، التي رحبت حكومتها بها ووفرت لها الحماية ومكنتها من الوصول إلى مجلس الأمن الدولي لسرد قصتها حاملة رسالة السلام إلى العالم وفاضحة الدواعش وأفكارهم وممارساتهم . هذه البنت العراقية قابلها رئيس جمهورية اليونان ليسمع قصتها ، ووعدها أن يعمل ما في وسعه لطرح قضيتها في إجتماع دول الإتحاد الأوربي . قابلها السيّد عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية ، كذلك شيخ الأزهر ، كما دعاها أمير الكويت لزيارة بلده وإلتقاها في قصره ، بينما لم يلتقيها أيّ مسؤول عراقي سواء من الرئاسات الثلاثة أو من المستويات الأدنى . لقد صادف أن إلتقى بها سفير العراق في الأمم المتحدة ، عندما كانت نادية هناك ، لتلقي كلمتها أمام مجلس الأمن ، إلاّ أن اللقاء كان بارداً ، فيه الدلالة أن وراء الأكمة ما وراءها ، وعدم لقاء الرؤساء الثلاثة العراقيين بها إنما أمرٌ مقصودٌ وممنهج ، وراءه فكرٌ يؤمن بالتمييز بين أبناء الشعب الواحد . فهل يستحق مثل هؤلاء أن ننتخبهم ثانية ؟ إنها مسؤولية كلّ عراقي أن يتحوّل إلى داعية ، من الآن ، لرفع الوعي العام لتحقيق حياة أفضل للعراق والعراقيين ، بفضح الأفكار العقيمة التي يحملها هؤلاء وعدم إنتخابهم ثانية .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مُجَرّد حوار مع الذات
-
خارطة طريق
-
رِسالَةٌ مُبَطّنَةٌ
-
رَجُلٌ يُعتَمَد أم خُرّاعَةُ خُضرَة ؟
-
قانونُ البطاقة - الوطنية -
-
قُدرَةُ حَيدَر العباديّ
-
إحذَروا المُتآمرين
-
ثَورَةُ الشّعبِ وحيرةُ العبادي
-
قصّتان ؟ لا... بينهما رابط .
-
التَدَبُّر ومفتاحُ الحل
-
هَل مِن رجالٍ لفجرٍ جديد ؟
-
فَلِيَخسأ المُحَرّفون .. ولِيَنتَصر الشُرَفاء
-
إمام أبو الخرگ
-
إسگينا العَلگم
-
رسالة إلى حيدر العبادي
-
كَفى تساهُلاً
-
أحداثُ تكريت مؤامرَةٌ وليست تصَرّفاً ذاتياً
-
عُد إلى الشعبِ يا حَيدر
-
حِفظ الأرض والعِرض
-
حَدَثٌ و دَرسٌ
المزيد.....
-
رجل يتفاجأ بدب ضخم عالق داخل سيارته.. فيديو صادم يصور ما فعل
...
-
وسط مخاوف من تصعيد عسكري.. الأردن يدعو مواطنيه -لتجنب- السفر
...
-
إردوغان: تركيا مستعدة للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا ولا
...
-
مجلس النواب الأمريكي يُصوّت لصالح إخفاء عدد القتلى في الحرب
...
-
هل ما جرى في بوليفيا انقلاب أم مشهد مسرحي؟
-
4 طرق تضمن لك مفعولا مماثلا لمشروبات الطاقة دون آثار جانبية
...
-
المغرب.. اكتشاف مخلوق -استثنائي- من عصور ما قبل التاريخ
-
بعد انتظارها لعدة أسابيع.. ميلوني تخرج عن صمتها بشأن فضيحة ض
...
-
غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
-
بوناصر الطفار: كلمات لا تعرف الخوف ولا المواربة
المزيد.....
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
المزيد.....
|