أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2














المزيد.....

صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 20:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 2

تحت مقتضيات التأثير العاطفي المنتج للهوس الجمعي الأجتماعي يتحول الأنتحار المعنوي مثلا إلى مفهوم مقدس (الشهادة) ويتحول الإستحمار الفكري إلى طاعة وأحترام وتقدير , في حين لو تم عزل تأثيرات ظاهرة العقل الجمعي بجانبه الطارئ عن مؤثراتها الأساسية المحفزة للانغماس في الفكرة المهيمنة يتحول الشعور العاطفي إلى نوع من العقلانية التي تجبرنا على مراجعة الفكرة لأكثر من مرة , فأما أن نغادرها بحثا عن بديل أو ننحاز لها بدواع عقلية مبررة ومحترمة في منطقها .
فالتأثير الفوري والمصاحب بالشعور بالانتماء للظاهرة يفقد العقل الفردي أحيانا القدرة على العمل المستقل خارج دائرة اللحظة الزمنية ,مما يجبره أحيانا وتحت ضغط أنتماء القوى الحسية النفسية المستفزه بالمشهد الحضوري أو الصوري المتكون في الذهن إلى الإندماج مع الحدث والذوبان في معطياته الراهنة , هنا يتحول التأثير إلى ما يسمى بالأسر الأجتماعي للفرد ,وتتحول الظاهرة الأجتماعية إلى عامل إرتداد للخيارات العقلية فيتحول الفرد الفاعل في حيزه المعنوي ومنتج للموقف وصانع للهوية إلى ما يشبه الفرد في قطيع يقاد من عقله من غير موقف محدد ولا هوية واضحة .
الخطورة المتوقعة من تحول الفرد من كائن يتبع حريته طبيعيا إلى ما يشبه الكائن المستلب الإرادة وبقوة العقل الجمعي للمجتمع أنه سيكون خاضعا للتصنيع والخلق مرة أخرى , وهذه النقطة التي أدركها البعض من وقت مبكر وأستطاع توظيفها لتكون منهج نفسي وأجتماعي فاعل في صناعة الأتباع والمريدين من خلال ربط الفكرة بالظاهرة بالمقدس مستغلا عامل الخوف أما من الفشل أو من العقاب , وبالتالي تصوير الخضوع للمنهج على أنه الطريق الوحيد للفوز والأمان سهل وبشكل ملحوظ في تجذير التمسك بالخيارات الغبية التي تخاطب عنصر الخوف داخل الإنسان من المجهول الغير معرف والمختفي وراء أفق لا يمكن إداركه بالقوة العقلية الطبيعية إلا من خلال وسائل نادرة وصعبة التحقق كالوحي والبعث والرسالة الربانية .
نجح البعض من الاستفادة من تداعيات الإنغماس والذوبان في العقل الجمعي في تسخير المجموعة البشرية المتشاركة فيه وقيادتها نحو فعل طوعي أحيانا وأحيانا قهري للوصول بالمجموع إلى نتائج مرسومة سلفا الأخطر ما فيها العمل على إدامتها لتصبح واقع يومي بدل أن تكون ظاهرة مؤقتة , الأيديولوجيين عادة ودعاة الدين والهوس الإنفعالي هم الأقدر على اللعب على هذه الظاهرة وتجير نتائجها للوصول بها إلى فرض رؤية أو فكر أو أيديولوجية الأستعباد العقلي والإستلاب الإرادي للأتباع خاصة مع وجود شعارات براقة ومثيرة وحماسية تزيد من إنفعالات النفس وإسقاط تأثيرها القوي على النظام العقلي الفردي .
في الجانب الأخر العقلانيون الذين يعملون على تنمية العقل الجمعي الدائم ويخضعونه من خلال فلسفة التواصل والتبدل المرتبط بحركة الزمن , يقودون مجتمعاتهم لأفق تطورية وإعادة تفعيل مفاهيم متحركة وحداثية بدل قيم تتميز بالجمود وظاهر الثبات , الطبيعية البشرية مثل ما هي ميالة للانغماس بالهوس الأجتماعي قادرة أيضا أن تتفاعل مع متطلبات تحريك وتثوير العقل الجمعي ضد حيادية وجمودية الواقع , القضية ليست بمفهوم العقل الجمعي وإنما بكيفية صياغته وخلقه وتوجيهه بناء على مقدمات ومعطيات وآليات مختلفة لكنها من المؤكد ذات توجه فلسفي مصاحب لرؤية منهجية مختارة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2