أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية














المزيد.....

صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 12:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية

العقل الجمعي في مجتمع ما يمثل شكل من أشكال الضمير الفاعل أو الحاضر في القيم الفوقية الحاكمة للمجتمع وإنعكاس على راهنية الثقافة والمعرفة الاجتماعية , وليس بالضرورة أن يكون هو معيار التفاضل أو النتيجة الأصح أو المناسبة للواقع بصفته الإيجابية , قد يكون العقل الجمعي خاضعا لسطوة بعض العقل الفردي ومنحازا له نتيجة القهر والاستلاب المغلف أما بالخوف أو بالقداسة أو تحت سطوة العبودية للحاجة , العقل الجمعي هو إفراز لنظام أجتماعي يصنعه العامل الضاغط على قوة المحرك الأجتماعي ويسيره في الطريق الذي تختاره السلطة العقلية المهيمنة قبال ضعف وتخاذل القوة الجمعية لما يعرف بالقاعدة المطيعة أو الخاضعة لها .
في المجتمعات التي تختفي فيها ظاهرة التميز الفردي القائم على أستقلال الفكر وإشاعة المعرفة وظهور مفهوم العدالة والمساواة تتحول ظاهرة العقل الجمعي من شكلها العرضي إلى دائرة الفهم الطولي العمودي في تكوينه وفي تأثيره العام على أفراد المجتمع , عكس المجتمعات المنغلقة والتي نخض فيها الشخصية الجمعية إلى نحو ما تسيره العقلية الفردية المتسلطة والتي غالبا ما تستخدم الجهل والقوة والقداسة طريقا لصياغة توجهات العقل الجمعي ورسم مدارته , في جميع الحالات علينا أن نفرق بين مفهومين مهمين لتحديد العقل الجمعي بناء على ثبات وتحول الصيغة التأثيرية والمؤثرة له .
هناك ما يسمى بالقواعد العامة والرأي العام القيمي للمجتمع وهو الذي لا يتغير سريعا ولا يتبدل بسهوله ارتباطه ونتاجه أصلا من القيم الفوقية العاملة سواء أكانت تلك القيم فكرية أجتماعية أو متعلقة بالحاجات ونظام الأنتاج والعمل الأقتصادي , هذا الطراز أو النوع من العقل الجمعي كثيرا ما يخضع الفرد إلى ما يسمى بالأسر الأجتماعي القيمي (الظاهرة الأجتماعية الضاغطة) ويجعل منه فرد خاضع لا يمكنه الخروج من دائرة التأثير إلا بالتمرد أو الثورة ,على العكس من الظاهرة الأجتماعية المتولدة من تأثيرات التفاعل الآني أو الوقتي الذي يجعل من الفرد منغمسا بها ويخضع بذلك من حيث لا يعي قوته العقلية للعقل الجمعي الانفعالي وخاصة عندما يتعلق الأمر بحالة ذهنية تشاركيه منفعلة تحت تأثير قوة العاطفة أو العقيدة الدينية مثلا أو في حالات الهوس الجماعي .
يحلل دوركايم الحالة السابقة وفق العقل الجمعي وتأثيره على الأفراد ، فخلال الظاهرة الإجتماعية يبرز هذا العقل ويقوم بإشعاع قهره وتأثيره على عقول الأفراد الخاصة كما يتبين حين انفصالها وانصرافها عن بعضها البعض ,في مباريات كرة القدم مثلا أو في الطقوس الدينية التشاركية مثلا نجد أن العقل الجمعي المتكون هنا ليس عقلا واقعيا يتصرف وفقا لقواعد عملية , بل يتشكل تحت تأثير عاطفة المناسبة وأحيانا يتيه تحت تأثير الفاعل المثير دون أن يتحسس الخطأ أو الصح وهذا ما يساهم بشكل أو بأخر بخلق مفهوم الغوغاء أو الهوس القهري المصاحب لحدث لوجود الظاهرة المؤقتة , لكن ما يسجل أيضا أن بمجرد أنتهاء المؤثر يعود العقل أولا لقواعد العقل الجمعي الدائم ويلتزم بأحكام الذوق والأخلاق والمثل المرعية وبالتدريج يعود أيضا لأحكام العقل الفردي المسير للشخصية الذاتية الفردية .
السؤال المطروح هنا يتعلق بقضيتين مهمتين حول دور الفرد في صناعة الوعي الجمعي ودور المجتمع في إلجاء الفرد لخضوعه لهذا الكائن الذي يعتبره البعض حقيقة مستقلة عن المجتمع وكائن معنوي ولكنه واقعي منفصل عن قاعدته لكنه يولد بوجودها ,الأمر أذن يتعلق بمفهوم الأصل والأصالة في الوقت الذي يجب التفريق بين أصالة العقل الفردي في تكوينه ومشاركته في تأسيس الوعي والعقل الجمعي كما عند مرتضى مطهري مثلا , نجد آخرين يؤيدون في دراساتهم نظرية أصالة الوعي الجمعي وخضوع العقل الفردي في تشكله ونضجه ونظامه العملي للعقل الجمعي الأجتماعي بصفته ظاهرة أجتماعية .
لقد افترض دوركايم العقل الجمعي كشيء موضوعي ناتج عن دمج وتجاذب النفوس الفردية بعضها بالبعض ألآخر فهو كائن نفسي جديد ، أو ان له شخصية نفسية من جنس جديد وبذلك يتميز الشعور الجمعي عن الشعور الفردي كلياً ، وان قوانين الأول تختلف عما لدى الثاني فالكل هنا لا يمثل مجموع الأجزاء بل شيئاً آخر تختلف خواصه عن الخواص التي تحمله أجزاؤه الداخلية ,دوركايم ينفي أصالة العقل الفردي ويرى أن العقل الجمعي هو كائن موضوعي منفصل تماما في قيمه وأعتباراته وحدوده , والحقيقة التي يجب التأكيد عليها أن عملية التأثير لا والتأثر بين العقل الفردي والجماعي تخضع لاعتبارات عديدة ولكنها في الأخر كلاهما جزء من منظومة واحدة تتشكل بمجرد أرتباط عقل بعقل ووجود بوجود , فهي تنتج عن التواصل ولا يمكنها أن تتولد من خلال الوجود الفردي فينتفي التفضيل بينهما لأن النتيجة التي نتوصل لها دوما هي حقيقة أن المجتمع حالة فلكية تنمو حول نقطة جوهرية مركزية تؤثر في الجذب المركزي للنواة كما تؤثر الحالة الفلكية في إظهار فاعلية المركز والمحيط في تكوين الظاهرة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية