أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ














المزيد.....


الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 21:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ

جلس زميلي الكردي، المعتز بهويته مع رفاقه الإنجليز، وهم يرتشفون مشروباتهم في الملتقى العام، والذي كان آخر محطات ريتشارد قلب الأسد، في إنجلترا مغادرًا وهو في طريقه إلى الأراضي المقدسة. وقد كثر الحديث عن آخر رحلة لقلب الأسد، الذي اعتاد الجلوس في هذا المكان، يشبع نظره بإنجلترا، قبل أن يودعها.

وقد جلس زميلي رافعًا رأسه بكل فخر، وهو يسمع عن حكايا ريتشارد قلب الأسد، وهذا المكان التاريخي، الذي كان يرتاده ملك إنجلترا. ثم بعد أن انتهى الجميع من الكلام. بدأ زميلي الكردي بالحديث، وسأل الجميع: "هل تعرفون من ذهب ريتشارد قلب الأسد ليقابل؟". لم يجب أحد، فأجاب زميلي الكردي: "لقد ذهب ليقابل جدي صلاح الدين". وأصيب الجميع بالذهول لأن صلاح الدين يحظى باحترام الجميع، حتى من حاربوه، لإنسانيته وشجاعته.

ولعل هذه القصة الرمزية تنقلنا من صراع الحضارات إلى حوار الحضارات. إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه كعرب ومسلمين، هو أن نحاور الآخرين ولا نخلق عداءات، فليس بإمكاننا أن نحارب العالم، إن هو اجتمع ضدنا.

وفي سؤالي عن هوية العربي والمسلم، وهما بالضرورة شيئان مختلفان، لأن القومية غير الدين، فإنه لا بد أن ننظر لقوميتين كبيرتين، كانتا تعيش في كنف العالم العربي، وقد خرجتا عن طوعه، بسبب ظلم الأنظمة القمعية.

فكردستان العراق مستقلة الآن، وفي المستقبل القريب، سيكون لأكراد سوريا وضع في الخارطة الجديدة، وسوف يقترب الأكراد، الموزعون على أربع دول، أكثر من حلمهم المنشود. وقد عمل الأكراد بجد واجتهاد عقود طويلة لإعلاء قضيتهم.

المعطيات على الأرض لا تبشر بالخير للعربي. على الأقل ربما علينا أن نبقي على شعرة معاوية بعد أن خربت مالطا، وانهار كلًا من العراق وسوريا، فلم يبق لنا شيء نتمسك به سوى ورقة التوت. فالأنظمة العربية أدت إلى دمار نفسها وشعوبها أيضًا.

والأكراد لن ينتظروا العرب أو غيرهم، فمشاوراتهم مع إسرائيل قد بدأت، حيث ستكون كردستان حليفًا استراتيجيًّا عوضًا عن الأنظمة المعادية لإسرائيل. في حين حصل حزبهم الرئيسي "الشعوب الديمقراطي" على 12% من الأصوات التركية أو ما يعادل ثمانين نائبًا في البرلمان التركي لأول مرة.

ومثلما أن الأكراد أنتجوا صلاح الدين، فإن الأمازيغ أو الطوارق أو الشلوح أو البربر، وهم شعوب شمال أفريقيا الأصلية، فقد أنتجوا طارق بن زياد، الذي يعتزون به ويفخرون لفتحه الأندلس، بعد أن خاطب جيشه بقوله الشهير: "البحر من ورائكم والعدو أمامكم".

ومع كل يوم يأتي، أتفهم معاناتهم أكثر فأكثر، حيث مرت عليهم سنوات طويلة من التعتيم الإعلامي ما هي إلا محاولات لإقصائهم وتهميش ثقافتهم. وهذا التطرّف في المعاملة لا يخلق إلا تطرفًا في ردة الفعل، وينفر الأقلية من الأغلبية. فعلى الدولة أن تحتوي أبناءها، دون تمييز عرقي أو ديني أو طائفي. والحكم يجب أن يكون ليس على أساس الدين ولا القومية، بل على أساس العدل بين جميع فئات المجتمع، والمساواة بين ألوان الطيف السياسي والإجتماعي والثقافي والديني، بحيث يكون التنوع والتعددية جزء لا يتجزأ من ثقافة العربي.

وقد نخسر المزيد إذا لم نسمح للأقليات بالتظلم، وعلى العربي إحترام ذلك، لأنه لا توجد أقلية تتظلم من غير سبب، لكن التصرف المعتاد كان قمعيًا. ومن قمع الأقليات قد يدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، لأن لا شيء يبقى على أصله. وأصعب شيء على المظلوم قبوله بالظلم.

ولذلك يجب أن لا نقبل للآخرين ما لا نحبه لأنفسنا، وعلينا أن نحب للآخرين كما نحب لأنفسنا. أي عامل الناس كما تحب أن تعامل. وهناك أقليات كثيرة أخرى في العالم العربي كالدروز والشيشان والشركس والأرمن والعلويين. كل واحدة لها خاصيتها ونكهتها ولونها. ولو أنا فكرنا ما أجمل التنوع، لرأينا أن الدنيا أجمل بالألوان ولأصبحنا أثرياء ثقافيًّا.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي
- الهوية الضائعة 8: الله أكبر والصليب
- الهوية الضائعه 7: عقد العربي المركبة
- الهوية الضائعة 6: نماذج الهمجية
- الهوية الضائعة 5: همجية العربي
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟
- الإضطهاد المسيحي 2
- أنت كافر
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي


المزيد.....




- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ