غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 19:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أوروبا المومس العاهرة الجميلة...
أصبحت قوادة عجوزا شمطاء...
وهــامــش عن الزميلة فاطمة نــاعــوت...
لتعذرني القارئات الحساسات, وليعذرني القراء الذين اعتادوا على لغتي المهذبة, واختياري للكلمات الملتزمة بأصول الكتابة.. ولكنني مع الأسف والحزن والألم, لم أجد بواقع ما يجري, سوى هذه الكلمات الواضحة الصريحة, وهي موجودة كما اخترتها, بالقاموسين الفرنسي والعربي... وسببها طرق استقبال الرئيس الإيراني, السيد حسن روحاني.
أرجو الـتـأكـيـد أنني لست على الإطلاق ضد زيارة هذا الرجل السياسي المحنك, والذي لا بد أنه حقق وسيحقق انفتاحات إيجابية لبلاده, من الوجهات الاستراتيجية والانفتاح التجاري والإعلامي... ولكنني أتعجب وأستغرب هذا الانبطاح الحالي من الحكومتين الإيطالية والفرنسية.. وتحول هذا (العدو السابق الرهيب).. إلى زائر أو زبون قدير رائع محترم.. لأن حقائب سفره مليئة بمليارات الدولارات بلا حدود.. لشراء كل ما كان لا يباع من بضائع حربجية قديمة وحديثة.. وكل ما تنتجه أوروبا من بضائع ممنوعة ومسموحة... كان يشملها الأمبارغو الذي رفعه الاتحاد الأوروبي.. منذ بضعة أيام عن إيران.. وأمريكا التي استثنت منه فقط الصادرات البترولية (التي تشجع الإرهاب!).. لأنها تريد مراضاة دولة إسرائيل المدللة.. بشيء ما. حتى تتفادي اللوبي الصهيوني المتنفذ.. بمحلس الشيوخ الأمريكي.. واقتراب الانتخابات الرئيسية القادمة بالولايات المتحدة.
إيطاليا وفرنسا وحتى البابا (الذي لا يملك جيشا.. (ولكن له علاقات جيدة مفتوحة مع رؤساء العالم) فرشوا سجاد المناسبات الإمبراطورية, بلا حساب لهذا الزائر المشتري الرفيع المستوى.. حتى أن كل الشوارع التي عبر فيها السيد روحاني.. من أجل مراضاة حساسياته الدينية.. غــطــت عمودية مدينة روما بصناديق خشبية وشراشف بيضاء, جميع التماثيل الرومانية القديمة (وخاصة نساء ورجال) مراعاة لأحاسيس ومعتقدات هذا الزائر الإسلامي الكبير.. وخاصة لا نبيذ على مائدة غداء استقباله الرسمية.. وبفرنسا لـم يوجه لهذا الزائر الغني والغني جدا.. والذي سوف يشتري عددا ضخما من طائرات Airbus وعديد من بضائع التقنيات الفرنسية الحديثة.. مما سوف ينعش خزينتها المرتعشة المدانة.
وبالطبع لن يطرح أي سـؤال, حول حقوق الإنسان.. وسوف تتم زيارة السيد حسن روحاني, بكل أبهة وتبجيل.. وسوف يقابل كأنه صديق عائد من مــائـة عام غربة... حتى مسيو فابيوس وزير خارجية فرنسا, والذي كان حتى آخر لحظة ضد أبسط التنازلات بمفاوضات إضبارة مشروع النووي الإيراني.. والتي كانت دوما صورة طبق الأصل منسوخة من رغبات السيد ناتانياهو رئيس حكومة دولة إســرائيـل.. انحنى لما صافح يد السيد روحاني أثناء زيارته.. بكل تبجيل... تجارة وسياسة.. أو سياسة التجارة...من أجلها تنحني كل السياسات.. وتتغير.
التجارة.. الدولار.. الأورو... البترول... التقنيات الحربجية اليوم.. هي قاعدة الصداقة والاحترام المتبادل.. كما مـرت زيارة السيد مانويل فالس Manuel VALLS, رئيس الحكومة الفرنسية الحالي إلى المملكة السعودية, المنازع المباشر المواجه لإيران باقتسام زعامة العالم العربي والإسلامي.. زيارة تمت بكل راحة بال وضمير.. ببيع تقنيات وطيارات وبضائع حربجية.. التجارة.. التجارة.. التجارة لا رائحة لها.. ولا لون.. رغم كل الشعارات الاشتراكية والعلمانية والديمقراطية التي ترفعها الأحزاب التي تحكم بكل من إيطاليا وفرنسا...
وعندما أقول لكم أن أوروبا التي كانت مومسا عاهرة جميلة.. قد أصبحت قوادة عتيقة... صدقوني يا أحبائي.. صدقوني.. ولا علاقة للسياسة التي أصبحت تجارة.. بالأخلاق... التجارة.. المال.. الدولار.. الأورو.. الربح.. الربح المشروع وغير المشروع.. أصبحت قاعدة كل القواعد.. وصـارت الأخلاق والحقيقة والمبادئ والأصول.. تربط بالغباء.. حتى أن بعض المحللين النفسيين المشهورين الجدد.. أصبحوا يعتبرون من يتحلى بالأخلاق والصدق والحقيقة الحقيقية والمبادئ والأصول.. يعتبرونه مريضا ــ خارجا عن الخط العام ــ بحاجة إلى علاج...
ومن يدري؟؟؟... إذ استمريت على احتفاظي بخطي السياسي والذي أحاول بـه التقيد بالأخلاق والصدق والحقيقة الحقيقية والمبادئ والأصول.. قد أنهي هذه الحياة المتعبة.. بإحدى مصحات الأمراض العقلية... من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟!!!.........
وبعد كل هذا, وبالرغم من أنني لم أكن متفقا مح حكومة شاه إيران.. ونظام حكمه وسجونه.. ولكن جميع الحكومات (الإسلامية) بدءا من الإمام الخميني وحتى اليوم لم تطور الحريات العامة نحو الأفضل.. ومن ثم أضافت لقوانينها التعسفية الشريعة الإسلامية.. وأحكام الإعدام.. وتضييق الحريات العامة وملأت سجونها بالمعارضين من الأنتليجنسيا الإيرانية وغيرهم.. واغتيالات أعداء النظام بالخارج... ولكن هذا النظام عرف أسرار المتاجرة والمناورة.. واستطاع إن يصل إلى نتيجة ما يرغب بالنسبة لمشروعه النووي... وأعيد فتح الأبواب لـه بكل عواصم العالم... دون أن يعلم أحد حقيقة التبادلات والمصالح التي أينعت هذا الاتفاق...
وهنا هل نــســي العالم أن الدولة الإيرانية الحالية.. هي شــريك للنظام السوري.. وأول داعم له ماليا وعسكريا... وهل هذا الانفتاح الإيجابي مع الدولة الإيرانية.. سـوف يعطي مزيدا من الأوكسيجين للنظام السوري الحالي.. وخاصة بالمفاوضات (جنيف 3 أو 4 أو 5) النائمة بكوما سريرية.. وبأي اتجاه... إذ أن الصحف الإيطالية والفاتيكانية أعلمتنا أن البابا لدى استقباله للسيد روحاني.. طلب منه ــ جاهدا ــ السعي من أجل سلام عاجل بمنطقة الشرق الأوسط.. يعني بسوريا.. وأي نوع من ســلام سوف يكون.. سلام مقايضات تجارية براغمانية.. مبهمة.. قد يتابع الشعب السوري دفع ديمومة خسائرها؟؟؟...
وهنا يجب أن نعود لموضوع الأخلاق والصدق والحقيقة الحقيقية والمبادئ والأصول... بالتجارة والسياسة.. أو السياسة والتجارة!!!......
*************
عــلــى الــهــامــش :
ما الفرق بين مــرســي والــســيــســي؟؟؟...
أنت في مصر.. ببلد عربي إسلامي.. ومحرم عليك أن تفكر.. ومحرم عليك أنت تحلل.. وأكبر جريمة أن تعبر عما تفكر وتحلل.. وما ترى أنه خطأ أو صواب تاريخي.. اجتماعي.. معتقدي... وخاصة أن تقترب من موضوع ديــن الــدولــة...
الزميلة المصرية السيدة الكبيرة الرائعة فاطمة ناعوت.. حكمت عليها محكمة مصرية بالسجن ثلاثة سنوات.. بتهمة إزدراء الأديان (نـعـم).. لأنها كتبت بشهر تشرين أول ــ أكتوبر 2014 على صفحتها الفيسبوكية مقالا انتقاديا بعنوان " ذبح الأضاحي " ضد ذبح آلاف الخرفان بذكرى أسطورة إبراهيم!!!...
فاطمة ناعوت تحكم بالسجن لأنها نطقت بحقائق إنسانية.. ثار عليها بعض المشايخ المهلوسين السلفيين, والذين ما زالوا يفكرون ويفتون.. كأنهم ما زالوا يعيشون بصحراء الربع الحالي.. يتبعهم حكام وقضاة كأننا ما زلنا تحت حكم سي مــرســي...
مصر.. مصر التي كانت أم الحضارات.. ما زال قضاتها وحكامها يعيشون ويحكمون كأننا ما زلنا بداحس والغبراء.. كأننا ما زلنا بشريعة قطع الرؤوس والأيادي.. وقطع الألسنة.. وحبس الكلمة والتعبير.. كأننا عدنا خمسة عشر قرن يائسة بائسة إلى الوراء.. وممنوع على أرضها أي فكر منور وأية حضارة...
بدلا من تعليق أرفع الأوسمة وأنبل الرتب على صدر الإنسانة الحرة فاطمة ناعوت.. يحكم عليها بالسجن, لقولها حكمة صادقة صريحة واضحة...
اليوم القضاء المصري.. اسمه القضاء الإسلامي السلفي الرجعي.. ولا يمكن له أن يسمى القضاء المصري.. هذا القضاء الذي انتفض ضد السيد مــرســي.. محاولا إنقاذ حرية مصر والمصريين من جنازير أفكاره الرجعية... ها هو يعيد مصر والمصريين.. برضى سلطاته الهرمية العسكرية الحالية.. إلى أيام مرسي...
أدعو جميع الزملاء الأحرار بهذا الموقع.. استنكار هذا الحكم الجاهلي الجائر, ضد الزميلة السيدة فاطمة ناعوت, والتي أقدم لها كل تأييدي واحترامي.
ــ ســلــفــيــون Salafistes
عنوان فيلم وثائقي واقعي.. بدأ عرضه ببعض صالات السينما الفرنسية, بعد منعه لمن هم دون الثامنة عشر من العمر من وزيرة الثقافة الفرنسية.. بعد أن شجعت وزارتها إنتاجه.. نظرا للفظاعات المجردة المصورة بشكل واضح كامل, والتي قام بها مقاتلو داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش ومنافسو داعش وشركاؤهم بكل من سوريا والعراق وبعض تفرعاتها ببعض البلدان الإفريقية.. وثائق قام بتصويرها François Margolinوزميله الموريتاني Lemine Ould M Salim.
سبب اعتراض الوزارة, أن كل هذه المناظر التي تثير الرعب والقرف, والتي أراد المنتجون أن تبعد المشاهد الواعي, عن سياسة الإرهاب الإسلامي وفظاعاته.. قد تنعكس كدعاية مباشرة لـه, لدى النفوس الضعيفة... نظرا لأن فيديوهات داعش الهوليودية نفسها, مليئة عامرة بهذه الفظاعات بالذات.. كالصلب والحرق وقطع الأعناق.. لأنها هي نفسها تبثها بلا أي وجل أو تردد أو خجل.. بل تبقى وعلى جميع دعاياتها التي تبثها من ماركاتها المسجلة.......
المنع لمن هم دون الثامنة عشر... والنقاش الدائر بكل محطات التلفزيون والراديو والــنــت... ضجة كبيرة حول هذا الموضوع.. بالإضافة إلى تدخل الوزيرة... أصبح طبلا دعائيا صارخا يثير الفضول.. ورغبة الاطلاع.. ومشاهدة الفيلم...
الاســـتـــغـــراب.. والــفضــول............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. بـــمـــصـــر.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة صادقة إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟