أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر اسماعيل اليافاوي - في غزة الفقراء يتبرعون للفقراء














المزيد.....

في غزة الفقراء يتبرعون للفقراء


ناصر اسماعيل اليافاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غزة الفقراء يتبرعون للفقراء
بفلم د ناصر إسماعيل اليافاوي
قيل في أمثالنا الشعبية ما ذهب الفقر الى مكان الا وصاحبه "الكفر".، بل يقال ان الكفر هو من طالب الفقر بان يكون رفيق دربه في زياراته للقرى والمخيمات .
وكثيرا ما دفع الفقر اناسًا للكفر ، ليس بالضرورة ان يكون كفرا دينيا والعياذ بالله. ولكنه كفر بكل المستويات الوطنية والاخلاقية ، وكفر بكافة القادة الصنميين واوهامهم واكاذيبهم ، وغيرها من ادبيات الحياة الانسانية.
ومن رؤيتنا ومتابعتنا للواقع المعاش في بلادنا ،ادركنا يقيناً ان الفقر والكفر لا يمكن مواجهتهما بالأدعية والوعودات الفضفاضة فقط ، بل يواجهان بأعمال اصحاب النوايا الحسنة ، المتخندقين دوما وراء مصالح الفقراء والمحتاجين من ابناء شعبهم ، وخاصة أنهم اصبحوا في تسارع بعد الحروب والنكبات التي ألمت بهم في سنين العجاف التي شهدها قطاع غزة مؤخرا ..
هذا هو اختصار ما تقوم به بعض المؤسسات الوطنية والاعلامية في غزة ، وبشكل موضوعي اخص بالذكر ذلك الدور النبيل التي تقوم به إذاعة صوت الشعب من غزة ، وطاقمها الوطني الفدائي الذى يمارس دوره دون كلل ، وينحاز الى المحتاجين والفقراء ، ويبرز معاناتهم ومشاكلهم ويصرخون بصوت عالي ويطرقون جدار الخزان ، للوصول الى اهدافهم الوطنية ، ولا يهمهم الا مرضاه الله ثم ابناء الوطن ..
بالأمس القريب كانت الاذاعة تنادى بحملة البر والاحسان ، هذه الحملة التي تحمل الخير الى كل المناطق في قطاع غزة ، عبر فكرة نبيلة تقوم على أساس ملامسة شعور الفقراء ، وتتضامن معهم في ظل اجواء الفقر المدقع المتزايد وزحف البرد القارس الى القطاع. ..وكانت الاستجابة فقط من الفقراء استجابة لنداء صوت الشعب صوت كل الفقراء ...
شواهد واقعية من استجابة الفقراء لنداء صوت الشعب..:
في جلسه عصف ذهني ، ومن خلال نقاش حول واقع غزة التراجيدي ، ساقنا الحديث مع الصديق حسن جبر مدير اذاعة صوت الشعب ، وذكر لنا العديد من الشواهد ، مفادها ان الفقراء في غزة هم فقط من يتبرع للفقراء ، وعجبنا من تلك المعادلة الغزية ،ودلل لنا الشواهد المثالية التالية :
- طفل فقير يعمل بائع متجول لحلويات وسكاكر للأطفال في ساحة الجندي المجهول ، كان ثمار بيعه فقط 10 شواكل ، وتبرع بها كلها في مقر الاذاعة ..
- طفل آخر جاء من احدى المخيمات وباع جزء من المواد التموينية في بيتهم وتبرع بمبلغ 20 شيكل ..
- عجوز في أواخر عمرها جاهدت على نفسها وصعدت الي مقر الاذاعة في الطابق العلوي ، وكانت بصعوبة تتكأ على عصاها القديمة ، وتبرعت ب 50 شيكل لعائلة مريض من غزة ، و عجوز أخرى تبرعت ب 9 علب حليب لعائلة محتاجة ، و تلتها اخرى تبرعت بملابس العيد ..
- عامل بناء في مجال (القصارة ) تبرع بأجره عمله كاملة لمساعده اسره فقيرة، بمجرد سماعها لمناشدة الاذاعة ..
- مدير مدرسة يحرج طالب فقير ويضغط عليه بدفع الرسوم المدرسية ، واحيانا يهدده بالطرد والفصل فما كان من الطلاب الفقراء في المخيم الا جمعوا مصروفهم اليومي ، ودفعوا الرسوم عن الطالب الفقير دون ان يدري ..
تأسيسا لتلك الشواهد الحية ، نرى ومن خلال خبرات سابقة وحالية ، ان الفقراء هم من يشعرون بأحوال بعضهم ، ورغم حاجاتهم الا ان قيمهم وكرمهم غلبت اصحاب رءوس الاموال الجبانة ، الذين يكدسون اموالهم ولا يخرجونها الا للتباهي والتفاخر ، وللسادة المنتصبين على كاهل وعاتق الفقراء نقول (ان الفقر والحاجة هما بيئة خصيبة لنمو الكفر ، حتى ذلك الكفر الذي يلبس لبوس الدين ، فالجوع ابو الكفار والفقر والجوع والكفر حلفاء فهل يدرك الدعاة ؟؟
ثمة من يدعمون الايمان ، ويحارب الكفر عبر محاربة الفقر لكنهم بحاجة الى دعمنا ، دون النظر الى مبلغ الدعم فالقليل الكثير يصبح كبيرا ودرجة البر والاحسان رحلة جديرة بالاحترام والتقدير ، فهي ليست صدقات مؤقتة بل وسائل تعمل على ديمومة التكافل ، وتساهم في علاج الكثير من الآفات الاجتماعية ، وتعيد النسق القيمي الى اصوله وتحارب تبدل القيم الذى زرعه فينا الانقسام ، ولفرسان صوت الشعب نقول انكم تستحقوا منا كل الاحترام ونطالبكم بالاستمرار في نهجكم ..

ولا يكفي الشكر والمراقبة من بعيد فقط ، ولكن المطلوب وتحديدا من كافة المؤسسات الاجتماعية والحزبية ، واصحاب الشركات والمصانع ان تلتفت الى حالات النجاح تلك ، ويعرضوها من اجل نشر ثقافة التفاؤل والامل وسط هذا الاحباط الرهيب.فى مجتمعنا المنكوب ..
أمين عام مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين



#ناصر_اسماعيل_اليافاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاصات الحرب الرابعة على غزة
- الحرب على مخيمات الشتات هدفها اسقاط حق العودة
- الحرب الباردة السعودية الإيرانية وانعكاساتها على المنطقة (قر ...
- الحرب الباردة التركية الروسية وانعاكساتهاا العالمية (قراءة ت ...
- إسرائيل وأباطرة الاستعمار وعولمة الارهاب (قراءة تحليلية)
- انتفاضة القدس والانتخابات الأمريكية
- انتهازية اسرائيل ولعبة تشويه المقاومة الفلسطينية (قراءة تحلي ...
- قراءة في رسائل المقاومة (السياسية والأخلاقية)نابلس والخليل ن ...
- رسالة من فوق الماء الى امراء النميمة
- انتفاضة أم هبة جماهيرية ؟ قراءة سياسية في تضارب المصطلح والم ...
- في ذكرى وعد بلفور ( فلسطين بين أربع وعود) قراءة تاريخية تحلي ...
- لا حل في القدس إلا ؟؟ قراءة في المعتقدات القيمية التربوية لل ...
- سيناريوهات اغتيال النائب العام المصري
- باشوات غزة الجدد
- المواطن بين الأنامالية والرغبة بالتغيير
- حمار أبو لمونة وازمة غزة
- الخيارات الفلسطينية بعد إفشال مشروع انهاء الاحتلال بقلم د نا ...
- حرب داعش والدولار الأمريكي
- انتصار المقاومة في حرب الادمغة بغزة
- جولة في مولات ومنتجعات بني برجز


المزيد.....




- رياح عاتية تقتلع سقف منزل متنقل وسط عاصفة خطيرة بأمريكا.. شا ...
- هل لا تزال أمريكا وجهة مفضلة؟ هكذا سيتنازل السياح عن أحد بلد ...
- قرب الحوثي وإيران.. تفاصيل نقل أمريكا قاذفات الشبح -بي-2- إل ...
- الغضب يمكن أن يساعد في تخطي الحزن.. فكيف ذلك؟
- نفتالي بينيت يطلق حزبا جديدا.. والاستطلاعات تظهر خطره على مق ...
- هنغاريا بصدد تعليق جنسية فئة من مواطنيها
- لوكاشينكو يهنئ بوتين بذكرى تأسيس اتحاد روسيا وبيلاروس
- زلزال ميانمار.. رجال الإنقاذ الروس مشطوا أكثر من 62 ألف متر ...
- أوكرانيا وروسيا تقدمان شكاوى للولايات المتحدة بشأن استهداف م ...
- قاضٍ أميركي يرفض نقل قضية الطالب محمود خليل إلى لويزيانا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر اسماعيل اليافاوي - في غزة الفقراء يتبرعون للفقراء