ترانيم من اجل الشيطان

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 01:48
المحور: الادب والفن
    

(افضل اللجوء الى الجحيم طواعية بدلا من اقتيادي الى الجنة مكبلا باصفاد انه حق الرفض الذي يقيم الاثبات الشرعي لحرية المرء ويضفي على الانسان انسانيته) اتريس سعيد

كم انت كريم ايها الشيطان لتستحق كل هذا المديح الروحاني
امجدك من اجل مروقك الزئبقي الاشوس
يا سيد الخطيئة البيضاء
اعشق قذارتك المقدسة التي تضرم في روحي نار المجون
اتوسل اليك ايها الملاك المبجل
ان تفتح لي ابواب جهنم المقفلة بالرعب الرهيب
حرر روحي من اوهام الخير و الشر الرمادية
واجعلها ترتوي من عطش الجحيم كي لا تشرب كاس الخنوع
اغمرني في نزوات الوجود الباقية
ليباح لي كل شيء بقدر اللهفة
ادرك تماما ان لا مكان لي في هاته الجنة الهمجية
انت ناي سحري بين انامل حريرية لعذراء تسمر مع الضوء في نافذة البدر
انت نسمة الرياح الحبلى بروح الزهور التي تلامس وجنتي الربيع
متخللة شعره الابيض الناعم الممزوج بوميض ذهبي
انت شوكة ثاري المقدس المسلولة من غمد موت محتوم في برج السرطان
انت كبريائي الجارح الذي يذوذ عن يمامة كرامتي البيضاء
التي تتفوق في نصاعتها على ثلوج جنة اله
المطوق باغلال ظغائن سرائركم الميتة
واصفاد ضمائركم المتعفنة التي تفوح بنتانة همجيتكم الفظيعة
يا جذوة الضوء المقدسة التي تدحر ظلام الافئدة الرهيب
وتجثت جذور الخوف المريع من روح البشر
انت بريق الثورة الذي يسكن عيون النشامى
في نظرات شامخة تسموا على مجد النجوم
ويطربها الحنين الى الانعتاق
انت سفينة الخلاص التي تحمل روحي الى المنافي البعيدة
حيث جزر السكون المحصنة عن صخب الجهلاء
انت عبقريتي الخالدة العارية من اسمال النفاق
انت ريشتي الاسطورية التي تطرز اشعار الخلود
بماء الذهب الخالص على صفحات التاريخ
انت مرفا المجد الذي سيحتضن سفينتي القادمة من حيث لم اعد اتذكر
انت تعويذة انتصاري الموشومة على جمجمة الزمن
ايها الشيطان
ايها الملاك المبجل
ايها القديس الورع
احرق جراح ذاكرتي المتورمة بالم ايام العصيبة
وامنحني نعمة النسيان
وابهجني بلعنتك المباركة
لتتفتق شرايين روحي الحالك بنشوة ملائكية
اشرب نخبها في اقداح جنوني المقدس رفقة السكون والكلمات

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات