أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حكم مبارك عقب اغتيال السادات















المزيد.....

موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حكم مبارك عقب اغتيال السادات


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاض – جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى - العدد 39- نوفمبر 1981 – طبعة الخارج
الجمهورية الرابعة في مصر ... تجد رئيساً !
من سخريات دولنا النامية حقا، أن يجد أمرئ نفسه رئيساً فى ظروف غامضة .. حيث تلعب الصدف بحرية تامة العابها ، على أرض تنكمش فيها الحريات الديمقراطية ، وأصول الحكم الى ركن ناء ، قد يكون رفوف المكتبات أو باحة الزنازين الرطبة ... فمن الطريف حقا أن نجد محمد حسنى مبارك رئيسا للجمهورية ، لسبب عابر ، هو أن الرئيس الراحل قد رفعه من مكتبه بالقوات الجوية الى سدة الحكم دفعة واحدة . أما ، لماذا فعل ذلك فهذا من الأمور التى لا يسأل فيها رئيس الجمهورية من زمن عبد الناصر ، وتتكفل بالاجابة الشائعات ، والنكات الشعبية ... وعلى كل حال فان الحظ قد لاقى الرئيس الحالى ، حيث أن موت رئيسه أتى بعد سنوات من التدرب الفعلى بموقع نائب رئيس للجمهورية ، معتمد عليه فعلا لا مجرد صورة كما كان يحدث من قبل .
لحظة أتى السادات ، ولحظة أتى مبارك :
احدى عشر عاما قد مضت بين هذى وتلك ... وشتان بين اللحظتين ... سواء من ناحية طابع الفترة التى سبقت كل منهما ، أم طابع الزعامة خلالهما ، أم الاحتمالات المختلفة التى تكتنفهما ... ويأتى بعد كل ذلك خصائص الفردين المدعوين للرئاسة ، السادات وقتها ، ومبارك الآن ....
لقد أتى السادات على تراث طويل من انجازات الناصرية ، بينما تحاصر هذه الانجازات أزمة خانقة سياسية واقتصادية ، أزمة احتلال التراب الوطنى بعد الهزيمة ، وأزمة اقتصاد ينمو فى طريق مسدود ، وتخفق خططه المتتالية ... وكانت الامكانات الموضوعية التى ورثها السادات تتضمن أسباب ووسائل مواجهة الازمة السياسية عن طريق الضغط العسكرى ، فى اطار تسوية سياسية محتملة ، تتطلب انعطافا حادا لما مثلته الناصرية ذاتها ....وكان النظام الناصري يسعي فى الاتجاهين ، يعد الجيش لمعركة جادة وان محدودة ، ويعبد الطريق لاحتمالات تسوية سياسية على أساس القرار 242 بما تعنيه من مخاطر ، واحتمالات متعددة . وكان الكثير من الاتجاهات البرجوازية ، تنتظر الخلاص ، من المأزق السياسي الاقتصادي الذى وضعت فيه الهزيمة البلاد .... بينما كانت الاتجاهات الثورية حقاً فى مصر تناضل من أجل قطع الطريق على التسوية دافعة الطاقات الوطنية للنظام الناصري لأقصى ما يمكن لوضع العقبات أمام أي تراجع له ... لقد كانت لحظة رحيل عبد الناصر اذن – بعد مجازر ايلول الهاشمية – فى لحظة تمور بالاحتمالات ، وتتعاكس الميول بين احتمال استكمال النضال الوطنى على حساب الطبقة الحاكمة ، أو خروج الطبقة الحاكمة من أزمتها القاتلة ( الهزيمة ) على حساب القضية الوطنية ( الاستسلام ) ... ولم يكن عبد الناصر ساعة رحيله قد حدد الاتجاه نهائياً وقطعياً ، وان وفر العديد من الشروط طبقياً ، وسياسيا ، وتنظيمياً ، لصالح امكانية الحرب ، والخروج من أزمة الهزيمة ، دون استحالة تطور النضال الوطنى على حساب الطبقة الحاكمة . أيا كانت رغبات عبد الناصر وقتها ....
حين أتى السادات اذن لم يكن أمر التحولات والوثبات الكبرى ، ابن صفاته الشخصية ، أو امكاناته المختلفة فقط ، بل هو قد وظف كل خصائصه للاستفادة بظروف ورثها عن الزعيم الراحل ونظامه ، حاسما الامور استراتيجيا لصالح الخروج من أزمة الطبقة على حساب القضية الوطنية ، والطبقات الشعبية ، وشرع فى انتهاج التاكتيكات المتنوعة لخدمة هذه الاستراتيجية الواضحة ، ولن ينسى أمرئ تاكتيك حرب أكتوبر بالذات ، وكيف سهل للسادات جملة من أزماته الداخلية ، والخارجية بينما أودى ببلادنا الى مأزق تاريخى رهيب ، بالرغم من أنها كانت حربا حقيقية ، وقاتل فيها جنودنا ببأس القتال .

مبارك إلى أين:
ملخص القول أن السادات قد أتى بينما هناك احتمالات لتطور عميق في لحظة تاريخية تميل فيها البرجوازية المصرية بمجملها الى الانعطاف غربا ، ويسهل الطريق وقتها ، صوت عبد الناصر ، الذى كان يمثل بتاريخه الوطنى ونفوذه الشعبى الهائل ، أحد المكبلات والعوائق فى معدل سير وتحقيق الميل غرباً.... ولهذا اعتبرنا موت عبد الناصر شيئاً سيئاً . رغم كل ما نهضنا به من مقاومة – من موقع اليسار – لنظامه . أما مبارك فانه لا يأتى على احتمالات مفتوحة على المصراعين كمثل التى أتى فيها السادات ... فالخيار الاستراتيجي قد انتهى بالنسبة للطبقة الحاكمة ، وحلفها الضيق من زمن ، وأعيد صياغة الكثير على ضوء هذا الخيار ، وما وصول مبارك نفسه نائباً في البداية الا قرار ضمن آلاف القرارات التى أطاحت بطاقم كامل من رجالات عصر ، وفتحت طرق الصعود وفيرة أمام جملة من أتباع عصر جديد ... أما الخطوات العديدة والراسخة التى خطاها النظام على أساس الخيار الاستراتيجي المذكور ، فانها لا تفتح أى مجال لأى أوهام مرحه عن انعطاف كبير معاكس للسادات يمكن أن يذهب اليه مبارك أيا كانت صفاته الشخصية غير المعروفة . وأيا كانت دواعى تمييز نفسه فى اسلوب الحكم حتى لا يصبح خيالا للقتيل .
كيف سيميز مبارك نفسه وآفاق التغير المرتقب :
لا انعطاف أساسى لمبارك عكس نهج السادات كما قلنا ، لكن ليس معنى ذلك أنه لن يأتى بجديد ، بل هو سيقدم قطعاً على تغييرات عديدة . وقد يكون منها الكبير . لكن جوهر الأمر أنها ستكون جميعاً على نفس النهج الاستراتيجى وتوغلا فيه...
صحيح بأن هامش مناورته محدود بالذات فى اللحظة الراهنة عقب رحيل القتيل مباشرة بعد أن أوصل له جميع الأمور الى ذروة حادة ، يبدو أى تعديل فيها ،- كالافراج عن المعارضة مثلا – انعطافا حاداً ، لا يقدر هو نفسه على مواجهة نتائجه في لحظة يعلم فيها أن مجموع النظام قد ضعف بفقد الزعيم المتسلط وبالصورة التى فقد بها ... لكن الأيام المقبلة ستسمح لمبارك بالمناورة . فليس هناك ما يلزمه ازاء المعارضة الشرعية أن يسلك السلوك الهمجى الذى سلكه السادات ، ومن المغرى جدا فى ظروف الضغط الراهن أن يشدد ضربه الى الاتجاه الدينى المتشدد ، واليساري . مع مغازلة اتجاه ليبرالي بائس ، كمثل ما ظهرت بوادر لذلك فى مقابلته لابراهيم شكرى .
ومن المغرى حقا لمبارك ، من أجل فك اطار العزلة ، واحكام حلقات الأمن الامبريالي الذى ربط أمان نظامه به ، أن يلجأ للسعى النشيط للالتقاء مع السعودية ، وهذا أمر مرجح ، ومطلوب على جدول الأعمال الامبريالي أصلا من قبل موت السادات . لكن موته يتيح تحقيق الأمر في مدى زمنى مختلف ، وباخراج جد مختلف ، حيث يتم تمرير الحلف الامبريالي الصهيوني الخيانى الرجعى بين قرع طبول "العودة الى الصف العربي " الدراماتيكية ، والتى تخلب لب القومي البرجوازي الصغير ، وتجعل الدموع تطفر من عينيه تأثراً وفرحا بلقاء الاخوة !! ان موت السادات يتيح فرصة مواتية لتنازلات شكلية في المستقبل شريطة أن تكون فى جوهرها تمكينا للنفوذ الامبريالي بالمنطقة ، وعلى حساب كل نضال ثورى بها سواء كان ذلك بانتقال الرجعية العربية الى معسكر داوود أم بانتقال رجال كامب ديفيد الى معسكر فهد ... فالهدف المباشر قابل للالتقاء ، وأشكال الوصول له قابلة للاجتهاد ، ولسوف يبدأ مبارك في تمييز نفسه ، فلن يظل يتعامل بروح نائب القتيل هذه المرة ، بل سيتعامل كرئيس صاحب شخصية ، ونهج ، وفلسفة ... لكن لن يرتد أبدا عن نهج سلفه ، وسوف يروح يمنة ويسرة ، ويندفع متوغلا الى الامام بمزيد من الاعتماد على اعدائنا بسبب ضعفه ، وهكذا سنشهد راقصا جديدا لا يخلوا من وقار على سدة حكم الجمهورية الرابعة فى مصر ....




#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى إزاء المضمون الطبقى للثورة ال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الفتن الطائفية فى عهد السا ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...
- سلطة البورجوازية البيروقراطية فى مصر واشباح الانتفاضة الشعبي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وذكرى انتفاضة 18 - 19 يناير 1977 و ...
- 10 اعوام من النضال الثورى المتواصل 8 ديسمبر 1969 - 8 ديسمبر ...
- الفهم الثورى لقضية وحدة الشيوعيين في مصر - حزب العمال الشيوع ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى مرآة الصحافة البورجوازية والتحر ...
- نقد مسألة التحالفات من منظور حزب العمال الشيوعى المصرى
- موقف من وحدة الحركة الشيوعية المصرية - حزب العمال الشيوعى ال ...
- الإنتفاض جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – طبعة الخارج الثل ...
- موقف من وجهة النظر القائلة بسلطة البورجوازية الصغيرة فى مصر ...
- موقف من مهمات النضال الفلسطينى - شيوعى مصرى - حزب العمال الش ...
- فى ذكرى تأسيس حزب العمال الشيوعى المصرى - 8 ديسمبر 1969
- الاتحاد السوفييتى فى مرآة الدستور الجديد - ليون تروتسكى
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من حكم مبارك عقب اغتيال السادات