فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 17:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمکن إعتبار خضوع العراق للنفوذ و الهيمنة الايرانية بعد سقوط النظام السابق و الاحتلال الامريکي للعراق، أسوء عهد مر به خلال التأريخ المعاصر له، ذلك إنه شهد ترديا و تراجعا في مختلف النواحي بحيث يمکن ملاحظة ذلك في کل مرافق الحياة.
تتبع أوضاع العراق منذ سيطرة النظام الديني المتطرف في إيران عليه و سعيه من أجل فرض مفاهيمه و أفکاره المعادية للإنسانية و التقدم و الحضارة على الشعب العراقي قسرا، نجد إن هذه الاوضاع تسير من سئ الى أسوء مع مرور الزمن، غير إن ماقد حصل للعراق في ظل عهد روحاني الذي تم تسويقه على إنه رئيس إصلاحي و معتدل و يبشر بعهد جديد، کان الاسوء بجدارة من بين کل العهود السابقة.
المثير للسخرية إنه وفي الوقت الذي نقارن أوضاع العراق بين عهد روحاني"الذي يزعم الاصلاح و الاصلاح"، وبين عهد سلفه أحمدي نجاد"المعروف بالتشدد و الانغلاق"، فإننا نجد"وهنا المفارقة"، عهد أحمدي نجاد هو الافضل و الارحم بالنسبة لشعب العراق، ففي ظل عهد روحاني شهد العراق تصعيدا طائفيا مقيتا تطور الى توفير الارضية المناسبة لدخول داعش للعراق و إستيلائه على مساحات واسعة من العراق رغم إن دخول هذا التنظيم الارهابي لم يکن ببعيد عن مخططات و أحابيل النظام و دسائسه.
التصعيد الطائفي و المواجهات الدموية التي رافقته، تزامنت مع سيطرة الميليشيات المتطرفة الارهابية التابعة للنظام الايراني على الاوضاع في العراق بشکل أو آخر، کما إن العراق قد شهد ممارسات أخرى معادية للتقدم و الحضارة و حقوق المرأة بشکل خاص، ففي ظل عهد روحاني (المعتدل!) شهدنا مساعي تعسفية من جانب الميليشيات و الجماعات المتطرفة التابعة للنظام الايراني من أجل فرض الحجاب على النساء و کذلك منع الغناء و مظاهر الثقافة و التقدم، کما إن فرض تعدد الزوجات و زواج القاصرات صار أيضا من ضمن الظواهر المعروفة في العراق في ظل عهد روحاني.
المآسي و المصائب المختلفة التي مرت بالعراق في ظل عهد روحاني، هي شواهد و أدلة عينية على کذب و زيف مزاعم الاصلاح و الاعتدال، والاجدر بالدول الاوربية وهي تستقبل هذا الداعية الکذاب و المزيف أن تستحضر أمامها ماقد جرى للعراق في عهده الاسود فهو يوضح حقيقة و واقع مزاعم روحاني.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟