مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 16:12
المحور:
الادب والفن
(روحي وقلوبي السبعة)
مراد سليمان علو
كنت في موقف لا أحسد عليه لاسيّما، وحكاية غرامي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها المفجعة، فقررت أن أنام طويلا لأريح فكري المجهّد حتى تكون محاولتي التالية للفوز بقلب من أعشقها محاولة أخيرة جادة. وقبل أن ابدأ بالاستسلام لسلطان النوم سمعت الحوار التالي بين روحي وقلبي:
ـ لقد سئمت من ضعفك أيها القلب كما سئمت من كل القلوب الذين عاشرتهم قبلك.
ـ وكم من القلوب عاشرت أيتها الروح.
ـ أنت القلب السابع الذي أدخل فيه، وأنك لأكثرهم ضعفا.
ـ ولكنك لا تدخل في القلوب فقط، فاني أراك في كل الأعضاء، وما أن يتلف أحدنا حتى تتركنا جميعا، وتغادر الجسد مسرعا، وتتجرأ على اتهامك لي بالوهن.
ـ لست هنا بصدد مناقشة الموت معك، فموتك هو حياتي، ولكن حياتك هي التي تعنيني، وهي التي أتحدث عنها.
ـ ولكن الحياة معك موت. إذا كنت تتحين الفرص للخروج.
ـ لكم أنت مسكين يا قلبي إنما أتحدث عن حياتك أنت. قل كيف يستدل على نبض الحياة فيك؟
ـ بالحبّ يا روحي.
ـ والآن ألا ترى معي إن هذه الذات التي نسكنها أنا، وأنت لا تجيد التعامل مع الحبّ يا قلبي.
ـ يا روحي أنا مستعد أن أوهب نفسي لأحدهم. هكذا اُسْعَدُ بالحبّ، فأنت مثلا: حين قلت لي يا قلبي. سررت بذلك لذا تريني أستمتع بالحديث معك رغم يقيني بأني لست قلبك.
ـ ولكني روحك أسكن فيك كما أسكن في بقية أخوتك الأعضاء، وها أنت تحاول أن تتجنب الحديث عمّا أثرتك من أجله.
ـ ما أعرفه إنك تتحيّن الفرصة المناسبة لتخرج من جسد هذا المسكين، وأرجو أن لا أكون أنا السبب في خروجك هذه المرة.
وهنا سكتت الروح قائلة مع نفسها بفرح: "سأخرج قريبا من هذا الجسد لأطوف في أماكن يجهلها هذا القلب المسكين، كما يجهل بأنها المرة السابعة التي أكرر بها نفسي فيه، ولن يدرك ذلك ما لم أعيد له ذاكرة حيواته السابقات". وفي نفس اللحظة أشاح القلب بوجهه وهو يهمس قائلا: "يا للروح المسكينة لا تدري بأن القلب أصمّ وما أنا إلا إحدى ذواتها أكلمها."
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟