بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 12:40
المحور:
الادب والفن
56 ــ والاديبة فائزة الداؤود في الحياة هي ذاتها فائزة الداؤود في رواية " طريق العودة " من دمشق إلى العرقوب والمتمثلة بالنجمة فاتن التي تقول عنها ( جنيّة ترفض الخرافات والاساطير . وهي لا تعيش الغيرة .. وتحيا بالعمل والامل , وقد هربت من اهلها لتقف امام أعين الإنس ، ثُمّ تختفي فجأة لتبقى حُلُماً يُدغدغ مشاعر الشباب . وتمتلك كُلّ وسائل الإغراء والقدرة على ممارسة فعل الحب ّ ، والزواج اكثر من مرّة ) وظلّت المآسي والكوابيس تطارد فاتن في اليقظة ... والحلم . وقد فقدت تباعاً عشيقها ومحبوبها علاء وزوجها عدنان ، وابنتها ،وولدها الوحيد وتعرضت لإطلاق رصاصة من بندقية غسّان شقيق المرحوم زوجها والتي استقرت في اعلى ساقها وقد سال دمها الاحمر على الارض العطشى وكان أهل قريتها ومختارها وشيخها يتمنون لها الموت كي يستريحوا من الأنثى الوحيدة المشاغبة على سلطة الآباء والرافضة لأعرافهم وتقاليدهم لقد بدأت حياة فاتن tragic وانتهت comic حيث شيدت مع زوجها عماد farm house. وفاتن التي عادت من دمشق إلى قرية العرقوب كانت تظنّ " أنّها لن تحبّ مكانا كما احبّت دمشق ، تجد نفسها جسداً وروحاً في المزرعة التي كانت بالنسبة إليها الجذور الاولى والدفء اللامتناهي ... والتجدد... والعطاء" وانجبت طفلين وحوّلت مزرعة العرقوب إلى لوحة تشكيليّة احتوت جميع الممالك العضويّة وقد رسمتها " أنامل لا مرئيّة تنشر الجمال والدفء في كلّ الأشياء والكائنات " وبقيت فائزة الداؤود طلقة فكريّة تُغرّد خارج السرب المألوف . وهي لا زالت واثقة من ذاتها ومشيتها ورياضتها ، ورائعة بصوتها وكلماتها الدافئتين ، وظلّت قامتها الفكرية مثيرة للدهشة ... ومالكة خيالاً واسعاً ، وحسّاً نقديّاً واقعيّاً، وإرثاً ثقافياً معرفيّاً متفائلاً ، ومتجدداً تجدد مياه نهرٍ... دائم ...الجريان . الجريان .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟