أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة الايرانية ومن زعامة الخمينى















المزيد.....


موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة الايرانية ومن زعامة الخمينى


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاض – جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى -العدد 23 – السبت 8 /11 / 1979- طبعة الخارج
كل الدعم لنضال الشعب الايراني ضد التهديدات الامريكية - بقلم سميح يوسف
ان الصدام المؤخر بين النظام الايرانى الجديد والامبريالية الامريكية ، نقل الوضع السياسي فى ايران الى حلقة جديدة ، يمكن للطلائع الشيوعية واليسارية ، لو أحسنت الاستفادة من هذه اللحظة ، أن تصنع أساسا متينا ، لتشديد نضالها من أجل الجمهورية الديمقراطية ، المستقلة حقاً ، من أجل فتح الباب واسعا للنضال من أجل الاشتراكية .
ان موقف حزبنا اذ يفصل بشكل قاطع بين القيادة الخمينية البرجوازية ، وبين الطبقات الشعبية الايرانية وطلائعها الثورية ، ومن كل القوميات ، يقدم كل تأييده ودعمه لهذه الاخيرة ، ويؤيد بالاخص نضالها من أجل جمهورية ديمقراطية غير اسلامية لا يمكن أن يكون على رأسها ، وفى قيادتها ، الخمينى وأمثاله من قادة ورموز الطبقات الاستغلالية ، والذين لايمكن أن يقودوا البلاد الى معركة النضال الحاسم مع الاستعمار الغربى ، من أجل استقلال جذرى ناجز ، للبلاد ومن خلال أوسع انفتاح على طبقات الشعب الايرانى من كل القوميات ، ومن أوسع انفتاح على المعسكر الاشتراكي الحليف الذى لا غنى عن التحالف معه ، فى أى معركة تحرير وطنى حقيقية ، جاده مخلصة ، وعلى أساس من هذا الفصل القاطع فاننا لابد أن نرحب بالمد الوطنى الشعبى العارم فى ايران فى مواجهة الامبريالية الامريكية ، دون ان نؤيد بالطبع الاشكال المسرحية ، الاستعراضية ، التى تقوم بها القيادة الدينية ، بديلا عن المواجهة الحاسمة المتماسكة مع الامبريالية الغربية ، والتى قد تصنع ذريعة لنوع من الاعمال العسكرية الامريكية ، فى حين أنه ليس من البطولة الوطنية على الاطلاق تقديم ذرائع مباشرة وسهلة للامبريالية الامريكية دون أى مبرر قوى ، من طلائع مصالح الشعب الايراني ، وأقصد بالذات عملية احتجاز الرهائن الامريكية مستبعدا أى اعتبارات انسانية أو أخلاقية ، لا مجال لها أصلا مع عملاء للمخابرات المركزية الامريكية .
ولكن قبل الاستطراد فى التعليق على حادث السفارة الامريكية ، لابد من القاء الضوء على مقدماته ، أى التطورات التى جرت على تفاصيل البنية السياسية للنظام الايرانى الجديد .
نتج عن الانتصار الكبير ، المتمثل فى الاطاحة بحكم الشاه استلام تحالف رجال الدين – الجبهة الوطنية للسلطة ، معبرين عن مصالح أقسام عريضة من الطبقات البرجوازية الاستغلالية القائمة قبل سقوط الشاه بالطبع ، وبعد تطهير جهاز الدولة من الطغمة المحيطة بالشاه المخلوع ، ولم تكن هذه الشرائح منسجمة على كل السياسات ، والتكتيكات ، سواء على صعيد السياسة الخارجية ، أو الداخلية المترابطتين، ويمكن تمييز جناحين أساسيين : جناح مدنى ( حركة تحرير ايران ، وأقسام أخرى من الجبهة الوطنية) ذو توجه غربى أمريكى واضح ، له امتداداته الدينية ، وبالأخص التيار الذى يمثله شريعتمدارى ، وجناح الخمينى ، الذى لا يمكن وصفه بممثل البرجوازية الصغيرة كما تروج بعض الاتجاهات اليسارية الاكثر عداء للامبريالية الامريكية من منطلقات مثالية ، اسلامية طوبائية ، وانطلاقا من احلام اشعال ثورة اسلامية شاملة فى العالم الاسلامى ، لا هى شرقية ، ولا غربية ، ولكن هذه الاوهام الايديولوجية لا يمكن أن تجعل آية الله الخمينى محلقا فوق الطبقات ، فهو كان وسيظل معبرا عن مصالح البرجوازية الايرانية ، طالما " أن شعاراته ليست موجهة ضد الرأسمالية ، فهو المعادى للشيوعية " المعسكر الاشتراكي" وللحقوق والحريات الديمقراطية ، ولحق القوميات فى تقرير المصير، والمعادي للمطالب الاقتصادية للجماهير الشعبية فهل تخرج هذه الخطوط العريضة للبرنامج الخمينى عن نطاق برامج البرجوازيات المتخلفة ، والتى تحتفظ بالمفاهيم والافكار ما قبل الرأسمالية ، وتقف ضد تحقيق اصلاح زراعى ديمقراطي يحل المسألة الزراعية فى البلاد ، مستبقية أشكالا من العلاقات الانتاجية ما قبل الرأسمالية ، وما يمثله ذلك من عقبات مادية فى مواجهة النضال الديمقراطي ، ثم النضال من أجل الاشتراكية .

وقد كشف أدبنا الحزبى السابق ، المستوى والمدى ، الذى لا يمكن أن تتجاوزه القيادة الدينية خمينية الطراز فى معاداة الامبريالية الامريكية وبالأخص لأن هذه القيادة ( سطر غير مقروء فى النص ) .........
توصد الابواب أمام المعسكر الاشتراكي ، الاحتياطي الاستراتيجى للنضال الوطنى المتماسك ضد الامبريالية ، ولانها لا ترضى بديلا عن الديكتاتورية الاسلامية ، فى مواجهة أبسط الحقوق والحريات الديمقراطية ، للطبقات الشعبية وممثليها من القوى الثورية . وهنا لابد أن نوضح أن هذين الجناحين الاساسيين فى السلطة الايرانية ( فى الحكومة ، فى المجلس الثوري ، فى قيادة الجيش ) ليسا بالجناحين الصافيين المتبلورين . الخمينى أكثر كل هؤلاء تطرفا وعداءا للأمريكان ، محاط مايزال بالأنصار الامريكيين المشبوهين : ( يزدى ، مشمران مايزالا عضوان فى المجلس الثوري "، قطب زاده " وزير الاعلام ثم المشرف على الخارجية") . أما حركة تحرير ايران ذات الميول الغربية ، التى يمثلها بازرجان المستقيل ، فهى لم تنح من مواقع السلطة ، منها ( حسن جيبى الناطق الرسمي باسم مجلس قيادة الثورة ، وسنجابى المسئول عن التخطيط والموازنة ، وعلى أكبر معين خان المشرف على شئون البترول ، وأخيرا صادق قطب زاده ( لاحظ أنه من المقربين للخمينى ، اضافة الى الكثير من الكادرات الادارية المنتشرة فى الوزارات) ( النهار العربي والدولى 3/12/1979) وهكذا نلاحظ أن استقالة حكومة بازركان ، لا تمثل عزلا نهائياً لهذا الاتجاه ، ولا يفسر الاستقالة الخلاف على الاحداث الاخيرة الخاصة بالسفارة فحسب . فمن المعروف ان المجلس الثورى هو القائد الفعلى للبلاد منذ فبراير الماضى ، وأن الحكومة المؤقته ، كان لابد أن تخلى المسرح من لحظة الى أخرى ، وبالأخص فان الدستور الاسلامى الذى أقر عبر استفتاء عام ( رغم المقاطعة الواسعة له من قبل القوميات المضطهدة ، وبعض القوى اليسارية ) جاء يؤكد على سلطة رجال الدين المباشرة .
كما يجب أن نلاحظ أن عدم تبلور الأجنحة نابع من محاولة الخمينى امساك العصا من النصف ، كما يقال ، الامساك بكل الخيوط والاتجاهات السياسية والدينية الممثلة فى السلطة ، ليحافظ على زعامته الروحية للشعب الايراني كأساس لأحلامه حول زعامته للعالم "الاسلامي" !!
ولو وصلنا الى سؤال : لماذا قدر الخمينى قبول استقالة بازرجان ، واضاءة الضوء الأخضر ، لاحتلال السفارة الامريكية ، فان الاكتفاء بالاشارة الى وصول الشاه الى الولايات المتحدة ، لن يصل الى جوهر التناقض الذى تعانى منه السلطة الايرانية ، وبالأخص الزعيم الدينى " الخمينى " فوصول الشاه لأمريكا هو فقط الذريعة ، لغرض فى نفس ( الخمينى) ، والغرض هو تثبيت سلطة رجال الدين ، وهو أمر ذو وجهين ، والتركيز على وجه تسعير العداء للامريكيين فقط ، لن يساعد القوى الثورية الايرانية ، على تحقيق أسرع فصل ممكن ، بين القطاعات الجماهيرية الواسعة التى تأتمر بأوامر الخمينى ، وبين القيادة الدينية ، لمصلحة الانتصار الحقيقى فى المعركة مع الامبريالية الامريكية نفسها فى ارتباط ذلك بتحقيق المصالح الفعلية للطبقات الشعبية ، والقوميات المضطهدة فى ايران .

فليس صحيحا ما يروجه بعض المحيطين بالخمينى ، بأن الصراع على قمة السلطة كان مؤجلا طوال العشر شهور الماضية ، أى الصراع مع الاتجاهات الموالية للامريكيين ، فاتجاه الخمينى قبل عشرة أشهر كان أقوى وأكثر جماهيرية بما لا يقاس من الآن . والعلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة على مر العشر شهور الماضية – جرت تحت سمع وبصر ، وموافقة آية الله الخمينى ، وكذلك كل العلاقات السياسية والاقتصادية مع المعسكر الامبريالي الغربي ، وبالأخص تدفق البترول ، وتحت قيادة الخمينى تم تجديد الحملات تلو الحملات على القوميات المضطهدة وبالأخص الأكراد ، والعرب ، وكانت تصريحات الخمينى واضحة ضد القوميات المضطهدة ، والقوى الديمقراطية والشيوعية التى لم ترضخ ، ولم تقبل بالدور الذيلي ، الذى يفتخر به حزب توده المراجع ، الخمينى وليس أحد من المحيطيين به ، هو الذى نزع الشرعية عن الحزب الكردستانى الديمقراطي ، وبالتالى عن القومية الكردية وطالب باعدام " قاسملو"، "والحسينى"!! ، وتحت قيادته اندفعت الفصائل الديمقراطية واليسارية الى النضال السري مجددا ، عدا حزب توده الذى قدم فروض الطاعة والولاء بعد أن تعرض للضربات والمحاصرة التى دفعته للعمل السري جزئياً ، قبل استعادة شرعيته من جديد ، على أساس رفع راية الثورة الاسلامية ! تحت دعوى ان برنامج الخمينى " يتطابق" مع برنامج حزب توده ( هكذا صرح كيانورى الأمين العام للحزب فى حديث للسفير عدد 2/12/1979 ) ليقدم لنا نموذجا متفردا فى المراجعة .
ولأن النظام الايراني الجديد كان يتجه لاعادة تنظيم السلطة والدولة على الاسس الكبرى التى قام عليها نظام الشاه المخلوع ، فى مجال العداء للديمقراطية ، ولحقوق القوميات ، ثم على اساس التبعية المتماسكة للغرب الاستعماري ، وفق مساومات جديدة ، وعلى أساس مواقف متميزة ، لعل أبرزها دعم المقاومة الفلسطينية – الى حدود معينة – ومقاطعة اسرائيل ونظام جنوب أفريقيا العنصرى ، ورفض القيام بدور رجل البوليس فى منطقة الخليج العربى لمصلحة الامريكيين ، وهنا لابد أن نلاحظ الدور الرجعى على طول الخط للقيادة الدينية الايرانية تجاه النظام الديمقراطي الافغانى ، عن طريق دعم المجموعات الرجعية التى تناهض الحكم التقدمي ، تحت راية الاسلام . أقول بسبب اتجاه النظام الجديد لاعادة تنظيم الدولة على الأسس الكبرى التى قام عليها نظام الشاه المخلوع ، كان لابد للازمة الاقتصادية والسياسية فى البلاد أن تستفحل وتأخذ مداها على شتى الاصعدة وتعدد التحركات من قبل القوميات ، والفئات الطبقية المستغلة مثل حركة العاطلين ( يوجد مليون عاطل ) ، وتعددت انتفاضات واضرابات الشغيلة ( كالموظفين ، الصيادين ، الفلاحين ، ومظاهرات الطلاب ، بالاضافة الى النشاط المتعاظم للفصائل اليسارية .
والامر الذى له أبلغ الدلالة ، أن فهم علاقة النظام الجديد بالامبريالية الغربية ، وبشتى أطراف الصراع المحلى والعالمى سيكون مستعصيا ، ان لم يتم بناء على الربط بين مواقف السلطة الطبقية فى ايران ، وبين واقع اعتلاء القيادة الدينية – المدنية البرجوازية للسلطة من خلال ثورة شعبية شاملة ، وبالتالي فان الخميني ، بكل جلالة قدرة ، لن يستطيع أن يسرح الجماهير ، والشيوعيين والديمقراطيين ، ولا القوميات المضطهدة ، الى منازلهم ، كما فعلت السلطة الناصرية ( وشتى النماذج التى يميزها اعتلاء البرجوازية للسلطة عبر انقلاب عسكرى ) بين عامي 1952، 1954 ، ولذلك فان التطرف اللفظى فى تصريحات الخمينى لا يرجع الفضل اليه فى الكثير من الاحيان الى أعمق مواقفه ، وبالتالي فان المبالغة فى " عداء" الخمينى للامبريالية الامريكية ، ستفقد أصحابها امكانيات التقدير السليم ، فلا يمكن اذن ، أن يصبح ما تنتزعة الطبقات الشعبية وقواها الثورية فى ايران، رغم أنف السلطة الجديدة ، فضائل اضافية للخمينى ، الا لو دخلنا الى الديماجوجية من أوسع أبوابها ، ليس من فضائل الخمينى أن القومية الكردية بقيادة طلائعها الثورية تمسكت بأراضيها ، واعتصمت قواها المسلحة فى الجبال ، واستعصت على التصفية ، وليس من فضائل الخمينى ان منظمة فدائيى الشعب لازالت تفرض وجودها السياسي . والعسكري، وليس من فضائله ان شرائح متعاظمة من الطبقة العاملة والطبقات الشعبية تدافع عن حقوقها الديمقراطية بدءا من حق العمل وانتهاء بحق التجمع السياسي العلنى ) وليس من فضائله استمرار تشكيلات من لجان العمال ولجان الجنود ، ولجان الموظفين ....الخ فى المواقع الجماهيرية . ان المعارضة الشعبية كانت أخطر ما يتهدد الخمينى – ومازالت – وأكثر بما لا يقاس من بقايا حكم الشاه البائد ، وحيث نجحت الثورة فى تصفية أو تشتيت الاغلبية الساحقة من الطاقم القيادي الحاكم الذى أحاط بالشاه المخلوع .
وبعد عشرة شهور من استلام السلطة ، واستمرار عجز القيادة الدينية عن احكام السلطة المركزية ، وعن تصفية المعارضة الديمقراطية ، والشعبية ، والقومية ، واتضاح أن ابتهالات الخمينى ، وتصريحاته الغامضة ، والغاء الموسيقى والمسرح والتلفزيون والسينما ( عدا ما يتصل بالدين ) ، لن تحل التناقضات المستعصية ، ولن تحقق أعمق مصالح الشعب الايرانى ، وأهدافه التى قاتل نظام الشاه وأسقطه من أجلها . حقا لقد وجه النظام الايرانى ضربه الى المصالح الاستعمارية ، بعدد من التأميمات فى مجال الصناعة ، وشركات التأمين والبنوك الأجنبية ، الا أن كل خطوة ضد الامبريالية تفقد مغزاها وأهميتها من مجمل السياق الذى تجرى فيه ، ففى حين يتم تدعيم أواصر برجوازية الدولة بهذه التأميمات ، وتضار المصالح الامبريالية ، تتجه الأجهزة الاقتصادية للدولة ، الى الاقتراض ، وعقد الصفقات من جديد مع السوق المشتركة الاوروبية ، وشتى البلدان الرأسمالية الاوروبية ، واليابان ، وجرى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة نفسها ، بموافقة كارتر على بيع الوقود لايران ، وكان يجرى بحث مد الجيش الايرانى بقطع الغيار ، حتى يقوم بمهامه فى تصفية القوى الديمقراطية الكردية وغيرها . يقول المنظرون الاسلاميون الايرانيون ( مثل أبو الحسن بن صدر) أن ثورة ايران اسلامية لاهى شرقية ، ولا غربية .
ولكن واضح على مدار الشهور الماضية حتى الآن أن العلاقات السياسية والاقتصادية ليست متوازنة بين الشرق والغرب ، بل مائلة فى أغلبيتها الساحقة نحو الغرب الاستعماري!
وهنا نأتى لحادث احتجاز الطاقم الدبلوماسى الامريكي فى سفارة طهران ، لا شك ان ايران كانت ستحتج فى كل الاحوال ، لو ذهب الشاه الى أمريكا للعلاج أو لغيره ولكن لم يكن من الحتمى أن يتخذ الاحتجاج هذا الطابع والشكل ، لو كانت الظروف فى ايران أكثر استقرارا ، وهدوءا، من وجهة نظر النظام الاسلامي الجديد .
لقد اتضح للخمينى انه لم يستطيع أن يلف ورائه ، كل الشعب تقريبا الا فى مطلب واحد ، وهدف واحد ، كان الخمينى يسعى اليه بالفعل ، وهو سقوط الشاه ، ولكن بعد سقوط الشاه ، أخذ يتضح له أكثر فأكثر ، ان الشعب بدأ ينقسم من حوله ، وانه عاجز عن رفع راية ، شعار واحد ، يلف حوله الشعب الايرانى ، وبكل طبقاته وقومياته ، وكانت المطالبة بعودة الشاه فرصة نادرة لا يمكن تعويضها ، فجرتها تحت قيادته واشرافه ، عملية احتلال السفارة الامريكية ، ورفع مطلب استعادة الشاه لمحاكمته .
ولا شك ان استعادة الشاه ومحاكمته مطلب مشروع للشعب الايرانى، لا يجب ان يتنازل عنه ، ولكن الخمينى ، الذى يدرك على الأغلب ان الولايات المتحدة لن تستغنى عن هيبتها الدولية بالرضوخ لهذا المطلب ، كان يود أن يوظف هذا المطلب بالذات ، والذى يمس الرمز البغيض الذى استطاع ان يوحد الشعب حوله فى مواجهته ، كي يجدد الدورة الدموية " للثورة الاسلامية " ، والنظام " الاسلامي الجديد" ، داعيا الى الوحدة الوطنية ، متخذا من تلك المعركة ستارا لتقديم عدد من التنازلات الجزئية الاجبارية ازاء مطالب القوميات ، والطبقات الشعبية ، بدعوى التوحد فى مواجهة الامبريالية ، وكان من الضرورى ان يكون من الاهداف الواضحة له أيضا فى تلك الغارة ، نفخ الروح فى زعامته الروحية المغتربة التى أهانتها المعارضة من كل شاكلة وطراز .
ولكن الولايات المتحدة التى تعرضت لخسارة عظيمة بسقوط الشاه وبالأخص من حيث كونه حامى حمى أكبر بحيرة بترول فى العالم، لم يعد بمقدورها أن تترك هيبتها وسمعتها ، تتعرض لضربة جديدة موجهة اليها مباشرة ، فهى وان كانت اتبعت تاكتيك" الصبر والصمت" لاستعادة النظام الايرانى الجديد الى حظيرتها تدريجيا ، لا يمكن أن تسمح بهذه الاهانة المباشرة ، بل على العكس لتنتهز الفرصة ، كي ترغى وتزبد، وتؤكد انها ليست " نمرا من ورق" وتحرك الاسطول السادس والسابع (21 قطعة منهما ) ليس لتهديد ايران فحسب ، بل لاستعراض القوة أمام كل شعوب تلك المنطقة الاستراتيجية ، ومما له مغزى ان التصعيد فى المجال الاقتصادي والعسكرى جاء من قبل الولايات المتحدة فهى التى قاطعت البترول الايراني ، وجمدت الأموال الايرانية للرد على ذلك برفض استخدام الدولار فى تسويق البترول ، وبالأخص فانها ستطرح ذلك على منظمة أوبك التى سترفض هذا المطلب على الأغلب .
وبالتأكيد فان تراجع الخمينى ، بالافراج عن الرهائن سيبعد شبح الاعمال العسكرية الأمريكية ، وبدون ذلك لايمكن التهوين من احتمال القوة العسكرية الضخمة التى تحركت بالفعل الى الخليج ، للقيام بعملية عسكرية انتقامية ( مع استبعاد الاحتلال والانزال الشامل بالطبع) ، وبالتالي فان واجبنا والقوى الثورية العربية ( بعيدا عن شكليات القانون الدولى والأعراف الدبلوماسية ) أن نتضامن وندعم الشعب الايراني فى مواجهة البغى والعدوان الأمريكي ، فى مواجهة التهديدات الجدية باستخدام القوة ، فلا شك أن الاساطيل الامريكية لا تتحرك من أجل 52 رهينة ، ولكن من أجل تثبيت الهيمنة الامريكية ، والدفاع عن المصالح الامبريالية في المنطقة ، ولكن يجب أن نفصل هذا الموقف المبدئى التضامنى الكفاحى ، مع الشعب الايرانى ضد التهديدات الامبريالية التى تستغل الذرائع المباشرة لارهاب الشعوب ( بعد انتهاء عهد البوارج لو استخدمت تعبيرات الاستعماري : كيسنجر) يجب أن نفصل بين ذلك وبين دعوة الشعب الايراني ، وبشكل مستمر ، للانفصال عن قيادة الخمينى والسلطة الحاكمة ، للاستقلال عنها فى معركة الاستقلال الوطنى ، ومعركة الحريات الديمقراطية ، من أجل تحقيق الانتصار الناجز وبالتالي فان العداء المتماسك للامبريالية ، وممارسة هذا العداء لا يمكن أن يكون مساحته الرئيسية ( رهائن دبلوماسيين حتى لو كانوا من عملاء المخابرات) ، ولا يمكن أن تكون ساحته الرئيسية ( محاكمة الشاه الشكلية ) لأن الشعب قد أصدر حكمه النهائى على الشاه باسقاطه !
أما المناهضة الوطنية المتماسكة للاستعمار الغربي ، والامريكي بشكل خاص ، فتكون بسحب الأرصدة من البنوك الغربية قبل أن تتجمد ، بترسيخ دعائم الاستقلال الاقتصادي ، ويربط عملية بيع البترول بالمصلحة الوطنية ، واستبدال أوسع العلاقات الاقتصادية مع البلدان الرأسمالية الغربية ، بأوسع علاقات مع المعسكر الاشتراكي ، بضرب المصالح الامبريالية واجتثاثها ، بكل جنسياتها ، من الاراضي الايرانية ، بضرب الشرائح البرجوازية العميلة المرتبطة بالرأسمالية العالمية ، ورموزها السياسية ... الخ ، وان يتم كل ذلك على قاعدة أوسع انفتاح ديمقراطي على الطبقات الشعبية ، واستنادا لتطبيق حق تقرير المصير للقوميات المضطهدة غير الفارسية ، واذا كانت هذه الشعارات هى مضمون الجمهورية الديمقراطية الحقيقية ، فان الشعب الايراني يمكنة بنضاله العنيد أن يفرض الجمهورية الديمقراطية رغم أنف آيات الله وغيرهم من الحكام ، وبالرغم من الدستور اللاديمقراطي الذى تم اقراره منذ يومين ، وان كل ذلك لن يتم الا بقيام الطلائع الثورية حقا للشعب الايرانى ، بلف قطاعات جماهيرية متزايدة حولها وفق برنامج وطنى ديمقراطي حقيقى ، وبالانفصال عن البرنامج الخمينى .
ولاشك أن المعركة التى فجرها الخمينى حول مطلب استعادة الشاه ، انما هى سلاح ذو حدين ( من وجهة نظر المصالح الطبقية التى يمثلها ) ، لان استطالة هذه الازمة يضع مظلة لأوسع نشاط ديمقراطي ، وشعبى ، لا يمكن للخمينى فى نهاية الأمر أن يستمر فى المحافظة عليه تحت عبائته.
تسقط التهديدات الامريكية للشعب الايراني ... عاش نضال الشعب الايراني من أجل الجمهورية الديمقراطية





#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى إزاء المضمون الطبقى للثورة ال ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى عند اندلاع الثورة الإيرانية
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الفتن الطائفية فى عهد السا ...
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من الجماعات الاسلامية
- حزب العمال الشيوعى المصرى ونقد فكرة التحالف مع الاخوان المسل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب العمال الشيوعى المصرى حول انتفاضة 1 ...
- سلطة البورجوازية البيروقراطية فى مصر واشباح الانتفاضة الشعبي ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى وذكرى انتفاضة 18 - 19 يناير 1977 و ...
- 10 اعوام من النضال الثورى المتواصل 8 ديسمبر 1969 - 8 ديسمبر ...
- الفهم الثورى لقضية وحدة الشيوعيين في مصر - حزب العمال الشيوع ...
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى مرآة الصحافة البورجوازية والتحر ...
- نقد مسألة التحالفات من منظور حزب العمال الشيوعى المصرى
- موقف من وحدة الحركة الشيوعية المصرية - حزب العمال الشيوعى ال ...
- الإنتفاض جريدة حزب العمال الشيوعى المصرى – طبعة الخارج الثل ...
- موقف من وجهة النظر القائلة بسلطة البورجوازية الصغيرة فى مصر ...
- موقف من مهمات النضال الفلسطينى - شيوعى مصرى - حزب العمال الش ...
- فى ذكرى تأسيس حزب العمال الشيوعى المصرى - 8 ديسمبر 1969
- الاتحاد السوفييتى فى مرآة الدستور الجديد - ليون تروتسكى
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية - جوزي ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد العليمى - موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من التهديدات الامريكية للثورة الايرانية ومن زعامة الخمينى