فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هنالك من شك بإن النظام الديني المتطرف قد واجه الهزيمة الواضحة في کل من سوريا و اليمن، وإنه و بعد عملية عاصفة الحزم في اليمن و التدخل الروسي في سوريا، لم يعد هذا النظام يمتلك زمام المبادرة في هذين البلدين و بات يعلم جيدا بإنه لم يعد أمامه من خيارات کما کان حاله في السابق، ولإن هذا النظام يعلم بإن أمره صار مفضوحا و هزيمته باتت معلومة، فإنه يريد و بمختلف الطرق التغطية على ذلك.
سعي النظام الديني المتطرف لإجراء تجارب إطلاق صواريخ بالستية أو عن إرسال قوات إضافية له لدول المنطقة أو عن طريق إجراء مناورات مختلفة، التظاهر بإنه لايزال في کامل قوته وإن شيئا لم يتغير، إنما هو ضحك على الذقون و هروب للأمام، ذلك إن إستعراض العضلات و القوة لايمکنها أن تجبر من هزائم النظام أو تغطي عليها، خصوصا ونحن نعلم بإن النظام قد جرب أقصى مابطاقته و إمکانيته من أجل السيطرة على هذين البلدين و إقصاء و إبادة المعارضين له.
الملفت و المثير في الامر، إن عملية إستعراض العضلات و القوة من جانب النظام الديني المتطرف في طهران تأتي مقترنة أيضا بعملية تضخيم غير عادية للإتفاق النووي الذي عقده النظام مع الدول الکبرى رغما عنه بعدما تقطعت به السبل و ضاقت به الدنيا و إظهاره وکإنه إنتصار للنظام في حين إن الواقع يختلف عن ذلك تماما ذلك إن النظام إضطر و تحت ضغط ظروفه و أوضاعه الحرجة الى تخليه و تنازله عن الخطوط الحمر الذي حدده المرشد الاعلى لللنظام کشرط للتوقيع على الاتفاق النووي.
محاولات النظام الايراني لإظهار القوة و الإيحاء بإنه على سابق عهده، يترادف أيضا مع زيارة رئيس النظام روحاني لفرنسا و التي يحاول النظام تصويرها على إنها نصر سياسي للنظام کونها تفتح أبواب أوربا أمامه، لکن من السذاجة التصديق بکل هذه التخرصات التي لاأساس لها في الواقع، بل وهي أشبه ماتکون برفسات الذبيح، ذلك إن مشاکل و أزمات النظام قد ساءت أکثر من السابق و هي تحاصر النظام من کل جانب و الانکى من ذلك إن الاوضاع بعد الاتفاق النووي قد صارت واضحة جدا بإنها تتجه للأسوء، وحتى إن زيارة روحاني لفرنسا ماهي في الواقع سوى زيارة إستجداء من أجل إيجاد حلول و مخارج للأزمة الخانقة التي يعيشيها النظام.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟