أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المحبة من مهب الثورة














المزيد.....

المحبة من مهب الثورة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتـفاضة الأحرار الأخيرة في الشوارع التـونسية احتـفال جماهيري بالثورة. رقصة الأجساد المشتعلة تحيي وهج ثورة في ذكراها الخامسة. تعلن أن الثورة في الشوارع و ليست بين أروقة الوزارات و القصور. شتان بين من يحتـفل بالمناصب التي درتها عـليهم ثورة الكادحين، و بين احتـفال الكادحين المتوقـدة صدورهم بالغضب الثوري الذي لم ينـقـطع مثـلما توهم السادة الجـدد.
هناك عـدة استـنـتاجات، أولها هو التعاطي الأمني الحذر مع الاحتجاجات و التي حالت دون تطورها إلى اكتـساح البلد كأمواج نارية لاهبة تحرق الأخضر و اليابس. يمكن القـول أنـنا اليوم إزاء تطور نوعي في فـلسفة الأمن و ليس مجرد تكـتيك آني فرضته عـوامل المفاجأة من الغـضب العارم. من شأن الأيام القادمة أن تـثبت هذا المعـطى الجديد أو تـنـفيه، خاصة انه من غير المتصور أن تـنـقـطع الاحتجاجات نهائيا، بل ربما تخبئ الأيام الـقادمة عاصفة شعـبية أشـد عـصفا، نظرا لما لمسناه من مواصلة التغيـيب الحكـومي للتـشخيص الواقعي للمسألة و بالتالي للحلول الجذرية لها. جل ما في الأمر أن المحتجين اطمأنوا إلى وصول رسالتهم إلى عالم الفوق أو الدائرة الحكومية مع عـدم ثـقـتهم في وعـودها أو تصوراتها. إلا أن عـودة ملف التـشغيل و من ورائه الإنتاجية و زيادة الثروة الوطنية إلى ترؤس أولويات السياسة الحكومية يعتبر في ذاته انجازا. دائرة جديدة سيتم الاشتغال عـليها بما تـفرضه من تعاطي سياسي قائم على الحوار و الضغط و النـقد الشرس غير المهادن لمجمل السياسات الحكومية.
فالمسألة الواضحة الآن أن طريقـة الحكم هي المسئولة أولا عن كل ما يحـدث. طريقة حكم و ميزانية تـدعم الأثرياء و الجدد منهم أساسا و تـضغط على الفـقراء بل تخنق أنـفاسهم بانسداد آفاق الانفراج. فالمسالة هي مسالة تـشغيل و لكنها بشكل أعم هي مسالة تـفـقير و قضاء على الطبقة الوسطى نـتيجة التساوق الحكومي مع تحـديدات البنك الدولي و الدوائر الامبريالية المانحة و المقرضة.
إن الاتجاه المسالم للاحتجاجات التي ركزت على إبراز مطالبها الواضحة و المشروعة تـدل على وعي دقيق بالحلول الواجبة، و على رغبة حارقة في العمل الذي يكـفل كرامة الإنسان. لكن إن وجد هذا الشباب تحول البلاد إلى ورشة كبرى في الإنـتاج و الإنـتاجية بتـدخل مباشر من الدولة عمليا و خطابيا سياسيا، فان النار المضطرمة في الصدور التي أخرجتهم إلى الشوارع ستـتجه نحو البناء الخلاق بالإحساس نـفـسه من المسئولية تجاه هذا الوطن العـظيم الرائع بكل ما فيه، سواء في اتجاهاته السلبية أو الايجابية.
فالتونسيون جديـرون بتعميق محبتهم لأنـفـسهم و الاتجاه الصاروخي نحو خلق العـظمة التي هم جديرون بها. فالأمن و الحكومة و الإعلاميون و المحتجون و الثوريون الشرفاء و الشعب العامل و المستهزئون بكل ما يحدث من الجانبين، و المعلـقة أرواحهم بين الأرض و السماء خوفا على الوطن و مصيره.اتـفق الجميع على الرفض و التصدي للمخربـين و التميـيز بينهم و بين الحق في الاحتجاج السلمي. نستـثـني من التونسيـين الفاسدين و دوائر الفـساد لأنهم اخرجوا أنـفـسهم من المصلحة الوطنية لصالح أنانياتهم الضيقة المقيتة.الجميع في نهاية الأمر عبر التعاكس و التماهي في المسارات خلق مشهدا رائعا. فالتونسي يحب أخاه و إن انهال عليه نـقـدا و تـقريعا. كما أن المخطئ أو المتصرف بروحية العجز تجاه السيادة الوطنية و الحرية تجده يحترم الشرفاء و الانـقياء المتـقـدمين في الصفوف الأمامية للسير قـدما بالوطن الرائع إلى الأعالي. ما أروع الطموح إلى بناء قرطاج جديدة عـظيمة.
أما السيد رئيس الجمهورية، فان الانطباع الذي يخرج به المرء من مشهد خطابه الأخير الذي طلب فيه من الحكومة مزيدا من الإجراءات أو القرارات في ملف التـشغيل، انه مصدوم برغم تـقصده التصريح بعكس ذلك. كان فرعون هو الالاه و هو الشمس التي تسـطع على مصر. رع آلهة الشمس تـنير بسناءات نورها جميع أراضي مصر العـظيمة. ترك الفراعنة هذا التحديد لماهية الحاكم. الحاكم الشمس. الحاكم اليوم في تونس اكـتـشـف انه لا يـبصر.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس
- عمال صفاقس يؤكدون الثورة
- اتحد يا يسار العالم
- الاحتمال المفقود في هجمات باريس


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - المحبة من مهب الثورة