أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات














المزيد.....

المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت نظرية صراع الحضارات التي روج لها البرفسور الامريكي صاموئيل هندكتون الكثير من ردود الافعال وعلى مستوى العالم اجمع سواء على مستوى من الاكاديمين او السياسيين او المفكرين وذلك لحساسية نيتها الاساسية الا وهي ما يتعلق منها بمسالة (الصراع) لا حوار الحضارات ومن هنا حساسية هذا الطرح الفكري والسياسي فقد نشر صومئيل هندكتن مقالته (صراع الحضارات) في مجلة الشؤون الخارجية في عددها المؤرخ بصيف 1993 وهي مجلة معروفة بقربها من من مراكز صنع القرار بالولايات المتحدة الامريكية المتحدة وهوه متخصص في الادارة العامة ومديد لمعهد جون اوليت للدراسات الاستراتيجية بجامعة هارفاد الشهيرة وينطلق هندكتون في مقالاته صراع الحضارات يقول

(فرضيتي ان الصراع في هذا العالم الجديد لن يكون ايديولوجيا او اقتصاديا بالدرجة الاولى فالتعددية الكبيرة داخل الجنس البشري سيكون حضاريا كما ان الدول القومية (ستظل هي اللاعب الاقوى على مسرح الشؤون الدولية الا ان الصراعات الاساسية في السياسة الدولية ستنشب بين الدول وبين مجموعة من الحضارات المختلفة وستكون حدود التوتر الفاصلة بين تلك الحضارات هي خطوط المعارك الكبرى
فاذا من هنا نرى صاحب هذه الرؤية يهيأ الاذهان الى (صراع) آخر فمن المعروف ان الدول الكبرى والولايات المتحدة الامريكية واحدة منها تصنع عدوا او خصما خارجيا على المستوى الاستراتيجي وذلك مرتبط بطبيعة تفكير النخب السياسية والتي تسيطر على مسالة صنع القرار السياسي وحتى يمكن ان تقبل سياستهم وانساقهم المقدمة الى الكونغرس الامريكي لذلك يقول كارل شميدت بشأن ذلك ان السياسي دائما بحاجة الى صناعة عدو خارجي وهمي فلذلك يقترحون من خلالها صيانة الامن الوطني لابد من تخصيصات مالية لهذه الحماية وهو مبدأ اساسي من مبادئ ادارة الصراع مع خصوم الولايات المتحدة الامريكية فبالامس كانت الحرب الباردة واليوم العدو الاخضر وليس الاحمر انه منطق المواجهة المستمرة مع الاخر والحقيقة ان السؤال الان الذي يفرض نفسه ما الذي يجعل تصنيف الدول حسب شروط ثقافتها وحضارتها افضل هنا من أي تصنيف آخر فاذا كان العالم بالامس يصنف الاول والثاني والثالث واذا كان الثاني قد انحل وتفكك (الكتلة الشيوعية) فان العالم الاول والعالم الثالث باقيان وهما المرشحان للمواجهة في هذه المرحلة حسب رؤية هندكتون ومن هنا يجب ان نفرق بين مفردة (حضارة) ومفردة (ثقافة) في اطروحة صراع الحضارات يقول هندكتون الحضارة هوية ثقافية ولكن ماذا نعني بالثقافة هل هي شؤون الفكر وحدها تم انها تشمل الجوانب الاخرى التي لها علاقة بالعمران والاجتماع والاقتصاد فهو يقول ( ان الحضارة هي اعلى تجمع ثقافي وان محدداتها هي اللغة والتاريخ والدين والعادات والمؤسسات) ولذلك هي تحتل حسب عبارته ( اوسع مستويات الهيوية) وهذا التعريف يتطابق مع تعريف الانثروبولوجي تايلور ولكننا نرى هندكتون يميز بين الثقافة والحضارة على اساس ان الحضارة اوسع من مستويات الثقافة وهو الوصول ال تصنيف البشرية الى ثلاث مجموعات تمثل اوسع المجموعات الحضارية بحيث لا يمكن جمعها في كيان حضاري اعلى ولقد اورد لنا المؤرخ الشهير ارنولدتوينبي احدى وعشرين حضارة رئيسية لا يوجد منها على قيد الحياة في عالمنا المعاصر سوى حضارات وهي ( الغربية – الكنفوشيوسية – اليابانية – الاسلامية - الهندية - السلافية الارثوذكوسية - الامريكية اللاتينية - الافريقية ) الحضارة اليابانية اصبحت جزءا من الغرب سياسيا وتكنولوجيا وكذلك السلافية اما الهندية فنراها انكفأت على ذاتها وعادت الى الهندوسية بسبب التمزق الداخلي ووجود امكانيات كثيرة اما افريقيا فهو لا يدخلها في الحساب اذا تبقى حضارتان لايمكن ان تندمجان في الغرب وهي الحضارة الاسلامية والحضارة الصينية وهكذا نرى ان هندكتون يرشح بسبب الخصوصية الثقافية تلك الى مرحلة الصراع التصادم مع الغرب مع اضافة معيار الوعي الحضاري فيقول ( ان نمو الوعي الحضاري يتزايد بفعل الدور المزدوج الذي يلعبه الغرب فهو من جهة يمثل قمة السلطة ومع ذلك فأن العودة الى الجذور ربما كانت نتيجة لذلك الظاهرة الأبرز في الحضارات غير الغربية) وكذلك يقول لنا ان اختلافات العرقية هي اقوى من الانتماء الطبقي والايدلوجي ليقرر ان الدين هو اقوى من غيره في هذا المجال وفي الحقيقة ان مسالة صراع الحضارات التي يروج لها هندكتون تعكس بشكل جلي رغبة الادارات السياسية الكبرى في العالم الذين يهيمنون على صناعة القرار السياسي واصحاب المصالح الكبرى من استمرار نزعة التصادم والمواجهة حتى يمكن ان ينفذوا سياساتهم التي تخدم مجموعة معينة لنخبة سياسية او اقتصادية اما مسالة خدمة الشعوب وخلق تلاقح حضاري فهذا امر غير مفكر لديهم حسب تعبير المفكر الفرنسي ميشيل فوكو فمن المعروف جليا ان الانسانية بكتلها البشرية المختلفة الانتماءات هي في طور تفاعل دائم وهذا امر طبيعي فالحوار والتفاعل هي من مستلزمات الصيرورة البشرية وهو قانون الطبيعة والحياة اما التصادم فهو قانون الاستثناء يقول المفكر الفرنسي روجيه غاردوي ( لكي تخلق تجانسا حضاريا بين الامم والشعوب يجب ان تتم عملية الحوار الحضاري بين الامم يشكل ند لند ومساواة لكلا الطرفين بللا أي تمييز ثقافي او عرقي مع باقي الحضارات بسبب او ميزة التفوق التكنلوجي قد جعلها تنغر بنفسها ولم تعد تستطيع ان ترى الاخر الى من زاوية عقدة فوقية من أعلى لاسفل) ان منطق الحياة يقول ان الحضارات تتفاعل وان الامم تتحاور مع بعضها وفي هذا الشأن يقول الاستاذ مصطفى الفقي ان الحضارات تتحاور الا ان صراع الارادات و تنافر السياسات هو الذي يؤدي الى التصادم ومن هنا ضرورة التفاعل الحضاري كما نرى لا كما يرى هندكتن ومن هذا المنطلق يتضح ان منطق حوار الحضارات هو الذي يتيح للامم ان تدخل في علاقات ثنائية مشروعة على اساس المساواة في النظرة والرؤية وباستحقاق عادل للجميع يتيح آلية التفاعل والتبادل الحضاري.



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهوريات الاغتصاب والسطو المسلح وانعدام الافق السياسي والديم ...
- علمانية الدولة العراقية الخيار الاستراتيجي المطلوب
- النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسا ...
- الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل
- خطر الأيديولوجية المريضة
- المثقفون ضمائر الامة
- من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطي ...
- الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟
- الديمقراطية للديمقراطيين فقط أم للجميع
- المرأة في ظل النظام الذكوري..وانعدام التقدير الاجتماعي
- الانظمة العربية و الاصلاح السياسي


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - المسكوت عنه في خطاب نظرية صراع حضارات