نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 08:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صلح معراب
في اعتقادي أن الدافع الرئيس لما حصل قبل أيام من مصالحة بين سمير جعجع والجنرال عون في معراب دفع إليه تعقيد الحروب الحادثة في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق وعلى وجه الخصوص أكثر، شبح التقسيم وتشكيل دويلات جديدة وتغيير الخارطة الجيوسياسية في الإقليم، وهنا لا يمكن نكران تشكل هاجس وجودي للمسيحيين في لبنان. خاصة في ظل هذه السياسة الأممية والدولية المائعة والضبابية والمنافقة . أما الدوافع التكتيكية للحدث فأولها ضرورة انتخاب رئيس جمهورية وثانياً بمثابة رد على ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية وبمبادرة فردية وبتوافق مع نبيه بري ووليد جنبلاط وبهذا الترشيح تبين وكأن المسيحيين ليس لهم اي دور في الانتخابات الرئاسية . وهنا يبدو أن سمير جعجع اشتغل بالقاعدة الفقهية التي تقول بسد الذرائع. فالآن لم تعد موجودة ذريعة: المسيحيون هم الذين لا يتفقون على انتخاب رئيس. من أهم تداعيات هذه المصالحة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر أن معظم القوى السياسية اللبنانية صارت واقعة بحالة (حيص بيص) سواء تيار المستقبل او حزب الله أو حركة أمل أو كتلة جنبلاط.مع ذلك لا يتوقع المرء انفراجاً سريعاً في لبنان واجتماعاً عاجلاً لمجلس النواب وانتخاب رئيس جمهورية. ولكن ما هو اكيد أن حجراً كبيراً قد ألقي في المياه الراكدة اللبنانية.
نقولا الزهر
دمشق في 22/1/2016
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟