جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 15:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الحنين الى الحانوت..
الحنين الى الحانوت و الدكان و البقال
الحنين الى بنت الجيران / الى بنت الحارة و انا اشكو من مرض وعذاب الخيار The Tortureof Choice
لا اقصد هنا سلطة الخيار و لكن مرض او عذاب الخيار او ما يسمى بـ The Paradox of Choice. لم اكن اصدق عندما كنت اسمع من البعض بانهم يفضلون الاسواق الصغيرة التي تعرض فقط انواع قليلة من السلع او ما تسمى بـ small range خاصة و ان طرح انواع عديدة wide range يعني زيادة تكاليف الانتاج و لكن و عندما تزداد الخيارات تزداد معها شرها و حنيني الى الدكاكين والبقالين و الحوانيت (كان الحانوت سابقا مكانا لبيع الخمر) الشرقية التي هي كلمات ارامية تجدها في جميع اللغات الشرقية.
قال لي مرة: ارحل لتخلص من مشاكل نقص السلع في اسواق هذا البلد اللعين: لا يوجد اليوم البيض في الاسواق و غدا تجد نقصا في اللبن... و القائمة طويلة لانه طبعا اعتبر الوجود مقياس الحياة و الخيار مقياس التقدم و ان ازدياد الخيارات يعني السعادة و لكننا كنا سعداء بنوع واحد من اللبن و الجبن و اليوم اذا دخلت احدى الاسواق الغربية تصطدم بأربعين نوع من لبن و خمسين نوع من الجبن و معاجين الاسنان و تجد في محل (امزون) في الانترنيت ما يزيد عن مليونين من السلع ليحتار الانسان و يشكو من عدد كبير من الامراض النفسية دون خجل في عالم يموت الاطفال فيه لسوء التغذية - في عالم اصبح الاعتيادي يعني التطرف في التخمة او النقص في الغذاء.
كان يتوفر للولد خيارات قليلة لاختيار شريكة الحياة لا تتعدى خمس بنات في منطقته او في محلته اما اليوم و بفضل الانترنيت اصبحت الخيارات بالملايين فكيف يستطيع ان يتخذ قرارا صائبا في هذه الغابة؟ لربما يختصر المعايير الى معيار واحد فقط الا و هو الجمال و لكن جنون الكمال في الحسناء لا يضمن ايجاد شريكة حياة مناسبة. يعتبر Barry Schwartz في كتابه The Paradox of Choice بان غرق الاسواق بالخيارات يؤدي الى نتائج عكسية:
- الى الشلل
- الى اتخاذ قرارات خاطئة
- الى عدم الرضى
دعني اقول ان شر الخيارات اعظم من قباحتها
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟