عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 06:56
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
هذا النّبضُ الذي أُصغي إليهِ لا يمنحُني فرصةً للهرب ، حينَ يلامسُ روحي تزدحمُ فيها الأوهام والأحلام ، وتستيقظُ جراحٌ لا تنام .
هذا النّبض يستدعي إلى مخيلتي مشاهدَ عجيبةً : أسرابا من الأطفالِ الرّاحلين ، وجوعى وذئابايشقُّ عواؤها صمتَ الظّلام ، لا أرى ضوءاً سوى ذلك الضوء الذي يأتيني من عيونِ الحيواناتِ الضّالة في خرائبِ الأمكنة .
هذا النبضُ يا سيّدتي يُشبهُ صرخةَ العابرينَ إلى الضّياع ، وكأنّهُ أنفاسٌ تعبتْ من كثرةِ البحثِ عن مصابيحَ تُنقذُ المُدنَ من همجيّةِ القبائل .
هذا النّبضُ لا يتركني أنامُ بهدوء ، يأتيني كإيقاع ( الجاز ) بأنغامٍ شرقيّة ، والمسرحُ خيمةٌ شرقيّةٌ ، والفرقةُ أقزامٌ تعزفُ على الوترِ بسكينٍ مثلوم .
هذا النّبضُ يأتيني كنُعاسٍ لا يُفارقُ المآقي كأنّهُ العرب في كهوفهم السّحيقة ، يستيقظونَ بعدَ ألفِ عام ثمَّ يقولون : كأنّنا غفونا ساعةً أو بعضَ ساعة ، وحينَ يقرؤون صحفَ الصّباح يعلمونَ أنّهّم خارجَ هذا الكون ..
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟