أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية الإرهاب 1














المزيد.....

تعرية الإرهاب 1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 15:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرية الإرهاب

تعريف
لاشك أن الكثير من الناس من يربط فكرة الإرهاب بمجرد سماع الكلمة بالدين وكأن المسألة أن الدلالة الذهنية بين الإرهاب وأثرها النفسي لا تنصرف إلى لمحدود تكويني هو الدين والعقيدة , هذا الترابط نشأ خاصة في المجتمعات التي عانت من التطرف والعدائية ومنهج القتل والتخريب المتعمد والمنظم بأسباب في الغالب مع شيوع الكلمة في القاموس اليومي المتداول وخرجت بذلك من إطارها الحقيقي لتلتصق بفعل حث فعلي على أن يكون المنصرف اللا شعوري لمفهوم الإرهاب هنا في دائرة المرتهن العقائدي ,لنصل بالأخر أن الدين ليس فقط أفيون للشعوب بل فيروس قاتل السلام والحياة الذي لا بد من العمل على مكافحته واجتثاثه من الوجود إذ أردنا أن نعيش للحياة كما ينبغي .
في مضمون الرأي الشخصي هناك وهم وإيهام وخلط وتدليس في موضوعية الإرهاب منذ اللحظة التي جرت فيها التسمية ولاحقا العمل على شيوع الدلالة وزرع فكرة المعنى الإنصرافي دون أن نعترض حتى على ما يسوق إلينا على أنه كل الحقيقة , الإرهاب لغة ومفهوما دينيا ورد في القرآن الكريم في آية وأعدوا لم ولن يدل بصورة أو أخرى على ما يشاع من ظاهرة وسلوك غير سوي ومنحرف ومدمر من أشكال الممارسة التي تخرج الإنسان الطبيعي من دائرة السوية والاعتدال إلى دائرة فعل التوحش والحيوانية السبعية الهمجية , الإرهاب من خلال القراءة العلمية والعملية القصدية التي جاءت في سياق تدبير أستباقي ذكرته الآية يتعلق بما يسمى اليوم بالتدابير الإحترازية الردعية التي تسبق الفعل العملي في المواجهة ولا تتعدى في أثرها النفسي معنى الخوف الرادع من حصول المواجهة , فالدلالة لا تعني القتل والتخريب والصدام بل هي وسيلة نفسية ذهنية مانعة ورادعة من حصول ذلك ,والدليل تكملة السياق الإقرائي القصدي في نتيجة هذا الترهيب ومع أستخدام مشتقات الفعل رهب الواردة في الكتاب المجيد مثل الرهبة والرغبة في العبادة .
لقد عالج القرآن الكريم موضوع المواجهة مع العدو والذي من المفترض وحسب السياقات القرآنية التي يؤكد عليها في تعريف العدو والتي تنحصر في كل شخص أو فكر أو محاولة ما تهدف إل إلى إلغاء خيار الإنسان في أن تكون له عقيدة ما ودين ما , على أن أحترام هذا الخيار مرتبط بالسلام وبالتالي الدفاع عن السلام هو بتوفير عنصر الحماية له من عبث الإنسان حينما يقرر أن يكون عدوا له , عدوا يسعى إلى نسف العلاقة الطبيعية التي يجب أن تحكم وتنظم الوجود الإنساني في الواقع الوجودي بقاعدتي لكم دينكم ولي دين وقاعدة لا ضرر ولا ضرار , إن تفعيل هاتين القاعدتين لا تخرج أبدا عن سعي المجتمعات المعاصرة اليوم والتي تعي أهمية القوة في حفظ التوازن الرادع من أنتهاك قانون السلام العالمي ومنهج معتمد ومتعاظم تدركه العقول وتسعى لتثبيت أركانه وهو واحدا من أهم وسائل حفظ الأمن والعيش على الكرة الأرضية ,فلماذا يستنكر الإنسان العاقل سعي القرآن على وضع قواعد لحماية عنصر السلام بالقوة دون أن يسمح أيضا وبشدة بأستخدام القوة ذاتها كحامية السلام للأعتداء على الأخر بنص واضح وصريح ومباشر وحدي (لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )وأعتدوا عليهم بمثل ما أعتدوا عليكم)ومحذرا من الطغيان والتمرد على فرض السلام والأمن الكوني .
هنا يخرج مفهوم الإرهاب الذي أستخدم كثيرا وطويلا على أنه الرديف أو البديل لمعنى الإفساد في الأرض وهي الدلالة المعنوية الأكثر شمولا وتغطية وإستعياب لكل أوجه العنف والموت والقتل والتدمير والتخريب وضرب المجتمع في صميم حركته التوازنية التي ينتج منها ومن خلالها كل الإنحراف والتطرف المتبادل الذي يعصف وعصف وحطم حلم الإنسان بتعمير الأرض وأستعمارها وإشاعة مفهوم التعارف وتبادل الفرص في مسعى مشترك وتكاملي حقيقي يهدف لبلوغ الكمالات البشرية سواء بالعلم والمعرفة أو النظم الأخلاقية والحضارية التي تقود للتحولات الإيجابية الكبرى التي أرادها الله أن تكون من خلال حركة الدين بين الإنسان والإنسان على قاعدة المعيار الأساسي وهو الخيرية والأحسنية والفوز بالسعادة التي هي هدف وغائية كل التنظيمات والأفكار والرؤى البشرية منذ بدء الخليقة ولليوم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية الإرهاب 1