أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية الإرهاب 2














المزيد.....

تعرية الإرهاب 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 15:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ظاهرة الإرهاب الديني
وعودة لمفهوم الإرهاب كمصطلح وليس كدلالة والتي يجب العمل على إشاعة المفهوم الحقيقي له وهو الفساد والإفساد الممنهج والمنظم والذي هو في الواقع ليس فقط ظاهرة ناشئة عن قراءة ما لفكر ما وبالتالي محاربة هذا الفكر هو السبيل الأمثل لمكافحة الإرهاب ,أولا ما يعرف اليوم بالإرهاب هو سلوك إنساني بامتياز ناشئ عن وعي يبدو للقارئ أنه وعي مراد ومختار وليس كما يصرح الكثيرون أنه أستجابة لرغبات خارج مدركات الوعي الطبيعي الإنساني من خلال ما يعرف بغسل الأدمغة وأستخدام عقاقير وأدوية تثبط عمل الوعي المراد , قد تكون هذه واحدة م وسائل عدة ترتبك بالمنفذ ولكنها لا ترتبط بالمنشئ والمصدر والمخطط وحتى غالب المنفذين لهذا السلوك عندما يبدأ في الافتنان الأولي بفكر التطرف والإنسياق وراء دعاياته تحت تأثيرات جملة كبيرة من الأسباب والعلل .
كانت الفكرة الأولى والأساسية لمن زرع بذرة الفساد والإفساد هي أستغلال الميول النفسية وعمد على إثارة نوازع القوة النفسية الحسية وصولا للتأثير على وعي الأنا الذاتية وتضخيمها ودفعها بأتجاه قرار أصيل وشخصي وهو الأعتزاز بفكرة الأنا السوبر , الأنا التي هي الحق وغيرها الباطل , لذا ركز إبليس مثلا في الرواية الدينية على هذا الوعي المصنع والمدفوع له مرتين مرة من خلال المقارنة بين النار والطين ومرة من خلال نصيحته لآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى , لقد خاطب الغريزة النفسية التي تعظم الشعور بالنشوة والانتصار ,شعور الأنا أنها أكتشف الحقيقة الكاملة والتي أراد الله تغييبها لسبب أو لعلة ما , هنا الأنتصار معنون للبشر ضد الله , للحق الذي يمثله إبليس وللباطل الذي يمثله الله حين منع عن آدم شجرة الخلد .
المنظمة الإرهابية الإفسادية اليوم تشتغل على فعل العامل النفسي وتثيره الحاد والانفعالي على قوة الأنا المتضخمة ,الأنا التي حدودها أن تكون مميزة ومتفوقة وصاحبة الحق المطلق والتي يجب أن تبقى أستنادا لقانون البقاء لمن بيده الحق وعلى غيره أما الخضوع لحق الأنا والاضمحلال فيها أو الفناء , لا خيار ثالث بين الذوبان أو الفناء , لا خيار أمام لكم دينكم ولي دين , لا خيار أمام الإنسان أخو الإنسان له ما له وعليه ما عليه , أما أخ لك في الدين الذي ذكرته توا أو نظيرا لك في الخلق الذي يعني أنكم كلكم من آدم وآدم من تراب وأم موضوعية الحق وأمتلاكه هي في الحقيقة مجرد وهم لأن الحق كمفهوم منطقي لا يمكن لأحد لا أستيعاب مفهومه ولا الإحاطة بحدوده , لذا نقول دائما أن الحق مفهوم مساوي للعدم الذي ليس كمثله شيء وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
هل بعد هذا التقديم يمكن ربط الإفساد بالدين مع موقف واضح وصريح ومحدد مؤشر ومعلل ورد في كل النصوص المتعلقة براهنية المعنى سواء بالقصد أو بالنتيجة ,الدين عموما وحتى ما يطلق عليه اليوم جزافا الأديان الوضعية والتي هي بالأصل أما تراث أديان سماوية أو تراكمات لنظريات أخلاقية سامية سعت لتنظيم حياة الإنسان ومنهجة وجوده على قاعدة الأحسن والأجمل والأكمل والأخير , حتى على هذا المستوى من البناء الفكري أستهدفت الأديان إعادة نمذجة السلوك الإنساني بأستخدام مناهج وأساليب ما يعرف اليوم بتعديل وتصحيح السلوك مستعينا بمفاهيم الجمال والحب والسلام والخير وإلخ من المحبذات والمحسنات الأخلاقية كقيم مثالية لا بد من حسم خيار الإنسان الفرد والإنسان مجتمع نحوها وبكل قوة .
السؤال المطروح اليوم وعلى سبيل المقارنة العملية لماذا يتم التركيز مثلا في وسائل الإعلام على الربط بين الإرهاب ( الفساد والإفساد ) وبين الدين من خلال رفع شعار الإرهاب لا دين له ؟ , هل المراد أن يبقى هذا الربط الذهني حاضرا على الدوام في الواقع الإدراكي ليتم في مرحلة لاحقة إلى طرح فكرة أكثر جرأة وأشد قسوة على الإنسان ذلك الكائن الطبيعي الذي يكون فيه الدين جزء من توازنه الفطري لنقول له وبصراحة وخلافا للفطرة أن فكرة الدين تعني الفناء , وأن الجانب الروحي من تكييفه وتكوينه هو المسئول الأول عن دمار الجانب المادي في وجوده وعليه أن يختار ما بين الفناء والحياة .
خيار بين المادية بكل ما تعني من تجرد عن قيم أساسية يكتنزها الإنسان كي يكون قادرا على مواجهة جفاف الحياة وقسوة الواقع المادي وبين أن يكون عنصرا منبوذا ومحاربا ومقهورا ومسلوبا لحقه الطبيعي أن يكون إنسانا كاملا نسبيا وطبيعيا في مدار الإنسانية المطلقة , أليس هو هذا هو عين الفساد كظاهرة ومفهوم مدان ومحارب ,إذن لا نستغرب الغاية الأساسية من ربط الدين والعقيدة بما يسمى إرهابا ضد الأخر وهو بالنتيجة مساوي من حيث الغائية بذات الهدف الذي يدعون لمحاربته , وهذا لا يعني إيمانا بنظرية المؤامرة بقدر ما هو قصور في توقع النتيجة أو تعمد أن لا نطرح رؤية أعمق وأشمل في المعالجة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تعرية الإرهاب 2