|
الشهيد دهش علوان ......الشيوعي الذي اخلص لابجدية الوفاء ........
محمد فخري حسن- حاتم الملا عبد اللطيف علي
الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 21:14
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الشهيد دهش علوان ......الشيوعي الذي اخلص لابجدية الوفاء ........ محمد فخري حسن حاتم الملا عبد اللطيف علي انجبت الحركة الشيوعية في العراق منذ ثلاثينيات القرن المنصرم وما زالت الكثير من الكوادر المتمرسة والمدربة في ميادين العمل السياسي والحزبي – التنظيمي فضلا عن ريادتها للميدان الثقافي بلا منازع يشهد لها بذلك خصومها قبل اصدقائها خصوصا في المشرق العربي ومنه العراق الذي انجب خيرة المفكرين والمناضلين التقدميين الذين كانوا هم الابناء البررة لهذه المدرسة التي هي المرادف للوطنية العراقية . وفي بلدة بهرز كان التنظيم الشيوعي قد غرس بذوره منذ منتصف اربعينيات القرن العشرين على يد المرحوم عبد الوهاب الرحبي و كان الانتاج وفيرا كما ونوعا حتى اصبحت بهرز دريئة محافظة ديالى في عدد وقوة تنظيمها . ومن الذين يتذكرهم البهرزيون واهالي محافظة ديالى بفخر واعتزاز حتى اليوم هو الشهيد الاستاذ ( دهش علوان الدهش عاكول الشمري .....ولد الشهيد دهش في بهرز عام 1949في بيت طيني يقع في دربونة (المنتريس ) لعائلة كادحة فقيرة حيث يعمل والده المرحوم علوان الدهش الشمري (حائك) على جومته لينتج ويبيع من اجل توفير لقمة عيش حلال لابنائه تعاونه ابنة عمه والدة الشهيد دهش المرحومة عطية محمد الشمري ..وكان تسلسله الثاني بين اشقائه التسعة حيث انجب والداه اربعة من الذكور وخمسة اناث . وبانت عليه منذ الصغر ملامح الذكاء وقوة الملاحظة والشخصية القوية والمحبوبة مع ميل واضح للكتمان واعتناء بالمظهر وعاطفة جياشة حنونة تجاه ابناء بهرز .... فشب في وسط اجتماعي متماسك ومتكافل اظافة الى بيئة زراعية في غاية الروعة والجمال تدعو للتفائل والتفكر . دخل المدرسة الابتدائية في بهرز عام 1954واكملها ثم الدراسة المتوسطة وبعدها قادته خطاه الى دار المعلمين في بعقوبة والتي دخلها عام 1968والذي يبدو انه بدا من هناك اولى خطواته بالسير في طريق النضال مع الحزب الشيوعي ( يرجح ان الشهيد قيس عبد الله الرحبي ابو ازدهار هو من كسبه للحزب )حيث كان يومها التيار الشيوعي قويا واحداث عام 1963قد القت بنتائجها الكارثية عليه بعد ان نالت بهرز نصيبها منه وهو ليس باليسير ؟؟!!! اثارت شخصية الشهيد دهش ونشاطه التنظيمي الذي ابدع به بدرجة عالية عداء اجهزة السلطة له فاخذت تترصده حيثما حل حتى جاء يوم15-7-1970والذي اعدت فيه السلطة خطة محكمة لالقاء القبض على الشهيد دهش ورفاقه من تنظيم بهرز فقد دوهمت دورهم في فترة الظهيرة والتي يخلد فيها البهرزيون مثل باقي العراقيين للقيلولة بعد يوم قائظ ففوجأ الشهيد ورفاقه بالاعتقال وهم نيام في بيوتهم فكان معه الاستاذ عبد الجبار محمد الدليمي (ابو افاق) والمرحوم محمد جميل الرحبي (ابو اراز) والاستاذ منعم مجيد الصافي حيث اخذوا الى مديرية امن بعقوبة اقيمت لهم جولة تعذيب رهيبة بحظور مدير الامن ومعاونه ومفرزة الاعتقال وجرى تعليقهم بالمرواح مع الضرب بالهروات والعصي واللكمات وغيرها حتى اصابهم الاعياء وتكسرت اسنان (ابو افاق) واصيب بانحراف وفقدان جزي ء للبصر مازال يلازمه لليوم ...بينما توقفت يدا الشهيد دهش عن الحركة تماما اضافة الى الضرب بالعصي والاسلاك على كافة مواضع الجسم وكانت تهمة الشهيد انه مسؤل خطر في محلية ديالى للحزب الشيوعي وقد نالوا من الشتائم الكثير مما تقشعر له الابدان باعتراف افراد الامن الذين قالوا للمعتقلين ( اولاد الك........ لقد ارهقتونا دون فائدة ؟؟؟؟؟ نحن تعبنا من الضرب وانتم لم تتعبوا منه ؟؟؟!!!....وقد كان صمود الشهيد اسطوريا يومها حيث نال الحصة الاكبر من التعذيب .........و.قيل ان المحافظ نعيم حداد كان في الطابق العلوي مشرفا على العملية . وعند اطلاق سراحه من السجن كان في حالة ميؤس من نجاته من موت محقق والدليل ان طبيب المركز الصحي في بهرز زار الشهيد للاطمئنان عليه واعطائه الابر للعلاج وعندما شاهد جسده اجهش بالبكاء وقال لايوجد في جسده مكان يصلح ان تزرق به الابر ..... من تداعيات التعذيب ان اصيب الشهيد برعاف ضل يلازمه طويلا بسبب الضرب على الراس مع كسور في اليدين نقل على اثرها الى بغداد – شارع السعدون للعلاج . ونتيجة لعلاقاته الاجتماعية مع كل افراد وطبقات وفئات المجتمع في بهرز ولاخلاقه وثقافته الواسعة في مجال الفكر الماركسي والاقتصاد السياسي والادبي (كانت لديه محاولات لكتابة الشعر) واحترامه لمعتقدات الاخرين فقد كان من زواره يومها الشيخ الفاضل اسامة العاني الشخصية الدينية المعروفة والمحترمة امام جامع ابي الغيث في بهرز للاطمئنان على صحته ..... بعدها عانى من المطاردة والظروف الاقتصادية الصعبة له ولعائلته فكان ينام على سطح الدار رغم برودة الجو ليلا مصرا على عدم العودة للمعتقل ابدا بعدما لاقاه !!! فلجا الى اقاربهم في بغداد وعمل في تسليك الانابيب مع قريبه واجاد في عمله كثيرا رغم ان اجرته كان نصفها يذهب لقريبه ثمنا للايواء ؟؟؟؟!! وكنى نفسه ب (حسن ابو فلح )..استمر ذلك لمدة ثلاث سنوات لحين صدور العفو عن الشيوعيين من السلطة وبدا مباحثات الجبهة الوطنية . وفي عام 1974ونتيجة للخصال التي يمتلكها اظافة الى تنوع نشاطاته (كما ذكرنا )مثل تاسيسه فريق لكرة القدم في بهرز باسم فريق شباب النصر والذي كان للشبيبة الشيوعية كواجهة للحزب الشيوعي وانشائه صندوق تبرعات للفريق يذهب ريعه بالاساس للحزب ولثقافته الواسعة خصوصا في مجال الاقتصاد السياسي وتفاعله الاجتماعي مع الجميع منهم المتدينين والذين نال احترامهم حيث كان يحضر الطقوس والمراسيم الدينية للاديان الاخرى منها الصابئة المندائيين فضلا عن اشرافه على اقامة وتنفيذ الاحتفالات بالمناسبات الوطنية للشيوعيين في بساتين بهرز وللاخلاق العالية التي تميز بها بين ابناء بهرز وشبابها ...ولتقييمات اخرى فقد كلفه الحزب ان يتسلم مسؤلية قضاء خانقين اظافة الى عمله كمعلم في مدرسة النعمان الابتدائية هناك ..فاجاد وابدع وحاز على احترام الناس (كل الناس) حتى خصوم حزبه ..ومنها قصة فقدان احد رجال الامن المكلفين بمراقبته وهو من ابناء بهرز ايضا لمسدسه فلم يجد من ينقذه من ورطته غير الشهيد دهش فكان ان اجرى اتصالاته مع عدد من اكراد بيشمركة خانقين واعاد المسدس لرجل الامن ؟؟؟؟!!!يشهد بذلك كل من التقينا بهم . كل ذلك ولاسباب اخرى فقد نال ثقة الحزب الشيوعي العراقي ليكون احد ممثلي لجنة المنطقة الوسطى في المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراقي المنعقد في بغداد للفترة من 4-6-ايار 1976الى جانب عدد اخر من رفاقه ابناء بهرز . وبعد تدهور العلاقة مع السلطة كان الهروب الثاني للشهيد دهش من بهرز الى بغداد حيث ظل يقود النضال في صفوف حزبه رافضا الهجرة الى الخارج رغم قساوة وخطورة الوضع ويجيب بانه اذا خرج وخرج غيره من يبقى للنضال .وقد استمر شقيقه احسان يلتقيه في مناطق المنصور والحيدر خانه وساحة قهرمانه حيث اللقاء الاخير حيث اعتقل مع عدد من الشيوعيين في منطقة كسرة وعطش في مدينة الثورة من قبل مفارز الامن في احد معامل الكاشي الذي اتخذوه للعمل والتمويه يرجح انها بوشاية من احد المندسين .....كان ذلك في الشهر الخامس من عام 1980. وقيل انه شوهد في مديرية الامن العامة بحالة شديدة من الضعف والهزال حيث اللحية والشعر الكث كانه رجل في السبعين من العمر بسبب الاعتقال والتعذيب !!!!. اعدم من قبل الاجهزة القمعية يوم 2-7-1983حسب شهادة الوفاة الصادرة من مستشفى الرشيد العسكري .فكان صادقا في مقولته التي كان يرددها دائما ( ان تموت واقفا خيرا من ان تعيش راكعا ) . ومازال البهرزيون كلهم يتذكرون الشهيد دهش علوان الشمري ويترحمون عليه وقد خلده احد اصدقائه الشاعر المعروف ابراهيم البهرزي بقصيدة بعنوان (في ذكرى شهيد شيوعي ) رحمك الله يادهش وجعل الجنة مثواك . لم يتم العثور حتى اليوم على جثمان زين بهرز وبرعم المندرين الشهيد دهش علوان دهش الشمري ..ونحن بانتظار ان يكون له قبر يظم جسده الطاهر في بهرز التي عشقها وعشقته هي ايضا . بهرز 9-11-2015 الشهيد – دهش علوان الدهش الشمري
#محمد_فخري_حسن-_حاتم_الملا_عبد_اللطيف_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
-
ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
-
الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة
...
-
بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
-
مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم
...
-
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا
...
-
النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|