|
إعلان ولاية فقيه في العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
15 - 1 - 2016 خطبة ممثل المرجعية في كربلاء ( الشيخ عبد المهدي الكربلائي ) التي أعلن فيها عن عودة الناس في العراق إلى فقيه ( جامع للشرائط ) هي إعلان صريح لولاية فقيه في العراق ، والمقصود به ( السيستاني ) . وقد سألنا كثيرا عن عنوان الدولة العراقية بعد صدام حسين ، هل هو دولة مدنية ، أم دولة ولي فقيه ، واذا كانت الاخيرة ، فهل هذا الفقيه عراقي ( إبن الوطن ) ، أي مرجعية وطنية أم لا ، وهذا يخالف ما عليه إيران ودستورها ( الاسلامي ) الذي إنقلب على نظرية ولاية الفقيه في التطبيق ( الدستور ) الذي يحدد من هو الحاكم ورئيس الدولة وأعلى المناصب ، وولي الفقيه ، ويحصر ذلك بإيراني من أبوين إيرانيين ، هذا فضلا عن نظرية أم القرى لصاحبها ( لاريجاني ) التي تحتم الوقوف مع الوطن ضد المذهب اذا تعارضت مصلحة الوطن مع الدين ، فلماذا العراق مستباح تحت عنوان المذهب ؟. العراق ليس كل سكانه شيعة ، الاكراد لاعلاقة لهم بولاية الفقيه ، ويريدون دولة مدنية ، وكذلك السنة ، وغالبية الشيعة ، ايضا لا علاقة لهم بالسيستاني ، وهم متفرقون في التقليد إلى فرق يقلدون غير الرجل الذي لم يره أحد ، أو يسمع له صوتا ، أو يقرأ له كتابا فكريا واحدا ، ولو ( كراس من 10 صفحات ) . وهنا ينتفي أنه الاعلم وأنه زعيم ( الشيعة ) هذا فضلا عن عدول كثير من مقلديه عنه ، بعد ما حصل في العراق من فساد ، ودعم مرجعية السيستاني لعملية الاحتلال في العراق ، وقبولها دستور نوح فليدمان ، وحمايتها للاحزاب الدينية التي أفسدت ، ونهبت المال العام في العراق ، وبمشاركة وكلاءها ( عبد المهدي الكربلائي وأحمد الصافي ) ، والقسم الاكبر من مقلدي الرجل ، تحولوا الى الالحاد ، ومنهم من هرب من العراق الى أوربا ، وخصوصا المليون شاب شيعي من الذين أجبروا على الذهاب الى الجهاد ، تحت ضغط الفتاوى ، ولجأت المرجعية أخيرا إلى التجنيد الاجباري ليس للجيش بل للحشد ، وبدون راتب ، وهذا دليل على عدم طاعة الناس للمرجع ( الجامع للشرائط ) فلو كانت هناك طاعة له ، لما أجبروا الناس على الانخراط في صفوف الحشد ؟. ومن الامور التي جعلت المرجعية تسقط في عيون الناس ، هو ذلك اللقاء التأريخي بين الحرامية في المنطقة الخضراء ، وممثلي المرجعية في كربلاء ( الصافي والكربلائي ) وهما من شتم الساسة في الخضراء في كل خطبة ، واذا بالناس يفاجأون بلقاء وعناق حاريين بين الطرفين ، والوكيل كالاصيل . في اليوم الاول لاحتلال العراق ، ظهرت شعارات يرددها العراقيون من البصرة حتى بغداد ( بغداد لن تكون قندهار ) و( لو ضاع أصلك لف عمامة ) وشعارات أخرى منددة بالعمائم ، والجميع يريد الذهاب الى دولة مدنية بعيدة عن سلطة الدين ، التي ثبت أنها قمعية وإقصائية ومتخلفة في كل مكان وزمان . فماهي المناسبة التي دفعت ممثل المرجعية الدينية أن يعلن عن ولاية فقيه في العراق ، ويحدد الفقيه الجامع للشراط ، وهو السيستاني ؟. فهل هذا إعلان لنهاية عمليتهم السياسية ، وموتها ؟. لايتحقق في السيستاني اية شروط للمرجع ، لانه لم يقدم علما ، يميزه عن غيره من الفقهاء ، ويدلل على أنه هو الاعلم ، وكل عالم فقيه كان أم غيره ، يعرف بنتاجه الفكري ، فلم نجد للرجل اي نتاج فكري يذكر . المناطقة يقولون : من فقد حاسة من حواسه الخمسة ، فقد علما ، وبما أن الرجل لاينطق ، ولايكتب ، فهو فاقد لابسط شروط الفقيه وهو العلم ، فضلا عن الاعلمية ، والعلوم الدينية ، ترتكز على اللغة العربية ، وخصوصا ( النحو والصرف والبلاغة ) والرجل لا معرفة له بهذه العلوم الثلاثة . وإعلان ولاية فقيه في العراق ، من قبل ممثل المرجعية الدينية ( الكربلائي ) غير جائز في الفقه الشيعي ، وهذه البديهية لايعلمها الناس ، لان المرجعية الدينية سعت طوال قرن من الزمن ، الى تجهيلهم ، ومن يدافع منهم عن التقليد ، أو يدعي أنه مقلد لهذا المرجع أو ذاك ، فهذا لاصحة له ، وهو مجرد إدعاء ، لانهم لو عرفوا معنى التقليد ، لقرأوا رسالة المرجع الذي يقلدون ، ولايعودون الى وكلاءه في كل صغيرة وكبيرة ، ومعرفة الاتباع بمسائل الرسالة العملية لمقلدهم ، يضر بالمرجع نفسه ، ووكلاءه ، لان المعرفة مهما كانت ، تتقاطع مع ماتريده المرجعية ومن أوجدها ، وهو البريطاني الذي سلم ملفها الى البيت الابيض . لايجوز إعلان ولاية فقيه عند الشيعة ، مادامت هناك ولاية فقيه أخرى في بلد ما ، لانها تتعارض معها ، وهناك أسباب لاعلان ولاية فقيه في ايران ، التي هي ليست مركز الشيعة والتشييع ،منها : أن الايرانيين من شاه ايران حتى الجمهورية الاسلامية في طهران ، لايريدون أن تخرج السلطة الدينية عن سيطرتهم ، لان الكنز في العراق هو ملك لهم ويغذي الاقتصاد الايراني ( إمبراطورية الشباك المقدس ) ، وحتى لو كان المرجع ( الاعلى ) في النجف ، يجب أن يكون إيرانيا ، فهو خاضع وتابع لسلطة ايران ، ومنع كل فقيه عربي من الاقتراب من منصب ( مرجع أعلى ) ، ومنها : أن العراق محتل بالاساس من قبل الامريكان ، فمرة يتذرع السيستاني ووكلاءه ، بعدم إعترافهم بولاية الفقيه على الطريقة الخمينية ، ومرة يعلنونها ، هذا الكلام لاقيمة له ، في الفقه الشيعي ، وهم تابعون لولي الفقيه الموجود في إيران ، من جميع النواحي الفقهية والعقائدية ، وهذا ما لاتعرفه الناس ، لتضارب سلطتين في وقت واحد . وهناك أمر مهم جدا ، يجب على العامة أن تعرفه ، أن المرجع الاعلى الجامع للشرائط ، الذي تتبعه الامة ، يجب شرعا ، أن يخاطب الامة ، سواء بخطبة موجهة للامة ، أو بكتاب ( فتوى ) تحمل إسمه وختمه ، وأنه هو مرجع الامة الذي تقلده ، لا أن يسرح ويمرح أولاده وحواشيه ، يفتون ويتصرفون باموال الناس ، وارواحهم ، وكل مايخرج من فتاوى ، هي صادرة من ( المكتب ) ، ولانعلم من هم أولئك الذين يديرون المكتب ، في الخفاء ، هل هم هؤلاء الظاهرون على سطح الاحداث ، ويخطبون بالامة كل جمعة ، أم غيرهم من رجال مخابرات ، في كلتا الحالتين ، لايصح هذا الامر ، لان هؤلاء ليسوا المرجع الذي أعلن أنه إمام الامة ؟. ومن يضمن لنا ، أن كل ما صدر من المكتب هو فعلا من السيستاني نفسه ، وهو رجل مريض وكبير السن ؟. في الحقيقة ، عودتنا هذه المرجعية السيستانية ، قبل الاحتلال وبعده ، على الفتاوى السرية ، والعلنية ، وهذا مخالف لما تطرحه هي ، من أنها تتبع شرع الله ، فهل شرع الله فيه السر والعلن ؟. عندما يفتى أحد وكلاء المرجعية الدينية في خطبة الجمعة ، وظهرت أضرار ما تفوه به على العراق ، يخرج وكيل أخر ، ويقول : إن هذا الوكيل عبر عن رأيه الشخصي ولم يعبر عن رأي المرجع الاعلى ، وهكذا يتم التلاعب على الناس البسطاء . الناس في العراق وخصوصا الشيعة ، مساكين وأميون ، ولايميزون بين الالفاظ التي يتلاعب بها وكلاء المرجعية ، الذين يظهرون للناس ، أنهم ضد الفساد وضد حكومة المنطقة الخضراء الشيعية ، وفي الحقيقة هم غارقون في المشاركة مع الفاسدين في نهب المال العام ، في كل العقود والصفقات الوهمية ، والتراخيص ، وسطت المرجعية على اموال النفط ، بعد أن سطت على اموال العتبات المقدسة ، التي تقدر ب 200 مليار دولار سنويا ، على الاقل ، وهناك شخص خارج الحدود يحرك المرجع من ايران وهو جواد الشهرستاني الذي وصفه ولي الفقيه خامنائي بأنه دولة داخل ايران وإمبراطورية مالية ضخمة ، كلها من أموال الخمس والسياحة الدينية في العراق ، وتنقل الاموال ويترك فقراء العراق يجوعون حتى الموت ، في الوقت الذي يكتب المرجع ( الاعلى ) في رسالته العملية ( لايجوز نقل الاموال من بلد لاخر مادام في الاول فقراء ومساكين وأيتام وارامل . فمثلا : حرم الشيخ عبد المهدي الكربلائي إنتخاب الاحزاب الشيعية ، بعد أن صوتوا في البرلمان على المنافع وقانون التقاعد الخاصة بهم ، وقال : لايجوز إنتخاب هؤلاء الذين صوتوا على هذا القانون ، إلا من يوقع لكم مسبقا على إلغاءه .... وهذه أداة الاستثناء ، هي التي فتحت الباب للحرامية ، ابناء المرجعية للعودة مرة اخرى ، والبقاء في مناصبهم ، بالاتفاق مع المرجعية نفسها ، وصرخت الامة بالصلاة على النبي واله بأعلى الاصوات . المرجعية متورطة بما يجري في العراق ، من أول يوم لاحتلال العراق ، حتى اللحظة ، وهي شريكة للاحزاب التي قدمها المحتل في صدارة المشهد ، وإعلانها عن ولاية فقيه في العراق ، هو تحصيل حاصل ، لان الامريكان ، وضعوا مصير العراق ، بيد هذه المرجعية ، التي تحاول أن تصور للناس أنها بعيدة عما يجري . الكثير من العراقيين يعرفون ، حقيقة أن هذه المرجعية أعلنت إنقراض الدولة العراقية ، ولا بد من إمام لهذه المهمة وهي إنقراض العراق ، فأسندها البيت الابيض لإمام وهو السيستاني . إعلان عن ولي فقيه في العراق ، ليس حلا ، والمرجعية هذه هي من أسست للخراب والفساد في العراق ، وأحد الكوارث التي جلبتها لنا سلطة الدين هذه ، هي موافقتها على دستور الامريكان الذي كتبه نوح فليدمان ، الحل الوحيد في العراق هو إقصاء رجال الدين عن حياة العراقيين الساسية ، والتخلص منهم وإلا فلا طوق نجاة . المرجع ووكلاءه ، لايفهمون لا بإدارة الدولة ، ولا السياسة ، وشغلهم هو الفقه والحديث عن الماضي ، وثقافة المقبرة والخرطات التسعة . ولدينا حيرة مع هذه المرجعية السيستانية ، هل هي تشتغل في السياسة أم لا ؟. وسيكون الكلام معها على ضوء الاجابة التي ستخرج منها ، وما نسمعه من وكلاءها ، أنها لاتتدخل هذا غير صحيح ، وتخرج الخطب في الجمعة والفتاوى ، للتدخل في حياة الناس السياسية .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من القدس إلى النجف هدم المنازل
-
نهاية زمن الدولة الوطنية
-
خطورة حكم رجال الدين على الانسانية
-
حلم أحفاد كسرى في العراق
-
حج كربلاء محو لذنوب الساسة
-
إنقراض الدولة العراقية
-
أبناء بريطانية العظمى في العراق
-
مهندسو الخراب في العراق
-
التبعية
-
( صلاة الواو بين النافورة والجسر )
-
المقدس في حياة الناس
-
قريتنا المنسية
-
إصلاحات حيدر العبادي
-
أغاني الناس وأغاني العمائم
-
الدولة المدنية
-
فساد رجال الدين
-
مرجعية الوطن ومرجعية الغريب
-
العراقي برميل نفط
-
بإسم الدين باكونا الحرامية
-
احذروا النصب والاحتيال بإسم الدين
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|