-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
ورد الرمز (ص) ثلاثة وعشرين مرّة في المحضر الذي أشرت إليه في الحلقة السابقة حول إجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بكامل أعضاءه، الذي انعقد بتأريخ 13/9/1962. كان يُقصد به في بعض الحالات حميد عثمان بدون لبس أو دوران والبقية مزدوجة القصد: إما(ص)= الصين أو (ص )=حميد عثمان، ذكاء خارق، حل هذا اللغز كان في بطن الشاعر، .
أستوقفني هذا التكتيك، الملغوم، في التوثيق، وموجبات اللجوء إليه كثيراً، فلم أهتدي إلا إلى التفسير الأتي بالإعتماد على نظرية الإحتمالات: إذا إطلع السوفيت على المحضر: يشرحون لهم بأنهم سائرون على الخط السوفياتي بإخلاص و يعترضون على أخطاء الصين ويدينونه في إجتماعاتهم باسهاب. وفي المقابل إذا إشتبه الصينيون بأن الانتقادات والإدانات موجهه إليهم: يقولون لهم حاشا، فإن الإدانات كلها موجهة إلى حميد عثمان وهل يوجد تافه غيره ( على وصف زكي خيري) ليُدان. أما القواعد الحزبية التي عوملت معاملة القطيع، لا يدور بخلده غير واجب إدانة حميد عثمان إلى يوم الحشر، لهذا تجد في كتابات معظم الشيوعيون، من الپروفيسور والمناضل إلى المبتدئين بالكتابة، تكرار كلام أو كتابات معلميهم دون إخضاع أى من الاتهامات الى منطق العقل والمعقولية. الرابط أدناه شريط فيديو مدته خمسة دقائق يوضح كيف يُدمج الإنسان بالقطيع:
https://www.facebook.com/ILoveIRAQ1/videos/899067120171680/
لو أعدنا قراءة الفقرة (1)من مداخلة جمال الحيدري الذي نشرناه في المقال السابق(للتسهيل نعيد نشره جزء منه):
(( (1) في حزيران1956، عاودت الالتحاق بالحزب بعد تصفية راية " الشغيلة" الانتهازية الانشقاقية، بعد عدة أشهر من المفاوضات والمداولات التي لعبت فيها قيادة الحزب، والرفاق عمار وعلى وحسن ونعمان دورا ايجابيا كبيرا وحاسما في مساعدتنا على تلخيص دور تجربة الحزب وتفهم وحدة الحزب- الذي هو من أسمى مبادئه-تفهما صحيحا قائما على اساس مبدئي ثورى متجرد من الذاتية والوصولية والصراع اللامبدئي. وذلك على العكس تماما من موقف (ص) الذي شجع الانقسامات بمختلف السبل، واعاق جهود الحزب والرفاق المخلصين لقضية الشيوعية في وضع حد للنشاط الانشقاقي. لقد كان تجميد (ص) وابعاده عن قيادة الحزب، وانتخاب الرفيق عمار سكرتيراً للجنة المركزية عام 1955 نقطة تحول جدية في مجمل عمل الحزب وكفاحه من أجل تعزيز وحدة الحزب والكفاح ضد الإنعزالية وفي التوجه الحازم لتحسين عمله في كل الميادين الوطنية والأممية. لقد دخل الحزب منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من التطور والنمو والنهوض لايزال خطها التصاعدي الجماهيري المبدئي الأممي البناء في تطور مستمر...)) نرى بأن جمال الحيدري رغم إقراره بأن راية الشغيلة كانت "إنتهازية وانشقاقية" بدلاً من أن يوجه كلامه وانتقاداته إلى(عزيز محمد) و(بهاءالدين نوري) اللذين كانا جالسان معه كأعضاء في المكتب السياسي، حيث كان لهما الأدوار الرئيسة عند حدوث الإنشقاق والطرد، يقصف، بدون وجه حق، حميد عثمان الذي كان يعمل حينئذ كمراقب على العمال في مشروع طريق كركوك السليمانية، ينام في موقع للعمل قريب من چمجمال وعائلته تسكن في أربيل في حصار(سكن متعدد الغرف لستة عوائل بخدمات مشتركة وباب رئيسي واحد ) لعدم كفاية دخله الشهري، وهم يقضون أوقاتهم، كما يحلو لهم، بين بلغاريا وموسكو ومصيف سوشي وپكين.
أستطيع أن أزعم بأن هدف جمال الحيدري في ذكر موضوع، بأسلوب غير موضوعي، لم يكن له علاقة بموضوع الإجتماع كان تحقيق عدة أغراض:
أولاً- التهديد المبطن لفرسان المعارضة بأن مصيركم يكون مثل مصير حميد عثمان إذا تماديتم في تهديد مركز حسين الرضي كرئيس للحزب.
ثانياً- إشباع حاجة نفسية مرضية نمت لدى حليفه في الحزب حسين الرضي، نتيجة ما فعله تجاه حميد عثمان بالتواطوء مع ناصر عبود، بضرورة تقريع وإدانة حميد عثمان في كل المناسبات وبدون حدود ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة من بين سطور وثنايا كتاب زوجته أيضاً.
ثالثاً- رد الجميل لحسين الرضي الذي أنقذه من المحاسبة كما يروي زكي خيري في كتابه "صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم" ص204:
((راحت الطائرات الحربية في صباح (9) أذار وقصفت مقر الشواف فقمعت الفتنة في مهدها. ودعا قاسم الجماهير لمطاردة فلول الفتنة وأباح دمائهم لمدة ثلاثة أيام. وكان ما كان. ولكن بعد بضعة أيام القت المقاومة الشعبية القبض على نفر من المشاركين في الفتنة وهم من رجعي الموصل وبعد محاكمتهم في محكمة شعبية أخذتهم إلى الدلماجة بالقرب من الموصل وأعدمتهم! وابتهل قاسم الفرصة لينزل ضربة معادلة بحلفاءه لإسترضاء أعدائه وليوجه هؤلاء ضد الشيوعيين.
عندما حاسبنا المسؤولين الحزبيين في الموصل بصدد تلك العملية المتأخرة التي استغلها قاسم ضد الحزب قالوا: إن لديهم توجيه جمال الحيدري لتصفية الرجعيين!
وطالب اعضاء المكتب السياسي محاسبة المسؤولين الحزبيين ومعاقبتهم بعقوبات حزبية وهي لا تتجاوز الطرد من الحزب في أقصى الاحوال، ولكن حسين الرضي رفض ذلك رفضاً باتاً وكانت حجته في ذلك أن قاسم إعتقلهم وبدأ ينكل بهم فهل يليق بنا ان نتجاوب معه ونعاقبهم حزبياً من جانبنا أيضاً!
وأرسل الحيدري لحمايته من المحاسبة الحزبية إلى الدراسة في أكاديمية العلوم الإجتماعية في موسكو وفيما بعد عندما اقتص الرضي من معارضيه في المكتب السياسي أعتبر تلك المطالبة بالمحاسبة الحزبية حجة من حجج الإدانة باعتبارهم من مطايا النفوذ البرجوازي في الحزب.))

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات