أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!














المزيد.....

لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!
من بين السلوكات المعيبة والمشينة في العرف والأخلاق العامة، التي أضحت مألوفة بيننا نحن المغاربة ، والتي تحولت إلى طبائع وسلوكيات يتحلى بها الكثير من المسؤولين بكل درجاتهم ، ويصر على القيام بها كل أصحاب المناصب السياسية المهمة ، من وزراء وبرلمانيين وغيرهم ، ذلك السلوك الذي نسميه في دارجتنا المربية بـ" قليب الفيستة" ، والذي بعني بالفصحى ، تغير أحوال المسؤولين أمام إغراءات السلطة وامتيازاتها التي لا يستطيع الزهد فيها ، إلا خاصة الخاصة ممن أكرمهم الله بالإيمان القوي والقناعة الحقيقية ، أما الجهلة الظالمون الذين لا يقيمون وزنا للإمانة وتحذبر الله سبحانه وتعالى منها بقوله : "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا". الذين ظهروا بيننا بثياب الحملان ، إبان الإنتخابات ، وغدونا ، لا نكاد نعرف منهم ، من كنا نعرف بعدها ، من فرط التبدل وهول التغيير ، وبشاعة أعراض الفخامة والأبهة التي طفحت على سلوكياتهم بعد إحتلال المناصب المهمة في الدولة ، وهم كثر يصعب على من أراد حصر عددهم ، ويضيق به الإطار ، وينفلت من يديه الحصر والعد والحساب ، لأنهم باتوا يشكلون أغلبية عظمى من القيادة ، وأصبحوا أمة تتمدد وتتكاثر بيننا كالبكتيريا في كل المواقع الحساسة ..
ربما يقول قائل أن تغير أحوال الناس سلوك بشري تعرفه كل المجتمعات ، فيكون الرد المنطقي ، هو أن الناس ينظرون للمسؤول نظرة تختلف عن غيره من الناس ، ولأنه في مكان القدوة لغيره ، وسفير بلده ومن يمثل من الشعب في تعامله وعلاقاته وقوله وفعله ، وأن سقطته تختلف عن سقطة أي إنسان عادي ، رغم أن عليه ما على المسؤول ، لأن كل صغيرة وكبيرة محسوبة عليه أضعاف مضاعفة ، مما يجعله تحت المجهر بكل تصرف يتصرفه أو كلمة يقولها ، يحسب عليه كلما يظهر عليهم من تعامل إيجابي أو سلبية ، في كل مكان يتواجد فيه وخاصة في أماكن تقديم الخدمات للناس ، لكونه شخصية عامة ـ
فليس بغريب أن تطرأ كل هذه التغييرات والتطورات الداروينية التي لا تصدق على العديد من المسؤولين ، ممن كانوا يلهثون وراء أصوات أبناء الشعب ، الذين بدل أن يردوا لهم الجميل على إيصلهم إلى عضوية المجلس ، تدفع بهم العنترية "الخاوية" والعنجهية البغيضة للانقلاب عليهم ولبتنكر لهم ، والانتقام منهم بالوقوف ضد مصالحهم الشعبية ، كما حدث مع بعض من كانت أصواتهم تجلجل قاعة البرلمان دفاعا عن الوطن والمواطنين ، والذين إنقلبوا 180 درجة وتحولوا الى مدافعين عن ريع معاشات البرلمانيين ، ومهاجمة للمطالبين بالغائه ، بأشد الانتقادات التي وصلت في بعضها حد التجريح ، وهم يدركون شين مايفعلون ، ومن بين هؤلاء الذين صدموا فيهم المغاربة لتورطهم في محاربة المصلحة العامة ، وكل الداعين للقضاء على الريع والفساد الذي تجلى في قصية "معاشات الوزراء والبرلمانيين " ، والذين كان من بينهم ، البرلماني والمناضل الإشتراكي ، يا حسرة ، وأستاذ العلوم السياسية والنائب البرلماني باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسن كارق ، الذي
أبرز في احدى مداخلاته في موضوع المعاشات ، بأن "الأمر لا علاقة له بأي نظام ريعي"، مبررا ذلك بكونه "مبني على مساهمة شهرية يؤديها البرلمانوين ، كأي نظام للمساهمة الجماعية في صندوق للتقاعد خاص أو عام" ، والبرلماني "بنشماش" ، ثائر مجلس المستشارين السابق ورئيسه الحالي ، والشهير بلهجته الحادة تجاه " رئيس الحكومة " والذي حرض صراحة البرلمانيين الى عدم التنازل عن معاشاتهم قائلا في تحد مستفز : "المعاشات لا يُمكن التنازل عنها لأنها مُؤطرة بقانون" ناسيا سيادته ، وهو العارف بالقانون، أن البرلمانيين هم من شرع لأنفسهم ريع التقاعد المُريح ، والبرلماني "الحو مربوح" ، من الاصالة والمعاصرة، والذي تهجم في لقاء في مجلس المستشارين يوم الخميس (13 يناير)، على الصحافة والمواقع الإخبارية التي تنشر أخبار قضية المعاشات، ووصفها بأنها "ماشي وطنية" ، ذلك التهجم الغبي الذي يذكرنا بالعقليات الاستبدادية للمدافعين عن الحكومة وسياستها ، التي لا تعرف شيئا اسمه النقد أو اﻹ-;-ختلاف ، كما جاء على لسان أحد قادة الحزب الحاكم محمد يتيم الذي قال : إن من ينتقدون بن كيران سفهاء ..
وأختم بهذا الرجاء ، يا أيها المسؤول ليكن ولاؤك للشعب وللوطن ودافع عن مصالحما ، وأخلص لهما ، ووظف قوتك في وجه عدوهما ، تنل رضاهما ورضى الله جل جلاله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، لأنك مهما طال الزمان أو قصر فأنت عائد لا محالة إلى حضن الشعب والى شوارع المدن والى أزقة القرى التي خرجت منها ، وسيحاسبك ذلك الشعب على "قليب الفيستة" وتخليك عن دورك في الدفاع عن مصالحه ، حتى لو ذهبت لآخر الدنيا ، ولا أدري لماذا تحضرني هنا مقولة لقمان الحكيم :أن تكون أخرسا عاقلا خير من أن تكون نطوقا جهولا ..

حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تكرهون الأمازيغ إلى هذا الحد ؟
- مداومة سوء الكلام وفحشه ..
- الى طاحت الصمعة علقوا الحجام ، وإذا طاحت صناديق التقاعد ، عل ...
- لا أخال أن وزير النقل يجز بنفسه في مثل تلك الترهات !!
- تهنئة بميلاد مشكاة إعلامية. مجلة -المرأة السياسية- .
- معاشات البرلمانيين والوزراء والهاجس الانتخابي الضيق!!
- الوزير المناسب في الوزارة المناسبة .
- ما أقسى فقد من اعتدنا على قربهم !!
- تداعيات -جوج فرنك- على بعض مجريات الأحداث !!
- ثقافة الاعتذار وثقافة -أنصر أخاك ظالما أم مظلوما-!!
- أعذروا السيدة الوزيرة فإنها لا تعلم !!
- هل يصبح شباط الرئيس 16 للحكومة المغربية رقم 31 ؟
- على هامش حريق شارع الحسن الثاني بفاس ، وتأخر رجال المطافئ !!
- هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!
- لرؤية البصرية هي أساس التصديق !!
- لا شك أنه ثمة ما يستحق فعلا أن يُعاش في هذه الحياة!!
- كيفما تكونوا يكون إشهاركم !!
- إن للأحداث الكبيرة ذيولاً ليست في الحسبان
- وفاة فاطمة المرنيسي رزء فادح للمغاربة .
- مليونا قارئ شهادة إبداع أعتز بها ..


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!