أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نور الدين بدران - أوباش وحثالة أم مضطهدون؟














المزيد.....

أوباش وحثالة أم مضطهدون؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 12:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مازالت الانتفاضة الفرنسية مشتعلة ومستمرة،بعضهم يسميها أعمال شغب ويسمي أصحابها حثالة وأوباش،وبعضهم يسميها ثورة جياع ومضطهدين اضطهاداً مركباً،طبقياً وعنصرياً،وقلة من أصحاب نظرية المؤامرة يعيدونها إلى منظمة القاعدة أو من لف لفها.
في اختلاط التسمية وامتزاج الأسباب والدوافع يبقى هناك أمر أكيد،أن القائمين بهذه الانتفاضة فرنسيون،ويجب أن نتذكر أن غالبية الفرنسيين صوتوا بلا للدستور الأوروبي منذ مدة،وخذلوا رئيسهم وحكومتهم المتحمسين لذلك الدستور،وفي بلد ديمقراطي كفرنسا،يعني هذان الأمران(الانتفاضة+التصويت)أن هناك أزمة حقيقية وكبيرة جداً.

تحركت الأعمال الأولى للانتفاضة من البلدات والمناطق البعيدة من العاصمة وتحديداً من المحيط الغارق بفرنسيي الدرجة الثانية والثالثة،أي من ذوي الأصول الأجنبية،ومن الفقراء والعاطلين عن العمل،والهامشيين والمنبوذين.........إلخ من المسميات،وها هي تصل إلى قلب العاصمة الفرنسية،وكثيرون يتخوفون من امتدادها أوروبياً،لاسيما بعد ظهور بوادر شبيهة ولكن محدودة في برلين وبلجيكا،ولا غرابة في ذلك فأوروبا القارة أصبحت أقرب إلى كونها بلداً واحداً،رغم الفروق والتمايزات القومية العريقة،لاسيما فيما يخص القضايا العرقية،حيث خطوطها أكثر عمقاً في فرنسا.

لا تحمل هذه الانتفاضة برنامجاً سياسياً محدداً،ولم يظهر لها قيادة تنظيمية موحدة،سواء حزبية أو جبهوية إئتلافية، بل تبدو حتى اليوم حركة عفوية لأناس يريدون مواطنيتهم كاملة وحقهم في الحياة دون تمييزهم عن سواهم،وإن كان تعبيرهم عن مظالمهم يفتقر إلى اللباقة والهدوء والحوار،فهذا لا يعني أن مطالبهم ليست محقة.

لاشك أن فرنسا خاصة وأوروبا عامة،أمام امتحان كبير،أعتقد أنها ستجتازه بنجاح،كما علمنا تاريخ الديمقراطية الفرنسية،فثورة أيار/مايو 1968كانت أكثر جذرية وعنفاً(نصبت متاريس في الشوارع) واتساعاً وعمقاً،وكانت ذات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية،ورغم عفويتها كانت لها قيادات داخلها، ذات ثقافة وخبرة سياسية،خاصة بين الطلاب والعمال،بل كان اليسار الفرنسي(الجديد خاصة) له دور بارز في قيادتها،رغم ذلك وربما بسببه،تجاوزت الديمقراطية الفرنسية امتحان أيار،وبذلك تجاوزت نفسها،عبر الإصغاء لمطالب باتت غير قابلة للتأجيل،بل انعكست آثار تلك الانتفاضة على أوروبا كلها،وحتى وصل عبير ثقافتها إلى الولايات المتحدة نفسها،ويمكن هنا أن نتذكر الانتعاش الفكري لآراء الفيلسوف هربرت ماركوز بسبب تلك الانتفاضة.

نحو 1200سيارة تم إحراقها، مئات البلدات والشوارع اجتاحتها الانتفاضة ،شغب وسرقات وتعطيل شبه تام لحركة المناطق المجتاحة،ومع ذلك عدد المعتقلين في 13 يوماً 330شخصاً.
أظن لو شهدت مدينة من مدننا اعتصاماً سلمياً وصامتاً لأكثر من ثلاثة أيام،لما كان عدد المعتقلين 330 شخصاً.
أظن أيضاً أنه ليس لدينا معارضة قادرة على الاعتصام لأيام،فروزنامة معارضتنا بالساعات،ورزنامة أجهزت"نا" الأمنية وسجونها بالسنوات،أما الديمقراطية الفرنسية والغربية كلها فهي مزيفة،ومن سخريات القدر أن سلطتنا ومعظم معارضتنا متفقون على زيفها.

نور الدين بدران



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يشعر السوري وهو يقرأ بثينة شعبان؟
- لا وطن بلا حرية
- نريد سلتنا بلا عنب
- إلى من يهمه الأمر
- الفرصة الذهبية
- انظروا من يتكلم!!
- اقطعوا السلسلة!!
- أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نور الدين بدران - أوباش وحثالة أم مضطهدون؟