|
خالد الكيلاني يكتب : رسالة مفتوحة لرئيس البرلمان ... الدستور لا يلزمكم بمناقشة القوانين التي أصدرها الرئيس في الفترة السابقة
خالد الكيلاني
الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معالي السيد الأستاذ علي عبد العال رئيس مجلس النواب ، أرجو أن تسمح لي أولاً بأن أخاطبكم بالسيد لا بالدكتور حيث أنني أعتقد أن النداء بالدرجة العلمية لا يتم سوى داخل مدرجات ومعامل الجامعات ودور العلم ، وهو الأمر الذي يجري به العمل في معظم الدول المتقدمة . وأبدأ بتهنئتكم على ثقة نواب الشعب وفوزكم بمنصب رئيس السلطة التشريعية في هذه اللحظات الفارقة التي يمر بها الوطن حيث ينتظر المصريون والعالم كله من البرلمان الذي تترأسونه الكثير والكثير . معالي الرئيس المحترم ... أخاطبكم هنا كرئيس للسلطة التشريعية وكأستاذ للقانون الدستوري ما يجعل طرحي مفهوماً ، وربما مقبولاً ، لديكم . معالي رئيس مجلس النواب ، تنص المادة (138) من الدستور على أنه " لكل مواطن أن يتقدم بمقترحاته المكتوبة إلى مجلس النواب بشأن المسائل العامة ، وله أن يقدم إلى المجلس شكاوى يحيلها إلى الوزراء المختصين ، وعليهم أن يقدموا الإيضاحات الخاصة بها إذا طلب المجلس ذلك ، ويحاط صاحب الشأن بنتيجتها ". وعليه فأنا أتقدم إليكم بهذا المقترح الذي أرجو أن يلقى العناية والدراسة الكافيين . تعلمون معالي الرئيس أنه ومنذ إقرار الدستور في 18 يناير 2014 وهناك جدل يثور حول المادة 156 والتي تعطي لرئيس الجمهورية حق إصدار قرارات لها قوة القانون بشرط أن يناقشها ويقرها البرلمان خلال 15 يوماً من تاريخ أول انعقاد له ، خاصة أن القرارات بقانون التي صدرت منذ 3 يوليو 2013 في عهد الرئيس السابق عدلي منصور وكذا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ربما تتجاوز ال 400 قرار بقانون ، وكل قانون يحتوي على عشرات بل مئات المواد ، ومنها قوانين تتعلق بانتظام سير العمل في دواليب الدولة ومؤسساتها . ويصعب بل يستحيل طرح ومناقشة تلك القوانين في الفترة المتبقية من مهلة ال 15 يوم التي تنص عليها المادة 156 وتعديلها أو إلغائها وإقرار قوانين أخرى غيرها ، بل من قبيل العبث القول أن مجلس النواب - مهما شكل من لجان - يستطيع خلال هذه الفترة مجرد الانتهاء من قراءة تلك القوانين لا مناقشتها . ولذا وجب البحث عن حل لتلك المعضلة ... ولكن الحل سيدي الرئيس موجود في نص المادة نفسها ولكن الجميع غفلوا عنه تماماً ، لأنه لا يعقل ولا يتصور أن يخطأ المشرع الدستوري هذا الخطأ الجسيم في صياغة نص المادة 156 ، ذلك الخطأ الذي قد يودي بنا إلى تعطيل المؤسسات الدستورية في البلاد . وبقراءة متأنية لنص المادة 156 والتي تنص على أنه " إذا حدث فى غير دور انعقاد مجلس النواب ما يوجب الإسراع فى اتخاذ تدابير لا تحتمل التأخير ، يدعو رئيس الجمهورية المجلس لانعقاد طارئ لعرض الأمر عليه. وإذا كان مجلس النواب غير قائم ، يجوز لرئيس الجمهورية إصدار قرارات بقوانين ، على أن يتم عرضها ومناقشتها والموافقة عليها خلال خمسة عشر يوماً من انعقاد المجلس الجديد ، فإذا لم تعرض وتناقش أو اذا عرضت ولم يقرها المجلس ، زال بأثر رجعى ما كان لها من قوة القانون ، دون حاجة إلى إصدار قرار بذلك ، إلا إذا رأى المجلس اعتماد نفاذها فى الفترة السابقة ، أو تسوية ما ترتب عليها من آثار " . وتتحدث المادة في صدرها عن " غير دور انعقاد مجلس النواب " وهو ما يقصد به المشرع العطلة البرلمانية السنوية أو الأسبوعية ، بينما يتحدث عجز المادة ، وهو ما يهمنا هنا عن : " إذا كان مجلس النواب غير قائم " ، أي عن حالة الفترة الفاصلة بين نهاية الفصل التشريعي وفض دور انعقاد المجلس في أخر دور انعقاد سنوي ، وانتخاب برلمان أخر ، أو في حالة حل مجلس النواب . ولما كان نص المادة القانونية أو الدستورية لابد أن يجري في سياق واحد دون انقطاع ، وأن فقرات المادة الواحدة تكمل أو تفسر بقية فقراتها ، فإننا لا يمكن إن نبتسر النص الوارد في صدر المادة 156 عن النص الوارد في عجزها ، فالمشرع الدستوري قد افترض وجود برلمان قائم في عطلة سنوية أو اسبوعية ، وفي الفقرة الثانية يتحدث المشرع الدستوري عن " عدم قيام مجلس النواب " لانتهاء الفصل التشريعي أو حل المجلس ، لكنه ( المشرع الدستوري ) لا يمكن أن يقصد أول مجلس نواب ينعقد بعد هذا الدستور ، وإلا كان النص متناقضاً . وهذه المادة تتحدث عن حالة الاستقرار الدستوري والبرلماني ، لا عن حالة انتقالية واقعية لا يوجد فيها برلمان من الأصل ، وتعلمون سيادتكم أن النصوص كالأحكام من حيث أن العبرة هي بالواقع لا بما نصت عليه . وإذا كان المشرع الدستوري قد سكت عن وضع نص انتقالي ينظم مسألة القرارات بقانون الصادرة قبل وبعد نفاذ الدستور الجديد وفي غياب أول برلمان منتخب بعد هذا الدستور ، فإن نص المادة 156 نفسه يؤدي لهذا النظر ، فعدم القيام غير الغياب ، لأن عدم وجود برلمان قائم يدل على أن هناك برلمان من الأصل ولكنه غير قائم ، أي أنه ليس في دور الانعقاد بسبب عطلة أو بسبب الحل ، وهي ليست الحالة التي كنا فيها خلال الثلاثين شهراً الماضية ... فقد كنا في حالة " غياب برلماني " تام بسبب سقوط برلمان سابق ( برلمان 2012 ) ، ليس بحكم بطلان انتخابه من المحكمة الدستورية وصدور قرار حله من المجلس العسكري ، وإنما بسبب وجود دستور جديد تغيرت فيه أحكام انتخاب البرلمان وعدد نوابه واختصاصاته ، بل بسبب تغير مصر كلها من نظام إلى نظام أخر . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن القرار الصادر بتاريخ 3 يوليو 2013 بتعطيل أحكام الدستور ، يترتب عليه تعطيل كل المؤسسات الدستورية ، وعلى الأخص منها السلطة التشريعية ، التي لا يعيدها للحياة صدور دستور جديد مكان الدستور المعطل ، بل انتخاب برلمان جديد . لكل ما تقدم فإن التفسير الصحيح لنص المادة 156 وكما وقر في نية المشرع الدستوري – حسب اجتهادي المتواضع - فإنه يؤدي إلى أنه لا يمكن تطبيق ذلك النص سوى منذ يوم العاشر من يناير 2016 تاريخ انعقاد البرلمان ، وأية قرارات بقانون تصدر من رئيس الجمهورية بعد هذا التاريخ ينطبق عليها نص تلك المادة ، أما قبل انعقاد مجلس النواب فلا ولاية عليه لما سبقه وتم في الفترة الانتقالية ... وغني عن القول أن مجلس النواب بحكم سلطاته الدستورية في التشريع ، له الحق الأصيل كاملاً في إلغاء أو تعديل أي قانون صدر في الفترة المشار إليها ، أو في أي فترة ، لكن دون أن نضعه في مأزق ال 15 يوم التي نصت عليها المادة 156 من الدستور . لذلك ألتمس منكم معالي رئيس البرلمان المحترم النظر بعين الاعتبار لهذا الرأي ، وأنا على استعداد لتقديم مذكرة شارحة بالأسانيد الدستورية والفقهية له ، وكلي ثقة في تفهمكم – أكثر من أي أحد أخر – للمصالح العليا للوطن ، أو أن تتكرموا بعرض الأمر على المحكمة الدستورية العليا طالبين منها تفسير نص المادة 156 . وتفضلوا بقبول جزيل الاحترام . • محام بالنقض والدستورية العليا وكاتب صحفي
#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خالد الكيلاني يكتب : الفن للوطن
-
خالد الكيلاني يكتب : ممدوح البلتاجي ضحية صفوت الشريف ورجل مب
...
-
خالد الكيلاني يكتب : تحيا مصر العربية
-
خالد الكيلاني يكتب : أرجوكم ... لا تغرنكم المظاهر
-
خالد الكيلاني يكتب : قصة حوار مع الأمير سعود الفيصل
-
هل المطلوب أن يحمي القانون الكذب المتعمد ؟!!!
-
بيان صحفي حول ما ورد بتصريحات منسوبة للمستشار زكريا عبد العز
...
-
يا ترى إنت فين يا أوباما ( قصة قصيرة لكنها حقيقية )
-
خالد الكيلاني يكتب : المجمع العلمي ... الجريمة والعقاب
-
الأناضول وما أدراك ما الأناضول
-
خالد الكيلاني يكتب : الدفاع عن الله ... والغيرة على الدين
-
أكيد فيه حاجة غلط ... بس ليها حل
-
خالد الكيلاني يكتب : شهادات استثمار القناة والأمن القومي الم
...
-
خالد الكيلاني يكتب : س وج في تمثيلية نتانياهو وحركة - المقاو
...
-
تعالى ... بِالْعَجَلْ
-
أرجوكم ... كفى مزايدات فقلبي الرقيق لا يحتمل
-
عن عبد الحليم قنديل ... أتحدث
-
طوبى لمن أهدى إلىَّ عيوبى
-
عدلي منصور ... أخر القصيدة كُفر
-
أقنعة الإخوان السبعة
المزيد.....
-
مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
-
نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد
...
-
زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق
...
-
2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال
...
-
تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي
...
-
زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من
...
-
حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
-
رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
-
كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
-
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|