أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها














المزيد.....


هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 10:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد عانت المرأة العربية قروناً وهي محرومة من جانب مهم من جوانب حياتها وهو الجانب الحسي والعاطفي ، وكانت النتيجة دائماً هو أن تفرغ المرأة حاجاتها الحسية في حبها لأبنائها المُغالى به أو بتمسكها بجانب الكماليات الشكلية والتي قد تعوض بعضاً من هذا الحرمان ، وهنا يأتي التطرف فحيث الحرمان يأتي التطرف ، وقد تركز المرأة العربية وقتها ومشاعرها في بيتها أو في جوانب أخرى قد تخفف من التوتر العاطفي مثل التطريز والخياطة وهي تكتسب هذا من الجيل السابق من الأمهات اللواتي ألغين مشاعرهن من قبلها ، لذا فهي تسير على نفس المنوال ، فلا تقترب من الخطوط الحمراء ، ونجد أن الأغلبية من النساء لا تسمح لنفسها أن تختار من تحب هي بل من يختاره أهلها وذلك لأسباب قيمية ومادية ، لذا لا تسمح المرأة العربية للجانب العاطفي على أرض الواقع أن يتغلب عليها ، ولا يسلم من هذا الخوف الشاب العربي أيضاً ، فالتي يختارها قد يوضع عليها علامات متسائلة أو مستهجنة لأنها سمحت لأحد ما أن يقدم لها مشاعره ، ولذا يعاني الشاب العربي من هذا الطوق على المشاعر ولكن بشكل أقل لكون الذكر العربي معفي من المساءلة لكنها تنسحب على الفتاة التي يقترب منها .
إن الذي تفعله المرأة العربية لتفريغ الشحنات الطبيعية العاطفية هو أن تغلق جانب الواقع وتفتح جانب الخيال بمشاهدة الأفلام العاطفية وقراءة القصص الرومانسية وخاصة التي توضح مواقف عاطفية أو جنسية ، وهنا تكون المرأة العربية فاعل سلبي متفرج وتجري عملية إسقاط ما بين بطلة الفلم أو القصة والقارئة أو المتفرجة منعاً لغضب القيم والأعراف ، لذا تكثر في الأسواق القصص الرومانسية والإباحية والتي تفلت من الرقابة بشكل أو بآخر ، والمشكلة في هذه القصص والأفلام أنها لا تعالج مشاكل المرأة وتقوم بتوظيف العاطفة للوصول إلى هذا الهدف ، بل تجعل الهدف البحت هو عرض العواطف والغرائز وهي ليست وسيلة للتعبير عن ظلم إجتماعي أو قيمة إجتماعية بالية ومعالجتها لكنها عادة تكون الأكثر بيعاً ويكون غلافها على الأكثر مثيراً للعواطف والغرائز . أما البحوث العلمية الإجتماعية والتي تشرح واقع المرأة وتفسر حرمانها بوقائع وأرقام وظواهر هي أغرب من الخيال ، لا تجد الكثير من الراغبات من النساء لقراءتها إلا الأقلية من المثقفات والمختصات بمجال الظواهر الإجتماعية ومشاكل المرأة . وتعاني المرأة العربية من الملل السريع لقراءة مثل هذه المؤلفات لأنها تجعلها تعيش واقعها مرتين وهي تحاول دائماً الهروب من هذا الواقع ، وعلى هذا الأساس تبقى المرأة العربية مطمئنة في حيز الخيال حيث يوفر لها هذا الخيال العاطفج وهو ما حُرمت منه منذ بداية حياتها . ولقد تعودت المرأة العربية أن ترتدي الحداد على عواطفها لكي تبقى بوضع إجتماعي محترم ، ولكي لا يوضع عليها علامة ( X ) ولن تجد في هذه الحالة من يشاركها حياتها وهي قد تختار مرغمة بين أن تلغي مشاعرها أو تمشي مطأطأة الرأس لبقية حياتها .
إن القصص الإنسانية العالمية والعربية قد طرحت موضوع العواطف لكنها قد وظفتها للوصول إلى طرح إنساني نبيل وكشف ثقافي وإجتماعي ، والأمثلة على ذلك كثيرة للقاريء العر بي ، وهذه الأمثلة هي من يبقى في الغربال ومن يخلده التأريخ على مدى العصور ، فرواية البؤساء لفيكتور هيجو ، الأم لغوركي ، والدون الهاديء لتشيخوف ، والحرب والسلام لتولستوي ، والشيخ والبحر لهيمنغوي ومن ثم ما طرحه الأدب العربي كدعاء الكروان لطه حسين ، رجال في الشمس لغسان كنفاني ، والوشم لعبد الرحمن مجيد الربيعي ، والشراع والعاصفة لحنا مينه ، وأنا أحيا لليلى بعلبكي ، والحرام ليوسف إدريس ، وموسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح ، وذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي ، والنخلة والجيران لغائب طعمة فرمان ، وحكاية زهرة لحنان الشيخ ، ومهدي عيسى الصقر في غضب المدينة ، وصبيحة شبر في رواية العرس .
كل هؤلاء خلدهم التأريخ والصحافة العربية وقد أعطو الواجهة الصحيحة والحلول الصحيحة لمشاكل المجتمع العربي ، وقد وظفو الخيال العاطفي لشرح قصور المجتمع العربي وتناقضاته ، ولكن وللأسف يبقى الأدب المستهلك هو الأكثر رواجاً ويبقى أيضاً الأدب الإنساني الراقي هو الأكثر عمقاً في ذاكرة التأريخ . ولا يعد هذا هو خطأ القاريء العربي بل هو من أخطاء المجتع بأكمله لأنه سد منافذ الواقع وممارسة الحقوق المشروعة وفتح على مصراعية باب الخيال وخصوصاً الخيال المريض ، ويأخذ الخيال العاطفي مساحة أكبر من حقيقته ، وقد يتمتع محترفو فن الكلمة لمزايا حرفية جيدة ومزايا قيمية هابطة ، وهم من يجعلوا صورة المجتمع العربي أمام القاريء الغربي تعكس ألواناً مشوهة وتبعث ريحاً عفنة ، لكن الأهم من هذا هو أن المرأة العربية قد أصبحت مدمنة على هذا النوع من الأدب وتلاحقه في الصحافة الورقية وعلى صفحات النت وهو من تخبئه تحت وسادتها لأنه يجعلها تخرج من أرض الواقع المريض إلى الخيال المريض .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور بلا أجنحة ( 3 )
- طيور بلا أجنحة ( 2 )
- طيور بلا أجنحة ( 1 )
- الفكر الذكوري في الفلم الأفغاني ( أُسامة ) .
- ماذا فعلتم بشباب العراق
- النرجسية والعرب
- البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين
- الزهايمر المرضي - السياسي
- لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .
- كارثة الطفل العربي - العمالة -
- الأم طوعة العراقية
- هل يحتاج العالم العربي مجدداً إلى سفينة نوح
- حكم الجاهلية - إستعباد النساء
- الطفولة العراقية والحرمان
- هل أصبحنا قتلة محترفين
- العراق هو الأسوأ صحياً في منطقة الشرق الأوسط
- أغصان بلا جذور ... قصة واقعية قصيرة
- حرامية بغداد
- حينما يبيع الإرهابيون الفتيات العراقيات لِمَ لا يشتريهن العر ...
- حين إبتلع أطفالنا موسى أبائهم


المزيد.....




- -لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم ...
- فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول ...
- الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
- الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة ...
- ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي ...
- توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط ...
- وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال ...
- لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل ...
- فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها