العراق والعيش من جديد..

سجى السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5041 - 2016 / 1 / 11 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراق والعيش من جديد..
سجى السعداوي

قد لا تكون المرة الاولى التي يتحدث بها رئيس البرلمان عن موضوع المصالحة الوطنية، فهو مشروع وان فشلنا في تحقيقه على مدار السنوات الماضية، لاسباب عديدة، ومعوقات معروفة فرضت علينا فرضاً، افقدتنا فرص العيش السليم من جديد، الا انها قد تكون الفرصة الاخيرة لنا في لملمة ما تبقى من انسانيتنا امام الكم الهائل من الانتهاكات التي جرت على يد ابناء الوطن الواحد.
فالازمة التي مرننا بها سببت معاناة كبيرة وفرقة نسفت الروابط بين جيل تربى على الثار والضغينة وتجريم الاخرين، وسبيلاً في اقصائهم وتهميشهم، غذته جهات معروفة، تعلم جيداً ما ترمي اليه وتسعى جاهدة الى ترسيخه بعقول العراقيين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم، وقد تكون مناشدة الجبوري بمثابة طوق النجاة الذي سينقلنا الى الضفة الاخرى مجتمعين وموحدين على فكرة بناء وطن يضم الجميع دون استثناءات او اشتراطات تفقد المشروع مضمونه الذي يراد له ان يكون.
ولعل المبادرات التي توالت علينا في اليومين الاخرين، خير دليل على الرغبة الحقيقية لانجاح المصالحة التي يسعى كثيرون مع رئيس البرلمان في تحقيقها في اقرب فرصة، فنحن نعيش اوقاتاً حرجة ومصيرية تتطلب مواجتها بشجاعة وصراحة قد تجبرنا على خسارة الكثيرين ممن يسعون الى ابقاء الحال على ما هو عليه بالرغم من خطورة الموقف الذي لا نحسد عليه، وقد يكون اكثر ما نحتاجه خاصة للنخبة السياسية الرافضة لهذا المشروع ان تواجه ذاتها بحقيقة ما ستؤول اليه الامور اذا ما استمرت خلافاتنا قائمة، خاصة مع استمرار حربنا ضد داعش الذي اثبت المعارك ان هزيمته لن تكون الا عندما نكون متصالحين مع انفسنا لكي نؤمن بالدفاع عن الجميع دون منة او اذى.
ان المضي مع فكرة المصالحة المطلقة، قد تواجه بعراقيل عديدة، ورفضاً يجعل الاخرين يقفون عند حافة الحلم ببداية جديدة، ونعلم بانهم كثر وقد حاولوا وسيحاولون وضع العصي بعجلة الجهود التي تسعى الى ارساء المشروع الذي وصفه الجبوري بالـ (التاريخي)، ويصدق الاخير بوصفه هذا، فالامر سيكون مجلجلاً اذا ما حصل وانجز وفقاً لما اعلن عنه، ما يجعلنا نعيد النظر في كل شيء، وهنا لن نستثني احداً من هذا التغيير الذي سيكتبه التاريخ، بان العراقيين استطاعوا العيش من جديد.

#سجى_السعداوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات