يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 19:22
المحور:
الادب والفن
كما يحدث الآن،
بالضبط حدث كما يحدث الآن،
وكما فكر يوما بزيارة لبحر الأساليب إلا متوقعة.
لبائع السفرجل العجوز
وهو يتنفس بصعوبة
لأنه أبتلع بارود الأعوام الثمانية
وحين تطير العصافير بعيداً
يحلم بنضوج الأضراس
ليهرس آخر حبات القسوة.
:
لامرأة استيقظت صباحا
لتجد نفسها مجرد باليت لألوان المرؤوسين
ولبعض شهود الزور،
لكن على الغالب النسبي
كانت تجيد فن الموديل
وفن العُري
لأكثر من فرشاة.
:
لحضارة الأقدام المعرضة للأعتقال،
وعلى تنفس هروبها
تحلم بثمة بقالة في هذا الوقت المتأخر من الليل
تتلمس تأثير الفطرة بأزياء الترياق.
قبل بزوغ الوقت البوليسي.
:
لشرطي مرور
يكثر، بدم بارد، بصاق السجائر المتنوعة
ويخاف مرور المفخخات وصوت القداحات
ورنات الهواتف الجوالة.
ولأن كَراج النهضة حين غادر آخر جندي
أستعار الشرطي صمت الشوارع البطيئة.
الشرطي، وقبل النوم،
كان يعدّ على ومضات الأحمر والأخضر،
وعلى عدد العلب الفارغة،
ما تبقى من سنين لمطلقي السراح المشروط.
:
لغرفة مصابة بسوء التغذية
وبنزلات البرد الدائمة،
والمختصة بكثرة الفقدانات
لكنها تؤمن بدين القُبلات.
:
لنادل الكراسي القديمة
عندما أعتاد مروري
على رؤوس أصابعي في الوقت الشبحي
شبيه بتحالف مخلص
سيء التربية.
:
لوريث كسول..
يكتظ بفتيات الضواحي
المستيقظات بوجوه وراثية لنعاس آخر
على أحلام أخرى وعلاقة فريدة
يعتقدن الميانة شيء ضمني
ويكثرن الكلام البذيء أمامه،
ويعتبر الأمر مجرد واسع الانتشار.
:
لرصيف يتبادل أصوات المنكودين
المخذولين عن بلوغ نهاية العرض
لشيء متوقع
وليس لشيء أبعد من جوع الخوف.
:
بالضبط كما يحدث الآن
وكما يحدث في هذا الوقت بالذات
كان ينتظر هاتف المواعيد الكافرة،
يتملكه استنفاذ الوقت
ليقول بتلقائية مطلقة،
وحسب العادة بعد منتصف كل ليلة:
" من فضلك..
هل تعرف من أنت "؟!
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟